ماذا تفعل لو كنت مستثمراً؟ اشتر بسعر منخفض، وبع بسعر مرتفع… ولكن ابتعد عن السلع السوق الأوروبية أفضل رهان.. ابحث عن شركات توزع الأرباح تلقت الأسواق العالمية ضربة قاسية فيما يعرف بالحركة التصحيحية للأسواق ورغم هذه الهزائم، فإن هذه الأجواء تقدم فرصاً للشراء وتعد بتحقيق الأرباح، فالأسهم الأوروبية والأمريكية ستعود للصعود ثانية.
وينصح تقرير لوكالة رويترز، بأن تشترى بسعر منخفض حالياً لتبيع بسعر عالٍ فيما بعد مع تجنب الأسهم المرتبطة بالصين او قطاع التعدين، هذا بالنسبة لأسواق المال، لكن بالنسبة لأسواق السلع الأساسية، فإن الوكالة تنصحك بالابتعاد عنها.
وتتعرض أسواق السلع لأزمة طويلة الأجل بسبب استمرار البيانات الصينية الضعيفة جداً أكثر، مما كان متوقعاً، فالصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وأكبر مستهلك للمعادن فى العالم أيضاً. يقول كريستوفر ماهون، مدير بحوث توزيع الأصول فى بارينجز، إنه من غير المرجح أن يقترب الناتج المحلى الإجمالى الصينى من الـ7% التى تستهدفها حكومة بيكن، وأنها قد تخرج حتى من دائرة 5% للنمو اذا استمر الوضع كما هو.
ويعتقد «ماهون»، أن على المستثمرين مواصلة تدعيم محفظة الأسهم الأوروبية، ولكن يؤكد أنه ينبغى تجنب الأسهم المرتبطة بالصين، واختيار بدلاً منها أسهم يقتصر تعرضها على السوق المحلى. كما يرى «ماهون»، أنه ينبغى أن يتطلع المستثمرين إلى شراء الأسهم فى الشركات التى تدفع أرباحاً كبيرة، وبيئة أسعار الفائدة السلبية تعنى أن أسهم دفع توزيعات الأرباح أصبح ذلك أكثر جاذبية. ويرفض الكثيرون الاعتراف بحقيقة تباطؤ الاقتصاد العالمى، فيما تشير البيانات بعد ثلاثة أرباع العام الجارى إلى، انخفاض النقل البرى عبر السكك الحديدية 20% وانحسار فى البناء السكنى الصينى بنسبة 15%، وهبوط فى مبيعات السيارات العالمية على أساس سنوى 3%.
تأتى هذه الخسائر فى وقت يغيب فيه النشاط فى اى قطاع آخر ليعوض هذا التباطؤ. وينخفض الطلب فى وقت يزداد فيه المعروض، وهو ما دفع الأسعار لأدنى مستوى لها منذ 1999، وهو ما أدى لخسائر فادحة فى أسهم شركات التعدين أدت إلى انهيار السوق الصينى وانتشار موجة ذعر فى الاسواق العالمية حتى انها فقدت نحو 5 تريليونات دولار من قيمتها.
وقد تستقر الأسعار نسبياً عند هذه المستويات المنخفضة على المدى القصير، لكن هذا لا يعنى أنها لن تهبط لمستويات أشد قسوة. وقال “دومينيك شنايدر، رئيس السلع والعملات الأجنبية فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ فى وحدة إدارة الثروات بمؤسسة يو بى اس ايه جى المالية فى هونج كونج، إن الرياح المعاكسة لاتزال موجودة.
وانخفضت المواد الخام إثر تفوق حجم الإمدادات على الطلب وسط توقعات بتباطؤ النمو الصينى لأدنى معدل منذ عام 1990. وتسعى الصين لتهدئة مخاوف الاسواق عبر خفض البنك المركزى سعر الفائدة على الإقراض للمرة الخامسة منذ نوفمبر 2015، وتقليص متطلبات الاحتياطى النقدى للبنوك لتوفير السيولة الرخيصة فى الأسواق. وهبط مؤشر أسعار السلع الأساسية يوم الاثنين الماضى 2.2% وهو أقل مستوى يتحقق منذ عام 2009.