الشركة تخصص 40% من إنتاجها للتصدير.. ونطالب بزيادة دعم الدولة لزراعة البطاطس
هولندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا تستحوذ على النسبة الأكبر من توريد الـ«فرنش فرايز».. ودول الخليج والقارة السمراء من أكثر الأسواق استيراداً للبطاطس
«أنوجا» فرصة للتعرف على عملاء جدد من الأسواق العالمية.. ونستهدف غزو روسيا وأفريقيا
يعتبر ارتفاع تكلفة زراعة وتجهيز البطاطس للبيع محليا أو التصدير على رأس أسباب تراجع صادرات مصر من البطاطس “فرنش فرايز” منذ بداية العام الحالي، رغم قدرة مصر على مضاعفة حجم صادراتها من البطاطس فى حالة تقديم الدولة دعمها للقطاع.
وقال مصطفى دسوقى مدير تصدير شركة “انترناشيونال فود” لـ”البورصة”، ان تكلفة زراعة فدان البطاطس فى مصر من أكبر العقبات التى تواجه مصدرى البطاطس، حيث ترتفع تكلفته إلى 280 دولارا، بينما تنخفض هذه التكلفة فى أوروبا إلى 220 دولارا، بالإضافة إلى تقديم الدول الأخرى للمزارعين والمصدرين لديهم الدعم المادى وتخفيض تكلفة السولار والكهرباء واللوجيستيات وغيرها من العوامل التى تؤثر على تكلفة المنتج النهائية، على عكس ما يحدث فى مصر، بما يتسبب فى ارتفاع سعر طن البطاطس المصرية المصدرة إلى 900 دولار مقارنة بـ 700 دولار سعر طن البطاطس الأوروبية.
وأوضح ان انخفاض أسعار البطاطس الأوروبية وتقديم الدعم للمصدرين بالخارج، يزيد من قدرتهم التنافسية وتساعدهم على الاستحواذ التدريجى على حصة مصر من الأسواق الخارجية للبطاطس، والتى بدأت فى التراجع بسبب ارتفاع الأسعار الناتجة عن زيادة التكاليف وما يصاحب ذلك من تراجع فى القدرة التنافسية للمنتج.
وقال دسوقى ان شركته تستهدف انشاء مصنع لتجهيز البطاطس وتصديرها بطاقة انتاجية 50 ألف طن وبتكلفة 250 ألف جنيه، ولكن الفكرة قيد التأجيل لحين توفير الدولة للدعم اللازم لزراعة البطاطس، وخاصة فى ظل تراجع القدرة التنافسية للمنتج المصرى بالأسواق الخارجية، وعدم احتمالية استيعاب السوق المحلى للأطنان المضافة للإنتاج الحالي، بما يعنى عدم وجود منفذ لتوزيع الإنتاج.
وأوضح مدير تصدير شركة «انترناشونال فود» ان شركته لجأت إلى الأسواق التى لا تتعامل مع الدول الأوروبية وفرنسا وبلجيكا فيما يخص توريد البطاطس، هربا من مواجهة المنافسة غير العادلة فى ظل انخفاض اسعار منتجهم مقارنة بالمنتج المصري، فاتجهت إلى التصدير إلى الأسواق السودانية والعراقية وغيرهما من الأسواق القليلة التى لا تتعامل مع الأسواق الأوروبية.
وأشار دسوقى إلى ان حجم انتاج شركته الحالى يصل إلى 20 ألف طن يتم تخصيص 8 أطنان منها إلى الأسواق الخارجية، فيما يتم توزيع باقى الإنتاج لسد احتياجات السوق المحلى. وقال ان شركته تمتلك أرضا مساحتها 20 ألف فدان، يتكلف زراعة فدان البطاطس الواحد 2000 جنيه وهى التكلفة التى اعتبرها مدير تصدير الشركة مرتفعة مقارنة بتكلفة زراعة فدان البطاطس بالدول الأخرى، والتى سجلت تكلفة زراعة الفدان لديها 1500 جنيه فقط.
وأضاف دسوقى انه إلى جانب انخفاض تكلفة زراعة فدان البطاطس بالخارج، فإن حكوماتهم تقدم الدعم اللازم للمزارعين والمصدرين وتخفض قيمة الكهرباء والديزل والسولار واللوجيستيات بما ينعكس بشكل مباشر على سعر المنتج النهائى ويزيد من قدرته التنافسية، ويزيد الأمر سوءا بالنسبة للمنتج المصري، وطالب الحكومة بضرورة تقديم الدعم وانقاذ الوضع فيما يخص قطاع زراعة وتصدير البطاطس وخاصة مع بداية اتجاه منحنى الربح إلى الانخفاض والبدء فى الخسارة.
وتوقع أن يستمر الوضع على ما هو عليه ما لم تتغير الظروف وتتدخل الحكومة لإنقاذ القطاع، ولفت إلى اضطرار مصدرى البطاطس إلى تخفيض سعر الطن إلى 700 دولار بدلا من 900 دولار لمجاراة الأسعار العالمية، وهو ما تسبب فى حدوث خسائر للشركة، ولكنه اضطر إلى تحمل هذه الخسائر بدلا من الخروج النهائى من السوق.
وقال ان شركة فارم فريتس تستحوذ على الحصة السوقية الأكبر فى سوق الـ«فرنش فرايز» فى مصر وانتاجها إلى جانب انتاج شركته يحقق الاكتفاء للسوق المحلي بما لا يتيح منفذا لتوزيع اى انتاج زائد سوى بالتصدير الذى يزداد صعوبة كل فترة، ولفت إلى أن مصر تستطيع مضاعفة الكميات التى تصدرها إلى 500 ألف طن بدلا من 200 ألف تقريبا حجم صادرات مصر من الـ«فرنش فرايز» حاليا.
وأوضح ان فى حالة زيادة القدرة التنافسية للمنتج المصري، تستطيع مصر زيادة الكميات المصدرة إلى الدول التى تعتمد على المنتجات الأوروبية مثل الأسواق الخليجية والأفريقية والتى تعتبر ضمن اكبر الأسواق التى تستهلك البطاطس فى العالم، وأوضح ان كل هذه الدول تحصل على وارداتها من البطاطس من الأسواق الهولندية والبلجيكية والألمانية والفرنسية لانخفاض أسعارها مقارنة بالمنتج المصري.
وقال رئيس قطاع التصدير بالشركة حول مشاركة «انترناشونال فود» فى معرض «أنوجا»، ان الشركة تستهدف التعرف على عملاء جدد بالمعرض وتوطيد العلاقة مع العملاء الحاليين وخاصة انه معرض عادة ما يستحوذ على اهتمام العديد من الدول، واعتبره فرصة جيدة لمحاولة فتح أسواق جديدة بدول القارة الآسيوية وشمال أفريقيا واستبعد أن تستطيع الشركة غزو الأسواق الأوروبية فى ظل الظروف الراهنة.