على والى: المؤتمر يعرض تجارب تطوير الأداء عبر الاستراتيجيات والعنصر البشرى والأنظمة الحديثة
الصين حولت 110 ملايين موظف بالقطاع العام من الخسارة إلى تحقيق 900 مليار دولار أرباحاً
القيادات الوسطى عصب أداء الحكومة ولابد من تطويرهم لدرجة كفاءة الدول التى نسعى للحاق بها
قمة “دبى” تنظمها الحكومة ومؤتمر “الابتكار فى الحكومات” يحاول إقناع متخذى القرار بالإصلاح
تطبيق فكر القطاع الخاص يرفع قيم أصول الدولة ويزيد من إيراداتها
المشكلات والحلول معروفة لكن التفكير داخل الصندوق يضمن الاستقرار الوظيفى
خالد إسماعيل: آفتنا عدم التعلم من الأخطاء والتعلل باختلاف الظروف
نقترح تبنى الحكومة 30 مشروعاً سنوياً وإسنادها لجهة معينة كمشروع قناة السويس
محمد مرسى: نتطلع إلى الربط بين أصحاب التجارب الناجحة ومتخذى القرار فى مصر
فرق “T20” تتواجد فى الوزارات تطوعاً وساهمت فى إعداد مشروعات النقل بالمؤتمر الاقتصادى
نماذج من التجارب العالمية التى سيتم عرضها بالمؤتمر
الرغبة فى الإصلاح والنهوض بالاقتصاد المصري كانا المحرك الأول لمجموعة كبيرة من المصريين من خريجى أشهر الجامعات العالمية فى الاقتصاد وإدارة الأعمال من ذوى الكفاءات الإدارية العالية، لتأسيس مؤسسة “T20” خاصة فى هذه الفترة الحرجة، وهذه الرغبة والقناعة كانت وراء العمل التطوعى لعدد لا بأس به من هؤلاء المصريين مع بعض الوزارات المهمة كالتخطيط والنقل والاستثمار.
وتعقد مؤسسة “T20″، يوم 11 أكتوبر الجارى مؤتمر “الابتكار فى الحكومات” على مدار يومين وتحت رعاية وزير التخطيط والمتابعة والاصلاح الإدارى، بهدف جذب خبرات على مستوى العالم لمشاركة تجاربها، والاطلاع على كيفية تطوير اقتصادها وزيادة إيراداتها، بما مكنها من الانفاق على قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية.
“البورصة” استضافت عدداً من مؤسسى “T20” للاطلاع على تجربتهم وتحركاتهم فى أروقة الحكومة المصرية ورؤيتهم للإصلاح الاقتصادى، والتى تبدأ من تقوية الجهاز الإدارى، والذى يرونه سبباً رئيسياً وراء تأخر الدولة فى تحسين مستواها الاقتصادى والاجتماعى، وأكدوا أن مهمتهم هى العمل على تطوير القيادات فى الحكومة المصرية، وحددوهم بنحو 11432 قيادة، ما بين وكلاء أوائل ووكلاء وزارة ومديرى عموم بالجهاز الإدارى للدولة، لابد من العمل على تطويرهم وتنمية مهاراتهم والاطلاع على تجارب الدول الأخرى فى الاصلاح الادارى والتعامل مع المشكلات التى واجهتهم وتواجهنا حالياً.
فى البداية.. سأل مصطفى صقر عن الاستعدادات لعقد المؤتمر والهدف منه.
على والى: مؤتمر الابتكار فى الحكومات سيقام فى الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر الحالى ونتوقع حضور 750 شخصاً ما بين رؤساء القطاعات فى الجهاز الحكومى ورؤساء الشركات العاملة فى مصر والحضور الخارجى لعرض قصص النجاح.
يهدف المؤتمر لعرض تجارب لدول استطاعت ان تحقق نجاحاً، وتطور أدائها وكيفية استفادة مصر من هذه التجارب، عبر 3 محاور تتمثل فى الاستراتيجيات وتطوير العنصر البشرى والأنظمة الحديثة.
فعلى صعيد الاستراتيجيات، سيستعرض المؤتمر تجارب لدول مثل الصين وماليزيا وألمانيا وكوريا، فعلى سبيل المثال ماليزيا لديها هيئة تابعة لرئيس الجمهورية تضم 120 فرداً فقط، وتعكف على إقامة 200 مشروع قومى لتنفيذ خطة ماليزيا 2020.
تضم هذه المشاريع قدرة ماليزيا على جذب 100 من أكبر الشركات فى العالم لتكون كوالالمبور مقراً رئيسياً لها فى المنطقة، وتم تأسيس شركة تستطيع خلق عدد من الوظائف وتحقق ناتجاً قومياً مرتفعاً، على أن يجرى تنفيذ كل مشروع فى إطار جدول زمنى صارم.
تجربة الصين أيضاً تستحق الدراسة المستفيضة، حيث سيتم عرض كيفية تحويل القطاع العام الذى يضم 110 ملايين موظف، بما يزيد على عدد سكان مصر، من الخسارة إلى قطاع ناجح يحقق أرباحاً ويسدد ضرائب تصل إلى 900 مليار دولار، تعادل ضعف إيرادات مصر 13 مرة، وهو ما يمكن الاستفادة منها فى تطوير شركات قطاع الأعمال فى مصر التى تضم 300 ألف عامل منهم 60 ألف عامل فى شركات الغزل والنسيج ولديها نفس المشاكل.
المحور الثانى، هو كيف تعمل الدول على توفير الكفاءات وتحفزهم على العمل من خلال التركيز على العنصر البشرى، فى مصر يعمل 6.5 مليون شخص بالقطاع الحكومى.
مصطفى صقر: ولكن كيف يمكن تطوير أداء 6.5 مليون موظف؟
على والى: التركيز سينصب على 11432 قيادة يتوزعون بواقع 530 وكيل أول وزارة و2140 وكيل وزارة و8760 مديراً عاماً، ويمكن اعتبارهم عصب أداء الحكومة المصرية، يقدمون التقارير للوزراء ويتعاملون معهم مباشرة ويديرون من هم أقل وظيفياً، ولابد أن يكونوا على نفس درجة كفاءة نظرائهم فى الدول التى نسعى للحاق بها.
تبلغ ساعات عمل القيادات التى تم حصرها حوالى 100 ألف ساعة يومياً، مقارنة بـ360 ساعة عمل للوزراء يوميا، فإذا أردنا زيادة الانتاج وتطبيق القوانين يجب التركيز على هذه الشريحة.
أضاف أن دول العالم تطورت بطرق مختلفة، إلا أن الأساس دائما كان فى تدريب العنصر البشرى لديها، خاصة شريحة القيادات العليا والوسيطة، وتم اخضاعهم لتدريبات مختلفة بواسطة خبراء من دول العالم، وتقييمهم وترتيبهم وفقا للكفاءات، وتنفيذ برامج ترقية الاكفأ والبحث عن بدائل لهم.
ثالث محور، الأنظمة الحديثة بالتركيز على التحول للحكومة الذكية وكيف استطاعت الدول تقديم خدمات إلكترونية، وهو الهدف من المؤتمر بحيث نطرح على الحكومة كيفية تحقيق النجاح بناء على استراتيجيات متكررة فى معظم البلاد.
محمد مرسى: المؤتمر، من خلال عدد المتحدثين فيه الذى يبلغ حوالى 20 متحدثاً عالمياً، يمثلون مؤسسات كبيرة نجحت فى تجارب على مستوى العالم، يعد فرصة كبيرة للربط بينهم وبين متخذى القرار فى مصر، ولضمان استمرارية الفكرة بعد المؤتمر، خاصة أن عرض تلك التجارب يشجع الحكومة والقطاع الخاص على الاستفادة منها، ما يتطلب حضور القطاع الخاص وكذلك الاعلام للرقابة والمتابعة.
خالد إسماعيل: آفة مصر هى عدم التعلم من الأخطاء السابقة وكذلك عدم الرغبة فى الاستفادة من تجارب الآخرين، لذلك عندما نخطئ نعيد الخطأ مجدداً، وعندما نشير إلى نجاح دولة ما فى مجال معين نسمع دائما عبارة “اننا مختلفون وظروفنا غيرهم”، لذلك فالهدف من المؤتمر ان نقول إنه مع اختلاف الأنظمة والدول هناك أساسيات نجحت فيها بعض الدول مرتبطة بضرورة تعديل بعض الأمور، وهو ما نتطلع إلى حدوثه بعد المؤتمر، والذى يعتبر فرصة لطرح المزيد أمام الحكومة فى حالة رغبتها فى سماع الأفكار لتنفيذها.
مصطفى صقر: وهل هناك تواصل مع الحكومة بخصوص المؤتمر وما رد فعلها تجاه تلك الخطوات؟
محمد مرسى: المؤتمر يعقد تحت رعاية الدكتور اشرف العربى وزير التخطيط والاصلاح الإدارى، بالاضافة إلى موافقة عدد من الوزراء على الحضور وإلقاء كلمة فى المؤتمر، بالاضافة لتوجيه عدد كبير من الدعوات لرؤساء
القطاعات ومساعدى الوزراء والمحافظين.
على والى: هناك فريق لمؤسسة “T20” مكون من 25 فرداً يتواجدون فى الوزارات وخاصة وزارة التخطيط بهدف المشاركة فى وضع الخطة، كما نلتقى بالدكتور أشرف العربى مرتين شهريا لتنظيم المؤتمر بالتعاون أيضا مع وزارة التنمية الادارية وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” التابعة لوزارة الاتصالات، ونحرص دائما على التداخل مع الوزارات للوصول إلى نتائج ايجابية.
مصطفى صقر: وما مدى اهتمام الحكومة بالمشاركة فى المؤتمر؟
على والى: اهتمام الحكومة يتضح من خلال تحمس وزير التخطيط الدكتور أشرف العربى للمؤتمر ودفعه للفريق ومساعدة مصطفى غالى رئيس قطاع إعداد الخطة ومنح الدعم اللازم لتسهيل الوصول إلى مرحلة عقد المؤتمر، ولكن المؤتمر فى حد ذاته ليس هو الهدف وإنما خطوة نتحرك بها نحو تبنى الاستراتيجيات التى نفذتها عدة دول استطاعت من خلالها ان ترفع من حجم استثماراتها وتحقق نجاحات فى مجالات مختلفة.
فمصر تحقق إيرادات بقيمة 65 مليار دولار مقارنة بـ200 مليون دولار لتركيا و350 مليون دولار لكوريا الجنوبية، حتى تستطيع الانفاق على تعليم وصحة وبنية تحتية، وفى مصر يبلغ حجم الانفاق السنوى نحو 90 مليار دولار بزيادة 25 مليار دولار على الإيرادات، يجرى تمويلها بالاستدانة داخلياً وخارجياً.
مصطفى صقر: لكن ما مدى إيمان فريق “T20” بوجود طاقات بشرية داخل الجهاز الادارى يمكن تطويرها، خاصة ان جميع محاولات التطوير سابقاً كانت تستثنى او تتجاهل تلك الشريحة من تنفيذ الخطط الجديدة، وبالتالى كانت دائما ما تواجه بالمعارضة التى تؤدى إلى فشل تلك الخطط؟
على والى: من ضمن أهداف مؤتمر “الابتكار فى الحكومات” جذب المتحدثين عن النماذج الناجحة عالمياً، وتوجيه رسالة للحكومة مفادها أن أساسيات النجاح امتلاك إدارة قوية تتمثل فى تلك الشريحة التى تتكون من 11430 قيادة إدارية.
محمد مرسى: الإداريون هم من يقودون الحكومة، ومن خلال المؤتمر نعمل على طرح كيفية دعمهم وتدريبهم ومنحهم أفكاراً خارجية للنجاح، وفى الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر حدوث نجاحات كبيرة الفترة الماضية فى عدد من القطاعات، مثل الكهرباء والجهد الذى أدى إلى عدم انقطاع التيار الكهربائى خلال فترة الصيف، بالإصافة إلى قطاع البترول وتوفير الغاز للكهرباء وسداد مستحقات الشركات الأجنبية والاكتشافات الجديدة لحقول الغاز.
حسين عبدربه: وما هى أوجه التشابه بين مؤتمر الابتكار فى الحكومات وقمة دبى؟
على والى: إن المؤتمر والقمة يحملان نفس الأهداف مع الفارق، فقمة دبى ينظمها حاكم دبى وحكومته، وفى الحالة المصرية ينظم المؤتمر فريق أو مؤسسة تسعى وتحاول إقناع متخذى القرار بالاصلاح والاسترشاد بتجارب الآخرين والاعتماد على التكنولوجيا.
مصطفى صقر: هل وجهتم دعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور المؤتمر لضمان الاهتمام بتنفيذ توصياته؟
محمد مرسى: المؤتمر يقام تحت رعاية وزير التخطيط والإصلاح الادارى ونحاول لوصول الدعوات إلى كل درجات القيادات الحكومية والوزارات المختلفة والمحافظات.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال شهر مايو الماضى لقاء بمجموعة من المؤسسين للاستماع لوجهات النظر ومناقشة الأفكار المطروح.
خالد إسماعيل: الرئيس لديه علم بوجود الحكومة العميقة والموظف البطيء، وهو على دراية تامة بأن التغيير والتطوير لن يأتيا من رأس الحكومة فقط.
مصطفى صقر: بناء على ذلك فإن هدف المؤتمر هو تشارك القيادات الحكومية فى الحلول.
خالد إسماعيل: الهدف هو البحث عن الحلول وجزء منها هو الطاقة البشرية نفسها وجزء فى الهيكل نفسه من خلال تحديد مدى الحاجة إلى 6 ملايين فرد يعملون بالجهاز الحكومى أو الحاجة لوجود 36 وزارة، واسلوب العمل، ثلاثة مكونات سيتم التعامل معها لمحاولة تغييرها.
مصطفى صقر: دائماً ما تقف فكرة التمويل حائلاً أمام أى عملية تطوير، فهل تقوم فكرة المؤتمر على توصيل رسالة بأن الحلول ممكنة وبالإمكانيات المتاحة؟
محمد مرسى: المبادرة بدأت منذ منتصف عام 2014 قبل انتخابات الرئاسة وتجمعنا كخريجى جامعات أجنبية ومكاتب استشارية كبرى وأسسنا مؤسسة وقابلنا المهندس ابراهيم محلب، رئيس الوزراء وعرضنا عليه فكرة تطوع شباب للخدمة العامة، وبالفعل تم تكوين فريق من “T20” للعمل التطوعى فى وزارة التخطيط كبداية. وعمل الفريق على مشاريع مختلفة فى وزارة التخطيط، منها مشروع استصلاح المليون فدان، وتطوير شركات قطاع الأعمال، ومشروعات فى القطاع السياحى، كما عمل فريق آخر مع وزارتى النقل والتنمية الإدارية، فهناك مصريون مستعدون لمساعدة الحكومة بشكل تطوعى.
بالتأكيد تعانى مصر من مشكلة تمويلية رغم وجود ثروات بشرية وطبيعية ومعدنية تمنح الأمل، لذلك تغلب علينا روح التفاؤل، ونرى أن هناك إمكانيات كبيرة بمصر مع تحديات كثيرة، لكن وجود هذه الثروات والموقع الجغرافى لمصر وعلاقاتها الدولية تمنح البلاد الفرصة للتطوير، وأن تكون واحدة من الدول التى لها مكانة كبيرة عالمياً.
مصطفى صقر: وما سبب اختيار المحاور الثلاثة التى يقوم عليها المؤتمر، وهى الاستراتيجيات والأنظمة الحديثة والعنصر البشرى؟
على والى: المحاور الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض، فالدول التى تحقق نجاحاً وتطور لديها تلك المكونات مرتبطة بوجود الكفاءات الإدارية، فغياب الكفاءات يعمل على تعطيل تنفيذ الاستراتيجيات والعمل ببطء فى الأنظمة الحديثة.
حسين عبدربه: وكيف ترون الطريقة المثلى لاختيار القيادات الحكومية القادرة على طرح أفكار خارج الصندوق، وهل يمكن طرح حلول مبتكرة خلال المؤتمر للمشاكل المزمنة التى تعانى منها مصر؟
على والى: المؤتمر سيتناول تلك الأفكار وطرحها من خلال تجارب الدول الأخرى عبر ثلاثة محاور، هى كيفية تأهيل الكفاءات الحالية بالتدريب والتمكين، وتقييم وترقية الأفضل فيهم، وخلق كفاءات أخرى.
أحد المتحدثين فى المؤتمر من الحكومة الأمريكية سيتحدث عن برنامج يتقدم إليه 20 ألف فرد سنوياً لاختيار 400 فرد منهم، من خلال هذا البرنامج يدخل الموظفون على المستوى التاسع من التدرج الوظيفى وتتم ترقيته إلى المستوى 13 خلال سنتين، ومن خلال هذا البرنامج يستطيعون العمل فى أماكن مهمة مثل وزارة الخزانة والعمل فى أكثر من مكان وبمرتب معين بشرط الحصول على ماجستير، وهو برنامج أطلقته الحكومة الفيدرالية عام 1977 شبيه بمبادرة تأهيل الشباب التى أطلقها الرئيس السيسى لتأهيل 2500 شاب.
نعمل خلال الفترة الحالية على إعادة مسابقة الإبداع الحكومى، التى نظمتها وزارة التنمية الإدارية فى الفترة من عام 2005 إلى 2010 لتأهيل 250 فرداً بالجهاز الإدارى، وسيعاد إطلاقها مرة أخرى خلال أسبوع. المحور الثالث، هو منح الفرصة كاملة للطاقات البشرية المحلية، وفى حالة عدم توافر الكفاءات يمكن الاستعانة بالكفاءات المصرية من الخارج.
خالد إسماعيل: مصر أسست مركزاً لاعداد القادة فى الثمانينيات من القرن الماضى، ومن قياداته من درس بجامعات أجنبية، بينهم 4 من جامعة هارفرد، إلا أن المركز عديم التأثير وتم تجاهله تماماً، فالمشكلة تكمن قى عدم استكمال أى خطة ودائماً نبدأ من جديد دون التعلم من دروس الماضى.
رياض أرمانيوس: رغم وجود برنامج يعمل على تمويل الطلبة الراغبين فى السفر للدراسة بالجامعات الأجنبية منها هارفرد، فإن الدولة لا تستغل هذه الكفاءات ولا تستفيد من دراستهم بالخارج وخاصة الراغبين منهم فى خدمة الدولة.
مصطفى صقر: هل يمكن أن تحددوا المشكلة التى تعانى منها الحكومة بناء على عملكم مع وزارات مختلفة؟
محمد مرسى: ليست مشكلة واحدة ومن الصعب وضع روشتة لعلاج المشكلات التى تعانى منها مصر، فالتحديات كبيرة جدا ومستحيل يأتى وزير ومعه “عصاية سحرية”، الوضع الحالى صعب والتغيير يحتاج وقتا طويلا وتمويلا، ما بين بيروقراطية وتشريعات متضاربة واختصاصات متضاربة أيضا، ومصر مواردها الاقتصادية محدودة والتحديات الدولية والاقليمية فى زيادة مستمرة، لذلك فالتغيير لن يتم بسهولة.
إن بطء الجهاز الحكومى يطيل من وقت تنفيذ أى فكرة او خطة لزيادة موارد مصر، فالحكومة لديها الرغبة فى التطوير ولكن ليس بالسرعة التى نطمح اليها.
خالد إسماعيل: المشاكل التى تعانى منها مصر كبيرة ولكن معروفة والحلول أيضا معروفة لكن لا يتم تنفيذها ولا أحد يسعى للتفكير خارج الصندوق، فالتفكير داخل حدود الصندوق أضمن ويحقق الاستقرار الوظيفى، فمن يحاول التغيير والخروج من الصندوق يواجه بموجة من الانتقادات، كما هو الحال فى الاعتراضات التى واجهت تغيير قانون الخدمة المدنية.
مصر فى حاجة لحماية الموظف من الأخطاء وليس من الفساد، بالاضافة إلى افتقاد الحكومة لتقييم الأداء وفكرة الثواب والعقاب التى تعمل على التحفيز والمساواة بين من يعمل ومن لا يعمل، فالمسئوليات تائهة بين الجهات المختلفة، فهل من المعقول أن وزارة السياحة المسئولة عن زيادة عدد السياح الوافدين غير معنية بكل ما يتعامل معه السائح مثل المطار والمطاعم والتاكسيات والبازارات.
فالسبب وراء نجاح تنفيذ قناة السويس خلال عام واحد هو تحديد المسئوليات وإسنادها لجهة واحدة، فى حين أن مشاركة عدد من الوزارات فى تنفيذها كانت كفيلة بعرقلتها، لذلك فإنجاز القناة فى عام واحد دليل على ان الحكومة قادرة على حل مشكلة المسئولية التائهة، لذلك نحتاج إلى إدارة البلاد بهذا المنطق.
واقترح أن تتبنى الحكومة 30 مشروعاً كل عام وتحدد المدة الزمنية للتنفيذ مع اسنادها إلى جهة معينة.
محمد مرسى: أنا متفائل بتعيين المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء السابق مساعداً لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية، وفى حالة منحه الفرصة يستطيع تكوين فريق مسئول يتابع المشروعات التى ترغب الحكومة فى إقامتها.
على والى: لو ضربنا مثالاً بتجربة الصين فى تطوير أداء الشركات من خلال اسناد مهمة تطوير أداء القيادات ورؤساء الاجهزة يتابع عمله مع رئيس الجمهورية وكبار الوزراء، يتبعه المعهد القومى للإدارة ومركز إعداد القادة ويعمل على جلب رؤساء أكبر الشركات الأمريكية لتدريب الموظفين ويقوم بتبديل رؤساء الشركات.
الصين لديها قطاع عام قومى يضم شركات اتصالات على سبيل المثال وفى مرحلة معينة رأت الحكومة ضرورة الاحتفاظ بملكيتها للشركات ويمكن حل مشكلة توفير الدعم للتطوير من خلال طرح نسبة من الشركة فى البورصة ولحل أزمة الإدارة يمكن مشاركة شركات أجنبية أخرى، والإدارة بفكر القطاع الخاص.
كانت قيمة شركة تشينا تيليكوم تبلغ 8 مليارات دولار وبلغت حالياً 50 مليار دولار، استطاعت الصين من خلال هذا الفكر أن ترفع قيمة الأصول المملوكة لها وزيادة حجم إيراداتها.
وكلفت الصين 890 شخصاً بوضع خطة لتطوير مدتها 10 سنوات تضم السياسات والحوافز، استطاعت من خلالها تطوير قطاع الغزل والنسيج وتحقيق صادرات بقيمة 62 مليار دولار لتصبح الدولة الأولى عالميا فى تصدير الملابس.
كما ألزمت المستثمرين ببناء وحدات سكنية بجوار المصانع وفى حالة رفض المستثمر تتولى الحكومة هذه المهمة، ما أدى إلى زيادة عدد ساعات العمل 3 ساعات لكل عامل.
واستطاع التنين الصينى النهوض بصناعة الطاقة الشمسية خلال 3 سنوات وتعمل حالياً على النهوض بالطاقة الكهربائية وتشجيع تصنيع واستخدام السيارات الكهربائية بالحوافز وتطبيق برنامج تم تنفيذه فى كاليفورنيا.
مصطفى صقر: وما هى معايير نجاح المؤتمر؟
محمد شهاب: خروج القيادات الحكومية من المؤتمر بتوصيات تقوم بتنفيذها بالفعل هو المعيار الأساسى لنجاح المؤتمر، فالمؤتمر يستهدف القيادات الحكومية ورؤساء القطاعات وتفاعلهم مع المتحدثين الأجانب.
واقترح إعداد ورقة متابعة بنهاية المؤتمر لتحديد أول قرار سيتم اتخاذه وما هى التوصيات التى سيتم العمل على تنفيذها.
محمد مرسى: المؤتمر يعمل على ربط العاملين بالجهاز الحكومى بالمتحدثين وناقلى التجارب من الدول الأخرى للتواصل بينهم عقب المؤتمر، مما يزيد من أهمية الدور الإعلامى.
خالد إسماعيل: مؤسسة “T20” تتخذ الخطوة الأولى لمساعدة الحكومة نحو التطوير من خلال جلب نماذج ناجحة فى التعامل مع المشكلات التى نواجهها، فمن المفترض أن يتواصل المسئولون مع ممثلى هذه الدول للاستفادة من تجاربهم.
مصطفى صقر: ألا ترون أن هناك ضرورة لاقامة ورش عمل فى المحافظات بعد المؤتمر، نظراً لخصوصية كل محافظة واختلاف احتياجاتها؟
رياض أرمانيوس: وهل ترى أن هناك صلاحيات للمحافظ فى اتخاذ القرارات فى حالة اقتناعه بأى تجربة وما مدى قدرته على التنفيذ؟.
مصطفى صقر: المحافظ يستطيع اتخاذ القرارات رغم ضعف سلطاته إلا أنه فى حالة الاقتناع وقدرة المحافظ على فهم وفرض الرؤية والهدف من الأفكار.
شيرين: سنرتب لقاءات مباشرة بين الجهات المصرية ممثلة فى مصطفى غالى مستشار وزير التخطيط لإعداد الخطة، والمتحدثين الأجانب من الدول التى حققت تطوراً منها ماليزيا ومسئول من جامعة ألمانية.
على والى: الهدف الأول من المؤتمر ترسيخ أهمية الإصلاح الإدارى فى فئة الـ 11430 مديراً، ولابد أن نحفظ هذا الرقم جيداً ومعرفة حجم إيرادات مصر التى تبلغ 65 مليار دولار، وأن نرسخ عقيدة ضرورة زيادة الإيرادات قبل زيادة الانفاق.
فى مصر، دولة الرئيس هو من يقوم بكل شيء، لذلك نرغب فى توصيل رسالة بأن الإصلاح الإدارى لن يتم إلا بالاهتمام بالمديرين ورؤساء القطاعات، واعتماد نظام يؤهلهم لنفس درجة كفاءة نظرائهم فى الدول الأخرى، لذلك فإن أقصى هدف نطمح إليه هو انتهاء المؤتمر ببرنامج تطوير تعمل عليه الحكومة خلال الفترة المقبلة.
رياض أرمانيوس: مصر أو مجموعة متخذى القرارات بها ليسوا فى حاجة إلى فكر جديد أو توصيات جديدة، فكل ما تحتاجه هو الاتفاق والالتزام. ميزة المؤتمرات تتحقق عندما تتوافر قيادات ومتخذو قرار قادرون على تنفيذ التوصيات، والمؤتمر سيحقق نتائج حقيقية فى حالة رغبة الحكومة فى تطبيقها.
أتمنى أن تترسخ لدى القيادات ومتخذى القرار الحاضرين فى المؤتمر قناعة بأن أى توصيات سيتم الاتفاق عليها لابد أن نضعها موضع التطبيق، فقد سئمنا من الكلام والاجتماعات بلا نتيجة، ويجب أن يصدر الرئيس قانونا لمحاسبة أى مسئول لم يتخذ قراراً أو تأخر فى اتخاذه أو تنفيذه، مع حمايته فى حالة اتخاذ قرار وأخطأ فيه، لأنه فى أغلب الأحيان 60% فقط من القرارات تكون صحيحة، فالهدف أن يكون هناك قرار والتزام مشترك.
مصطفى صقر: عن ماهية مجموعة “T20” وعدد أعضائها ومقرها؟
رياض أرمانيوس: “T20” مكونة من 700 عضو مصرى من الحاصلين على شهادات جامعية من جامعات عالمية كبرى تجمعهم رغبتهم فى خدمة دولتهم، وتم تأسيسها وإشهارها فى وقت قياسى ولا تنتمى لأى فصيل سياسى ولا تقبل أى تبرعات، فكل الأعضاء يدفعون اشتراكات محددة القيمة الحقيقة هى الخبرة والعلم ورغبتهم فى الخدمة، أما الأعضاء الفاعلون فيبلغ عددهم 150 عضواً متواصلين ولهم نشاطات مشتركة.
محمد مرسى: “T20” نظمت مؤتمرا بمشاركة السيد عمرو موسى بحضور 60 فرداً بالجامعة الأمريكية، كما نظمت عدداً من المؤتمرات بحضور الدكتور أحمد درويش والمهندس على الفرماوى نائب رئيس شركة مايكروسوفت، فى محاولة لإيجاد أفكار وأوراق عمل. كما عملت “T20” على المشروعات القومية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تنظيم “MBA Day” للحاصلين على شهادة MBA -ماجستير إدارة الأعمال المهنى- تم خلاله تجميع عدد كبير من الطلبة الراغبين فى الدراسة خارج مصر.
حسين عبدربه: وما هى الأفكار التى طرحتها المؤسسة لتطوير القطاع الاقتصادي؟
محمد مرسى: “T20” لديها لجان فى قطاعات متخصصة مثل الصحة لدينا عدد كبير من الأعضاء يعملون فى الصحة والصيدلة يتواصون فيما بينهم لطرح اقتراحات على وزارة الصحة.
رياض أرمانيوس: “T20” لا تشارك بأفكار وإنما بتجارب حدثت فى دول أخرى ويمكن تنفيذها فى مصر، مثل تدريب وتأهيل الأطباء لمواجهة عدد أكبر من المرضى المصابين بمرض الكبد فيروس سى، خاصة أن مصر تسجل أرقاماً مرتفعة فى انتشار المرض، ليس من الناحية الطبية أو المستلزمات، وإنما تأهيل الأطباء.
وقدمت المجموعة مقترحاً خاصاً ببرنامج التأمين الصحى الشامل الذى تم الاتفاق عليه ولم تتخذ فيه الحكومة خطوة واحدة، فالبرنامج يحتاج 5 سنوات وعلى الوزارة ألا تعلن عن الانتهاء منه عام 2017 لعدم وجود الكفاءات، وعليها أن تبدأ وتسرع فى التنفيذ. أما الاقتراح الثانى فيتمثل فى إنشاء الهيئة المصرية للدواء، لفصل صناعة الدواء عن وزير الصحة، بحيث تكون هيئة مستقلة تابعة لرئيس الوزراء.
حسين عبدربه: هل يعمل أعضاء من “T20” مساعدين للوزراء بشكل رسمى وليس تطوعي؟
محمد مرسى: جميع أعضاء الفريق يعملون فى الوزارات تطوعياً، كما ان المعينين مستشارين أو معاونين للوزراء ليس لهم صلاحيات فى اتخاذ القرارات.
خالد إسماعيل: قدرة معاونى الوزراء على اتخاذ القرارات تتوقف على الوزير نفسه، فقد عملت لمدة 3 سنوات مستشاراً لطارق كامل وزير الاتصالات وتمتعت بحرية كاملة فى اتخاذ القرار، لذلك على من يعرض عليه منصب مستشار وزير أن يضع شروطاً محددة قبل تولى المهمة، والاتفاق على المنهج والأفكار التى سيتم العمل عليها.
مصطفى صقر: هل تتمتعون بحرية التحرك بين وزارات الحكومة أم أنكم تعملون مع وزارات محددة؟
محمد مرسى: “T20” مؤسسة منفصلة عن الحكومة وتتعامل مع أى جهة لا تتلقى تمويل من الخارج، عمل فريق منها مع وزارة التخطيط وآخر مع النقل، هى مجموعة مستعدة للعمل مع الحكومة والمساهمة فى وضع خطط للتطوير.
على والى: وزارة البيئة ومحافظة الجيزة اعلنتا عن رغبتيهما فى التعاون مع “T20” ولكن المشكلة أن %95 من أعضاء الفريق يعملون كامل الوقت فى المؤسسات مثل النقل والتخطيط والاستثمار.
مصطفى صقر: وما الدور الذى تتطلعون إليه من الإعلام؟
خالد إسماعيل: الإعلام فى مصر حالياً لا يقوم بمهمة المتابعة، يجب أن يكون له دور رقابى لأهمية دوره، ونطالب الإعلام بمتابعة الموضوعات والأفكار ومحاسبة المسئولين.
مصطفى صقر: طالبت د. أشرف العربى، وزير التخطيط خلال مؤتمر التنافسية الأخير بضرورة الاجتماع مع مديرى الاستثمار بالمحافظات ورؤساء القطاعات، لأنهم المعنيون بتطبيق برامج التطوير ومنحهم حوافز تشجيعية واقترح ضرورة دعوة رئيس الجمهورية لحضور المؤتمر، لأن الفريق يعد رؤية كاملة للدولة وليس لوزارة محددة، ووجود رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بالمؤتمر يساعد على تنفيذ التوصيات.
على والى: أوافقك الرأى، فحتى يتم تنفيذ القرارات أو التوصيات التى سيخرج بها المؤتمر يجب أن يكون بحضور كبار المسئولين.
محمد شهاب: وجود الرئيس سيجذب الإعلام أيضاً للمؤتمر، ما يسهم فى الوصول إلى الهدف الذى نرجوه.