مسئولو الشركة فى حوار خاص لـ«البورصة»
«فاروس» تعتزم تأسيس صندوقين للاستثمار المباشر بـ3 مليارات جنيه الربع الأول 2016
السوق جاذب لطروحات جديدة .. ويجب انتقاء الشركات المطروحة من القطاع العام
طرح 3 شركات بقطاعى الأغذية ومبيعات التجزئة فى السوق الرئيسى قبل نهاية 2015
ندرس تأسيس 3 مكاتب تمثيلية بالسعودية والإمارات ولندن
رسوم القيد ومتطلبات الإدراج يضاعفان العبء المالى للشركات .. والحوكمة ضرورة لـ«العائلية»
رغم حدة الأزمات التى يعانى منها الاقتصاد العالمى وتراجع نشاط قطاع الخدمات المالية، فإن بعض بنوك الاستثمار انتهزت الفرصة لتنفيذ بعض الصفقات وفتح مجالات جديدة لعملها، حيث قام بنك الاستثمار «فاروس» القابضة للاستثمارات المالية بتنفيذ بعض الصفقات فى قطاع الأغذية، كان آخرها استحواذ كيللوج الأمريكية على شركة «ماس فودز» للصناعات الغذائية بقيمة 50 مليون دولار، فضلاً عن الإعداد لتنفيذ صفقتين جديدتين داخل القطاع قبل نهاية العام.
ويرى مسئولو الشركة، أن الاستثمار فى مصر ما زال إيجابياً رغم كل ما يعانيه الاقتصاد العالمى من معوقات، خاصةً بعد انتهاء الاستحقاق الثالث عبر الانتخابات البرلمانية بنهاية نوفمبر المقبل، ما سيعمل على خلق بيئة أفضل للاستثمار خاصة الصناعات التصديرية.
قال شريف عبدالعال، العضو المنتدب لبنك استثمار «فاروس»، إن الانتخابات البرلمانية تُكمل جانب الاستقرار السياسى، ما يعود على الاقتصاد بالإيجاب، موضحاً أن طبيعة الاستثمار تتنافى مع الاضطرابات والاستقطاب الذى شهده الاقتصاد المصرى خلال فترة ما بعد الثورة، مشيراً إلى أن اكتمال أركان الدولة الثلاثة من دستور ورئاسة وبرلمان سيعمل على خلق بيئة مواتية للاستثمار.
أشار عبدالعال إلى ظهور مؤشرات إيجابية على نشاط قوى لعمليات الاستحواذ والاندماج خاصة فى القطاعات الصناعية والغذائية والطبية بالسوق المصرى خلال الفترة الأخيرة مع جاذبية القطاعات الاستهلاكية للمستثمرين الماليين.
عن نشاط الاستحواذات والاندماجات داخل السوق المصرى، قال أحمد حيدر، الرئيس التنفيذى للترويج والتغطية ببنك الاستثمار، إن الركود الذى أصاب الاقتصاد خلال السنوات الماضية لم تظهر خلاله عمليات استحواذ، إلا على الشركات المضطرة للتخارج، ولم تعد تتحمل الأعباء الاقتصادية، فضلاً عن انخفاض رغبة المستحوذين فى المخاطرة خلال تلك الفترة، ما أدى إلى ركود القطاع، بينما يشهد، مُنذ فترة قليلة، سوق الاستحواذات نشاطاً غير مسبوق خاصة بقطاعى الأدوية والأغذية بعد أن بدأت ربحية الشركات فى النمو، واستطاع المستثمر أن يثق باستقرار المناخ السياسى.
وأبدى حيدر، تفاؤله بشأن نشاط الاستحواذات والاندماجات خاصة مع قرب استقرار الأوضاع الوزارية والسياسية بنهاية العام الجارى مع انتهاء الانتخابات البرلمانية، واختيار حكومة جديدة، ما سيعيد ثقة القطاع المصرفى فى تمويل الشركات من جديد.
كانت «فاروس» قد نفذت عدداً من الصفقات خلال العام الجارى منها استحواذ «بايونيرز» على «آراب ديري»، واستحواذ «كيللوج» على «ماس فودز»، كما تلعب الشركة دور المستشار المالى فى صفقة استحواذ «حلوانى إخوان» على شركة «الرشيدى الميزان» التابعة لـ«القلعة للاستشارات المالية» والمقرر حسمها قبل نهاية العام.
وتخطط «فاروس» للتوسع عالمياً خلال الفترة الحالية عبر تأسيس 3 مكاتب تمثيلية تابعة للشركة بكل من السعودية، والإمارات، والممكلة المتحدة، خاصة أنها متواجدة بقوة فى تلك الدول للترويج لمشروعات مؤتمر القمة الاقتصادى، كما أن معظم قاعدة عملاء الشركة الأجانب تأتى من هناك.
وذكر عبدالعال، أن الشركة تدرس عرضى استحواذ من شركات أجنبية على شركتين فى مجال الزيوت النباتية، بالإضافة إلى دراسة التقدم بعرض استحواذ على أحد المستشفيات غير المقيدة بالبورصة بصفتها مستشاراً مالياً للمشترى.
ولفت إلى أن الشركة مستمرة بالبحث لمستثمر عربى عن فرص للاستحواذ على أحد البنوك الإسلامية.
وكشف عبدالعال، خلال حواره، اعتزام «فاروس» تدشين صندوقين للاستثمار المباشر خلال الفترة القادمة استغلالاً للتوقعات بنمو قوي للقطاع الاستهلاكي المصري، حيث تستهدف الشركة اجتذاب 3 مليارات جنيه للصندوقين، الأول بالقطاع العقاري بقيمة تتراوح بين مليار و2 مليار جنيه والثاني فى قطاع الأغذية بقيمة مليار جنيه على أن تبدأ عمليات الترويج خلال الربع الأول من 2016.
على الجانب الآخر، كشف الرئيس التنفيذى لترويج وتغطية عن تفاوض «فاروس» لقيد 3 شركات فى قطاعى الأغذية ومبيعات التجزئة قبل نهاية العام الجارى.
كانت البورصة المصرية قد شهدت 5 طروحات جديدة خلال النصف الأول من 2015 تجاوزت قيمتها 900 مليون دولار، كان آخرها طرح «إعمار مصر للتنمية» والذى شهد جدلاً كبيراً بعد أن أصيب المستثمرين بضربات قاصمة فى سعر تداول السهم على الرغم من التغطية الكبيرة للطرح العام، والتى تجاوزت 35 مرة.
وقال عبدالعال إن السوق المصرى ما زال جاذباً لطروحات جديدة والسيولة متوافرة بشكل كبير، وتظهر فى الطروحات القوية، لافتاً إلى أن طرح «إعمار» كان واضحاً منذ البداية، والأمر لم يتعلق بالسوق ككل، قائلاً: إن «السيئة لا تعم» فى سوق المال.
بينما فند حيدر، معوقات نشاط الطروحات والتى تتمثل فى زيادة رسوم القيد، ما أجهد الشركات، بالإضافة إلى متطلبات الشركة بعد الإدراج، ما يضاعف العبء المالى على الشركات خاصة التى تعمل فى مجال السلع الإستراتيجية وتمتاز بهامش ربح ضعيف.
ووفقاً لحيدر هناك عدد كبير من الشركات العائلية بالاقتصاد المصري، التى تحتاج إلى نظام الحوكمة وفصل الملكية عن الإدارة، ما يؤخر عمليات الطروحات الجديدة أو يلغيها.
وأشار إلى ضرورة تأهيل شركات القطاع العام للطرح أولاً من خلال بنوك الاستثمار الموجودة بالسوق وتأهيلها مالياً، ودراسة كيفية استفادة سوق المال من طرح هذه الشركات، وهل ستُدر عائداً على المستثمر من طرحها، خاصة أن هناك عدداً من الشركات الجيدة والقابلة للطرح، والمتوقع نموها بالبورصة.
وقال مسئولو بنك استثمار «فاروس»، إن أحد أهم المعوقات التى يعانى منها السوق المصرى فى جذب طروحات جديدة هو جذب مؤسسات أجنبية وعالمية تساعد الشركات المصرية على تطوير نماذج أعمالها خاصةً فى ظل مخاوف المستثمرين من شح الدولار بالسوق ووجود طوابير لصرف ناتج تخارجات الشركات.
حيث تظهر الحاجة للتمويل الخارجى لسد عجز الموازنة مع تراجع المنح والهبات العربية، ما يعزز اتجاه الدولة لاقتناص قروض دولارية من صندوق النقد الدولي، رغم تقليص الدعم للمواطن.
وذكر حيدر، أن المشكلة الرئيسية التى تواجه المستثمر والحكومة على حد السواء هى نقص التصدير وضعف نشاط السياحة، وبالتالى تقلص الوارد من العملة الصعبة، مؤكداً أن الحل الوحيد، إدخال الأجانب بصورة مباشرة للاستثمار، وهذا مرتبط بتهيئة المناخ الاستثمارى الذى يعانى من صعوبة الحصول على الإجراءات والتراخيص لحصول المستثمر على قطعة أرض أو بناء مصنع، خاصة مع الانتظار طويلاً لإنشاء شركة وأخذ التراخيص، ما يدفع الحكومة لضرورة تفعيل استراتيجية الشباك الواحد.
وأشار الى أنه بالمقارنة بإمارة دبى ترى وضوح فجوة التسهيلات الاستثمارية، حيث إن الوقت المستلزم لانشاء شركة جديدة بالإمارة لا يتعدى 24 ساعة، بالإضافة لتقلص مصاريف الإصدار.
وأوضح أن الدولة مطالبة بتشجيع الاستثمار وتفعيل آلية دعم الصادرات وتشجيع المصدرين على زيادة حجم صادراتهم وبالتالى إيجاد الدخل المناسب من العملة الصعبة.
وعن الثلاثة مشروعات الكبرى التى تولت الشركة ترويجها بمؤتمر القمة الاقتصادية فى مارس، متمثلة فى مشروع «واحة اكتوبر» ومشروع «حديقة زايد المفتوحة»، بالإضافة لإنشاء «مجمع تكسير الهيدروجين» فى أسيوط، قال عبدالعال، إن «البنك لم يصل لأى جديد»، نتيجة عدم وضوح التعاملات مع الجهات الحكومية، كما أن ملفات الحكومة لم تكن مرتبة ومنظمة بالشكل الكافي، ما جعل الدولة تنافس بنوك الاستثمار فى الترويج لمشاريعها الكبرى بدلاً من الاعتماد على التمويل المحلي.
تعد شركة فاروس بنك استثمار متكاملاً متنوع الأنشطة بين خدمات الترويج وتغطية الاكتتاب والاستثمار المباشر وإدارة صناديق الاستثمار والمحافظ المالية وتداول الأوراق المالية ومسك الدفاتر، وكذلك أنشطة البحوث الاستثمارية المتميزة بالجودة والدقة المتناهية.