بعد معاناة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2015، أصبحت اقتصادات الأسواق الناشئة فى قبضة النصف الثانى الأكثر شراسة، فى ظل سلسلة من العوائق تقذفها بعيداً عن مسار النمو.
وتطرح صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، 9 أسئلة لتوضيح أسباب انحراف الاقتصادات الناشئة عن المسار.
1- ما الذى يحدث فى الأسواق الناشئة؟.
تعانى الأسواق الناشئة ورطة كبيرة، حيث تتراجع قيمة عملاتها، والأسهم والسلع التى تعد شريان الحياة للعديد من دول تلك الأسواق، كما سجلت بعض العملات، مثل «الريجيت» الماليزى و«الراند» الجنوب أفريقى، أدنى مستوى منذ سنوات عديدة مقابل الدولار.
2- ما الذى أثار المشكلة؟
تخفيض بنك الشعب الصينى قيمة «الرينيمبى» أثار الأزمة فى الأسواق الناشئة على المدى القصير.
ورأى بعض المحللين أن القرار خطوة نحو تحرير السوق، فى حين أكد آخرون، أنه يستهدف إضعاف قيمة «الرينيمبى» لمواجهة تباطؤ النمو والضغوط الانكماشية.
وأياً كان السبب فقد تفاقمت التوترات فى الأسواق حيال الصين فى أعقاب موجة البيع واسعة النطاق خلال الصيف.
كما تخشى الأسواق أن يكون التباطؤ فى أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمى أسوأ من المتوقع، وأصبحت العملة والبيانات الصينية المؤشران اللذان يستحقان المراقبة عن كثب.
ولكن مشكلات الأسواق الناشئة ليست جديدة، إذ تراجعت أسهم وعملات تلك الدول بما يزيد على 10% العام الحالى.
3- ما الذى يقضى على الأسواق الناشئة تدريجياً؟
تراجع أسعار السلع التى تنتجها وتصدرها الأسواق الناشئة من بين أسباب تراجع النمو، كما أن توقع ارتفاع الفائدة الأمريكية سيؤثر على اقتصاديات هذه الدول، وكلا العاملين واجهتهما الأسواق الناشئة خلال عام 2015، لذلك فإن نظرة المستثمرين للأسواق الناشئة كانت سلبية قبل خفض قيمة «الرينيمبى».
4- هل من الضرورى أن يؤثر هذان العاملان على جميع دول الأسواق الناشئة؟
بعض الدول مثل روسيا وجنوب أفريقيا وتشيلى وكولومبيا أكثر اعتماداً على السلع من غيرها، ويعد انخفاض أسعارها مفيداً لبعض دول الأسواق الناشئة بسبب انخفاض تكاليف الاستيراد.
وتعد اقتصاديات الهند وبعض دول وسط أوروبا مثل المجر وبولندا أكثر استقراراً، وتعانى بعض دول الأسواق الناشئة الهشة لمشاكل إضافية مثل المخاطر السياسية، ولاسيما تركيا وروسيا والبرازيل.
5- ما الذى يمكن أن تفعله الأسواق الناشئة؟
تكمن أحد عواقب خفض قيمة «الرينيمبى» فى تزايد التنافس على الصادرات، الأمر الذى أثار الحديث عن حرب ضارية إذا قررت الدول الأخرى تخفيف سعر الصرف لمساعدة صادراتها على النهوض، وسلكت بالفعل البنوك المركزية فى كازاخستان وفيتنام هذا الدرب الأسبوع الماضى، ويضع المحللون قائمة بالدول المقبلة وعلى رأسها نيجيريا.
6- هل تستطيع الأسواق الناشئة القيام بأى شئ آخر؟
على المدى البعيد، تستطيع الأسواق الناشئة إصلاح هياكلها الاقتصادية لتكون أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين، ولكن على المدى القريب لا تستطيع أن تفعل شيئاً تقريباً، وتشعر ببعض الارتياح من تراجع التوقعات برفع الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى أسعار الفائدة الشهر المقبل، ولكن الأمر يبدو وكأنه تأجيل مؤقت.
7- هل تواجه الأسواق الناشئة مشاكل أخرى؟
تواجه الأسواق الناشئة مشكلتين أخرتين، الأولى الديون، إذ أثار ارتفاع قيمة الدولار أوائل العام الحالى المخاوف بشأن الدول التى لديها كميات كبيرة من السندات المقومة بالدولار، خصوصاً أن إعادة تمويل هذه الديون ستكون أكثر تكلفة.
وأوضح بنك التسويات الدولى، أن حجم هذه الديون فى الأسواق الناشئة تضاعف خلال 5 سنوات وبلغ 4.5 تريليون دولار، والمشكلة الثانية الهروب الكبير لرؤوس الأموال- ولاسيما من الصين نفسها – الذى تضاعف حجمه تقريباً واقترب من تريليون دولار خلال الـ13 شهراً الماضية مقابل الأموال الهاربة خلال 2008-2009 أى خلال الأزمة المالية العالمية.
8- إذا كانت عملات وأسهم الأسواق الناشئة آخذة فى التراجع.. فماذا عن السندات؟
حتى الآن لم تتأثر السندات بصورة كبيرة من الاضطرابات، رغم المخاوف التى تحوم حول السندات المقومة بالدولار، وتقترض بعض الشركات بالعملة الأمريكية وتحصل على عائداتها بالدولار، الأمر الذى يحد من تداعيات انخفاض قيمة العملة.
ولكن وفقاً لسيمون لوى فونج، رئيس قسم ديون الأسواق الناشئة بشركة «بيكتيت» لإدارة الأصول، فإن هناك دليلاً على تلاشى شهية المستثمرين حيال سوق السندات السيادية وسندات الشركات فى الأسواق الناشئة.
9- ما الذى يلوح فى الأفق؟
يتوقع المحللون مزيداً من الانخفاض فى قيمة «الرينيمبى»، وإلى أى مدى سوف تنخفض قيمة العملة الصينية، وسرعة هذا التراجع سيساعدان فى تحديد حجم التحدى الذى يواجه الأسواق الناشئة.