“النقابة”: نقص حاد فى ألبان الأطفال المستوردة نتيجة زيادة أسعار الدولار
“الصحة”: الحديث ممنوع عن الأزمة بأمر الوزير وإصدار نشرة بالنواقص خلال أيام
مصدر بغرفة صناعة الدواء: انخفاض الأسعار وزيادة الدولار السبب
ارتفع عدد الأدوية والمستحضرات الطبية الناقصة فى الصيدليات إلى 800 صنف خلال سبتمبر الماضى، مقارنة بنحو 600 فقط خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالى.
قال محمد العبد، رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة، إن السوق يعانى نقصاً شديداً فى أدوية الكبد، بجانب 5 مستحضرات تستخدم كـ”ملين” لمرضى الكبد غير متوفرة نهائياً بالصيدليات، رغم موافقة وزارة الصحة على رفع أسعار عدد منها مؤخراً، خصوصاً دواء “لاكتلوز” الحيوى الذى ارتفع سعره من 5 إلى 12 جنيهاً.
وأضاف العبد لـ”البورصة”: “يوجد نقص فى ألبان الأطفال الخالية من اللاكتوز، والتى يتم استيرادها من الخارج، ولا تتوافر لها بدائل محلية لتطلبها تكنولوجيا عالية”.
وأرجع رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة، تفاقم أزمة نواقص الأدوية إلى ثبات الأسعار منذ سنوات طويلة، رغم زيادة جميع تكاليف الإنتاج، ورغبة الشركات فى تقليل إنتاجها من الأدوية التى تتكبد خسائر، أو وقف تصنيعها نهائياً.
وأشار العبد، إلى أن عدم توافر الدولار، تسبب فى تأخر بعض الشركات فى استيراد الخامات الدوائية، ولجوء أخرى إلى تقليل الكميات المستوردة، وبالتالى انخفاض الطاقات الإنتاجية وتفاقم النواقص.
وأوضح وجود مساعٍ للتعاون مع وزارة الصحة لإعداد قائمة ببدائل الأدوية والمستحضرات الناقصة، وتوزيعها على الصيدليات والأطباء لاقتراحها على المريض حال السؤال عن الأدوية الناقصة.
وأظهرت جولة لـ”البورصة”، على عدد من الصيدليات، نقصاً حاداً فى أدوية الكبد، إضافة إلى عدد من الأدوية الحيوية الأخرى.
وقال صيادلة، إن الشهور الثلاثة الماضية لم تتوفر فيها شركات التوزيع أى أدوية كبد، لكن بعض الصيدليات حصلت على عبوتين فقط من أحد الأنواع الأكثر استهلاكاً، وكشفت الجولة، عن اختفاء البخاخات المستخدمة كمضاد حيوى للحروق وقرح الفراش بجميع بدائلها وعددها 4 أنواع، أشهرها “بيباترسين” رغم أهميتها لمرضى إلتئام الجروح والحروق، إضافة إلى اختفاء “التركسين” المهم لمرضى الغدد، ودواء “برفالجان” المستخدم لخفض درجة الحرارة والمسّكن أثناء إجراء العمليات.
من جانبها، رفضت ولاء فاروق، مدير إدارة النواقص بوزارة الصحة، الإدلاء بأى معلومات حول نواقص الأدوية، بناء على تعليمات من الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة الجديد.
وقالت فاروق: “يتم إصدار نشرة شهرية بأسماء الأدوية الناقصة والبدائل المتاحة لها مطلع كل شهر، وترسل للوزارة لإعلانها”.
وقال مصدر بغرفة صناعة الدواء، إن الشركات توقفت عن إنتاج عدد من الادوية، نتيجة عدم توفر المادة الخام فى الوقت المناسب للشركات، لتأخر البنوك فى توفير العملة الصعبة لاستيرادها من بلد المنشأ، مشيراً إلى أن قرار البنك المركزى بتحديد سقف إيداع الدولار، ألزم الشركات بالاعتماد على السوق الرسمى لتوفير الدولار بدلاً من السوق السوداء، مما “جعل الأمر أكثر تعقيداً”.
وأضاف المصدر، أن اختفاء بعض الأدوية من السوق ناتج عن انخفاض سعر بيعها للجمهور، مقارنة بتكلفة الإنتاج، مما يضطر الشركات لتقليل إنتاجها أو وقف تصنيعه بشكل كامل.
وأشار المصدر إلى أن شركته تنتج أحد أدوية الكبد الأكثر استهلاكاً، لكنها توقفت عن إنتاجه الفترة الماضية نتيجة تسببه فى تكبيدها خسائر بلغت 20 مليون جنيه.
وطلبت الشركة من وزارة الصحة رفع سعر الدواء إلى 19 جنيها بدلاً من 5 جنيهات، لكن الوزارة اكتفت بتحريكه لـ12 جنيهاً فقط، وكشف المصدر، أن الشركة ستعمل على توفير المستحضر فى الأسواق خلال الفترة المقبلة بعد تعديل السعر، وهى تنتجه لصالح شركة أجنبية أخرى تحصل على مكسبها كاملاً، بينما تتحمل الشركة المصرية الخسائر وحدها.
ولفت إلى أن عدد الشركات المصرح لها بإنتاج مثيل الدواء “لاكتيلوز” 12 شركة، 60% منها توقف عن الإنتاج لعدم القدرة على تحمل خسائره، وقال مصطفى السلاموى، صاحب صيدليات “على وعلى”، وجود نقص حاد فى دواء “هيومن ألبومين” الحيوى لمرضى الكبد، واختفاء عدد من مشتقات الدم، ومحاليل معالجة الجفاف، وخلال شهر سينتهى المخزون الكامل للمستحضر.
وأضاف السلاموى، أن تدنى أسعار الدواء تسبب فى تفاقم أزمة النواقص، مما دفع المرضى إلى شراء الأدوية المستوردة بأسعار مرتفعة، مطالباً برفع أسعار الأدوية المحلية لتتمكن الشركات من استمرار إنتاجها لصالح المريض.