منظمة السياحة العالمية تتوقع انخفاضاً فى الحركة السياحية بعد تفجيرات لبنان وباريس
«الزيات»: انتظار الانتهاء من تحقيقات تحطم الطائرة الروسية أفضل للترويج فى أوروبا
تصاعدت مخاوف المستثمرين والعاملين بقطاع السياحة عقب توالى الضربات الإرهابية، وكان أحدثها تفجيرات باريس، أمس، وسبقها تفجيران انتحاريان جنوب لبنان يوم الخميس الماضى وأسفرت تلك الحوادث عن مئات القتلى والمصابين.
وقال مسئولون بقطاع السياحة المصرى، إن الحركة السياحية الوافدة من أوروبا لمصر ستتضرر من هذه التفجيرات خلال الفترة المقبلة، وتواجه أزمة تجفيف منابع السائحين.
أشاروا إلى وجود رابط بين مقتل أكثر من 120 فى الهجمات الإرهابية على باريس، أمس، وضحايا الهجمات على جنوبى لبنان فى منطقة تتبع حزب الله المعروف بولائه إلى النظام السورى بقيادة بشار الأسد، كما تبنى تنظيم ما يعرف «الدولة الاسلامية فى العراق وسوريا» (داعش) مسئوليته عن الحادثين.
وقال أيمن الطرانيسى، نائب رئيس مجلس إدارة الأعضاء المنتسبين بمنظمة السياحة الدولية wto لـ«البورصة»، إن حادث فرنسا الأخير سيضاعف من تقليص الحركة السياحية الوافدة من أوروبا لمنطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة فى ظل الاضطرابات الأمنية بالمنطقة خاصة فى دول ليبيا والعراق وسوريا.
وتعد مصر ولبنان وإسرائيل وتونس وتركيا من أهم المقاصد السياحية الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط والتى تجاور منطقة ملتهبة، يقصد، الحرب فى سوريا.
أضاف أن الكثير من دول المنطقة بدأت فى زيادة التدابير الأمنية فى المطارات والمنتجعات السياحية خوفاً من تعرضها لهجوم إرهابى من داعش.
وتستحوذ البلدان الأوروبية على 72% من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر سنوياً.
وفى تونس تعرض منتجع جربة لأعمال إرهابية خلال مايو الماضى أدت إلى مقتل 39 سائحاً، كما تعرضت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية لتفجير أدى إلى مقتل 43 فرداً و239 مصاباً.
ورغم عدم انتهاء التحقيقات فى حادث تحطم الطائرة الروسية فى سيناء 31 أكتوبر الماضى، فإن التخوفات من أن يكون سبب سقوطها زرع قنبلة بها ما زالت قائمة، لأن لجنة التحقيق فى أسباب الحادث لم تنته بعد إلى ترجيح أو تأكيد أى من الاحتمالات المتسببة فى سقوط الطائرة، لكنها ذكرت قبل أيام فى مؤتمر صحفى، أن كل السيناريوهات المحتملة لسقوط الطائرة مطروحة.
وقال الطرانيسى: إن عدد السياح خلال العام الماضى بلغ مليار سائح حول العالم، وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يتجاوز الـ1.1 مليار سائح بنهاية العام الجارى «لكن التفجيرات الارهابية، والقتل فى النوادى الليلية ربما سيساهم فى تقليص الحركة السياحية خلال العام المقبل».
وأضاف أن اغلاق فرنسا لحدودها، ووقف تأشيرات «شنيجن» للوافدين اليها ربما سيؤثر سلباً على الحركة السياحية الوافدة لفرنسا وقد يمتد الأمر إلى باقى دول الاتحاد الاوروبى.
وأعربت منظمة السياحة العالمية فى بيان أمس السبت حصلت «البورصة» على نسخة منه، أنها تشعر بصدمة عميقة بسبب الهجمات المأساوية التى ارتكبت فى باريس يوم الجمعة الماضى.
وأضاف البيان ،«نيابة عن مجتمع السياحة الدولية، منظمة السياحة العالمية تنقل تعازيها القلبية لأسر وأصدقاء الضحايا وتعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب والحكومة الفرنسية» وقال طالب الرفاعى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، «هذا الهجوم ضدنا جمعياً وليس ضد فرنسا وحدها ويشكل تهديداً عالمياً».
وذكر رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية إلهامى الزيات، أن السياحة والأمن وجهان لعملة واحدة، ومنطقة الشرق الأوسط فى الوقت الحالى تعانى من تنظيم داعش الارهابى.
وأضاف الزيات، أن مصر ليست وحدها التى تعانى الارهاب، ودول العالم كلها تعرف ذلك بما يتطلب تكاتفاً دولياً للقضاء على إرهاب التنظيمات الارهابية.
ورأى الزيات، أنه من الافضل الانتهاء من التحقيقات الخاصة بملابسات الطائرة الروسية للبدء فى حملة ترويجية لمصر فى الاسواق الاوروبية، لكن الاستمرار فى ظل هذه الأجواء فالأمر صعب للغاية.
وكانت مصر جمدت حملة ترويجية فى 6 بلدان أوروبية بداية الشهر الجارى فى كل من فرنسا والمانيا وروسيا وايطاليا وانجلترا وبولندا.
وقال الطرانيسى، إن السياحة المصرية تعانى من الآثار السلبية لسقوط الطائرة الروسية لكن هذه الاحداث فى فرنسا ستضيف المزيد من التأثيرات السلبية ليس على مصر وحدها، ولكن على كل دول المنطقة.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قرر تعليق رحلات الطيران الروسية لمصر من 8 نوفمبر الجارى لحين الكشف عن ملابسات سقوط الطائرة فى نهاية أكتوبر الماضى، وتمثل السياحة الروسية 35% من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر سنوياً، حيث بلغ عدد الوافدين منها خلال التسع شهور من العام الجارى 2 مليون سائح.
وبلغ الدخل السياحى لمصر خلال النصف الأول من العام الجارى 3.3 مليار دولار بنمو 100 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضى.
وقال حسين شكرى عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن هناك اتجاهاً لدى منظمى الرحلات السياحية بأن منطقة الشرق الاوسط تعد منطقة حرب وهو ما سيؤثر على التدفقات الوافدة لدول المنطقة.
وأضاف أن فرنسا تشارك فى الحرب ضد تنظيم داعش الارهابى فى سوريا والعراق إلى جانب بريطانيا وروسيا، والحادث الأخير سببه المشاركة فى العمليات الحربية الفرنسية ضد التنظيم.
وقال إن العمليات الإرهابية ترفع التدابير الأمنية لزيادة إجراءات السلامة لحماية السياح وسوف تؤدى تفجيرات باريس إلى صعوبات أمام التسويق السياحى لمصر فى السوق الاوروبى إلى جانب حادثة الطائرة الروسية المنكوبة.
وبحسب شكرى «التوجهات الآن، تعمل على سيناريوهين هما السياحة العربية، والسوق المحلى»، وقال جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق، إن الاجراءات الأمنية على مستوى العالم على درجة عالية من الكفاءة، ولكن من الوارد اختراق المنظومة الأمنية من قبل الجماعات الاهاربية.
وأضاف أن الحوادث الارهابية الآن فى كل العالم ستعمل على زيادة إجراءات الأمن فى المطارات، دون أن يكون من شآن ذلك التأثير على حركة النقل حول العالم بالطيران، وذكر أن منظمة الطيران المدنى للطيران «الايكاو» طالبت شركات الطيران العالمية بضرورة ربط الطائرات بالأقمار الصناعية أثناء الطيران، بما يضمن مراقبة الطائرة اثناء التحليق لزيادة الآمان.
وقال لم يتم بعد الاتفاق على آلية تطبيق هذه الاشتراطات، وربما تجبر الأحداث الجارية على مستوى العالم سرعة تنفيذه.
وقررت شركات طيران روسية وإنجليزية تعليق رحلتها إلى مصر لفترات متفاوتة بين أسابيع وأشهر.