خلف: المصريون لديهم وعى وثقافة سياسية بمن ينتخبون
أساليب الدعاية واحدة فى كل دول العالم وتختلف فى جودتها من دولة لأخرى
قالت يارا خلف المدير التنفيذى لشركة إنوفيشن للعلاقات العامة وإدارة الحملات الانتخابية عبر اثير إذاعة الشرق الأوسط فى برنامج «صباح ويست» ان المرشحين ضعيفى الخبرة السياسية والعمل الاجتماعى هم الذين يلجأون الى الوسائل الفكاهية للفت الانتباه لهم لعدم وجود وقت كافٍ لتعريف انفسهم الى الناخبين فهم فى الغالب غير معروفين اعلاميا او شعبيا.
وأضافت خلف ان الشعب المصرى محب للفكاهة بطبعه وان تناوله تلك الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ليس تعبيرا منهم عن تأييدهم للمرشح ولكنه تعبير عن حبهم لإطلاق النكات والمزاح، ولا يمكن لشعب قام بثورتين وشارك فى انتخابات واستفتاءات على مدار 5 سنوات ان يكون اقتناعه بالمرشح عبر لافتة فكاهية، فالشعب المصرى رغم روح الدعابة التى تميزه الا انه شعب واعٍ ولديه ثقافة سياسية. وأكدت خلف ان المعيار الحقيقى الذى يختار به الناخب مرشحه هو معيار الكفاءة والخبرة والقدرة على تنفيذ آماله وطموحاته وتحقيق ما يحلم به الناس من خدمات معيشية تلمس حياتهم اليومية او ادراكه لمسئولياته كنائب برلمانى عليه دور قومى وتشريعى ورقابى، واضافت خلف ان وقت الاختيار يسأل الناخب نفسه عن جدارة هذا المرشح بصوته ويستفسر عن تاريخ المرشح وبرنامجه وخبرته السياسية والمهنية والخدمية لتقييم أحقيته بمقعد الدائرة المترشح عنها.
وفى تساؤل حول ابرز وسائل الدعاية قالت خلف ان هناك نوعين اولا الدعاية المباشرة مثل الإعلان عبر اللافتات فى الشوارع والميادين والمنشورات المطبوعة وتوزيعها فى الأماكن والتجمعات واعلانات التليفزيون والراديو، اضافة لمكبرات الصوت التى تدعو الناس لانتخاب المرشح، ثانيا الدعاية غير المباشرة المتمثّلة فى وسائل الإعلام المختلفة حيث يظهر المرشح اعلاميا يتحدث عن موضوعات تشرح رؤيته السياسية او يتكلم فى مجال متخصص يجيد تناوله مثل الفن او الاقتصاد وغيره اضافة لأسلوب آخر من الدعاية غير المباشرة عبر سفراء المرشح وهم مجموعة من الأفراد لديهم قناعة بأحقية المرشح بالفوز ومن ثَم يتحدثون نيابة عنه لإقناع الناخبين به.
وشددت خلف على ضرورة اقتناع الحملة الانتخابية بشخصية المرشح قبل البدء قى الترويج له وتقول اننا على سبيل المثال لا نقبل القيام بالدعاية لأى مرشح قبل طرح السؤال الأهم عليه «لماذا ترشح نفسك؟» وإذا اجاب ونجح فى إقناع أفراد الحملة يكون لنا الفرصة القوية لتسويقه فى منطقته وبين ابناء دائرته وبالتالى نستطيع تحديد الرسائل المناسبة لحالته وتوجيهها للجمهور المستهدف بالدائرة. واضافت خلف ان هناك دعاية ذاتية يقوم بها المرشح ويتم تنفيذها مباشرة فى الشارع وفى جلسات بسيطة بين رواد المنطقة والأفراد المؤثرين فى الدائرة ومن لديهم متابعون ومحبيو يؤثرون على قراراتهم لينتخبوا هذا المرشح وايضا الدعاية الجماهيرية عبر لقائه بالناخبين فى مؤتمرات وتجمعات شعبية لطرح أفكاره ورؤيته.
وعن طرق الدعاية الانتخابية فى العالم ومدى تشابهها مع مصر أكدت خلف ان الطرق والأساليب والأدوات واحدة إنما تختلف جودة استخدام الوسيلة من بلد لأخرى حسب اهتمامات شعبها وثقافية ونسبة التعليم فهناك شعوب تتأثر بالتليفزيون اكثر من الصحافة والعكس وفى الحالة المصرية هناك احصائيات عرضت نسبة تأثر الجمهور بمحتوى التليفزيون الى 45%، اما الراديو فهو يحتل 25% من نسب المتابعة وفى الفترات الصباحية او المسائية وقت خروج الموظفين وتأتى مواقع التواصل الاجتماعى والصحف الإلكترونية لتستحوذ على 25% من نسب المتابعة بسبب تأخر الصحافة المطبوعة فى الآونة الاخيرة لارتفاع تكاليف إنتاجها لتستحوذ على 5% فقط من نسب المتابعة واختتمت خلف حديثها قائلة إن المرشح الفائز هو من يختار الفريق الناجح والقوى القادر على إيصال رسائله الإيجابية للناخب، لذلك يجب على كل مرشح انتقاء فريق العمل معه ومن يمثله امام مواطنى الدائرة لأنهم مرآته التى تصل للناخب وان يختار وسائل الدعاية المناسبة حسب طبيعة سكان الدائرة.
فالدعاية الجماهيرية المباشرة والذاتية اكثر تأثيرا فى المناطق الفقيرة او الأقل تعليما وتأتى وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى فى مقدمة الوسائل المؤثرة فى الدوائر المتعلمة او ذات المستوى المعيشى المرتفع.