قالت نولو تاندو ماياندى سفيرة جنوب أفريقيا فى مصر، إن المرأة فى جنوب أفريقيا واجهت العديد من التحديات والتى كان أبرزها هى شغل المرأة للمناصب القيادية فى الدولة وقد تحقق جزء كبيرا من ذلك مؤخرا بتمكين المرأة فى جنوب أفريقيا.
وقالت دانا بريكوفا المديرة بشركة اورانج بجمهورية سلوفاكيا، إن الدولة أستقلت وانفصلت منذ 22 عاما، وكانت الدولة لا تتمتع بالثراء المنتشر فى دول أوروبا ولكن كان هناك اهتمام بالتعليم، موضحة أنها تمكنت من السفر للدراسة فى فرنسا حيث أن العيش فى بلد مختلفة يقوى الشخصية وينمى المهارات، وقد شغلت أول منصب لها فى سن صغيرة وأصبحت مديرة فى سن 31 عام على مستوى سيلوفاكيا فقط.
أضافت خلال جلسة نقاشية بمؤتمر عالم المرأة لشركة هدسون مصر، أنها كانت تعمل بجد كبير نظرا لاختلاف الثقافات ولكنها أيقنت أن المهارات العالية هى التى ستفرد نفسها على ساحة العمل، وكانت قد تقدمت لعدد من الأعمال واشترط أصحابها العمل المستمر الدؤوب والذى ربما يكون شاقا بالبنسبة للنساء، وقد سافرت بين 40 دولة فى أوروبا وروسيا أيضا.
ومن جانبها قالت أستاذة علم الاجتماع فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إنها أجرت العديد من الأبحاث وتم انتخاباها رئيسا لاتحاد المرأة العربية، وتم تدشين مجموعة من المشاريع لتدريب النساء وتوفير العمل المناسب فى اطار التمكين الاقتصادى، كما أنه جارى تدشين مشروعات جديدة لتمكين المرأة فى محافظة بنى سويف بصعيد مصر، بينما تظل المشكلة فى أذهان الرجال الذين لا يتقبلون الإدارة النسائية وخاصة فى المناطق الريفية.
وأوضحت إيملى أشر مديرة المشروعات فى اللوبى النسائى الأوروبى، أنها تعمل فى المناطق العشوائية وتتعامل مع الفئة المهمشة من النساء، حيث بعضهن يعيش فى المخيمات، وتمكينهن سوف يدعم من توفير حياة كريمة، حيث تحتاج المرأة فى تلك المناطق إلى العمل والتمكين والاحتواء المجتمعى حيث بعضهن واجه عنفا داخل الأعمال المختلفة وشعرن بالإهانة، وكان الاحتياج الأساسى توفير فرص للتعليم أيضا، ويتضم تلك المناطق العديد من النماذج النسائية المبهرة التى تمكنت من العمل فى ظل ظروف شديدة الصعوبة ما يدل على قوة وإرادة غير عادية لدى معظم النساء.
وانتقل الحديث إلى سفيرة جنوب أفريقيا للحديث عن البرامج الحكومية فى جنوب أفريقيا، حيث أوضحت أن المرأة فى جنوب أفريقيا لا تعتمد على الدعم الحكومى فقط، ولكن يقمن بأعمالهن الخاصة أيضا، وبعضهن شارك فى مبادرات التوعية ونشر الحريات والديمقراطية، ولكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من الجهد، وتستحوذ المرأة على نصف المجتمع فى جنوب أفريقيا ما يدعم التحول الديمقراطى لتمكين المرأة واستطاعت مؤخرا المرأة فى جنوب أفريقيا من تولى بعض الوزارات.
وأضافت أنه من الدرورى خلق أليات فعلية على أرض الواقع لدعم وتمكين المرأة، والاهتمام بتفعيل الشعارات، وتبنت الحكومة بعض المبادرات لتمكين المرأة بتوصية كافة المؤسسات العامة والخاصة بتشغيل المرأة لتكون مكونا رئيسيا ضمن الهيكل الوظيفى لأى مؤسسة عامة أو خاصة، ويوجب بعض المديرات للشركات ولكن بنسب ضئيلة حيث تستحق المرأة فى جنوب أفريقيا أكثر من ذلك.
وأجابت دانا عن سؤال حول إمكانية بدء المرأة فى العمل وريادة المشروعات فى سن كبير، حيث أوضحت أن الأمر يعتمد على البيئة المحيطة، والدوافع الخاصة لكل أمرأة على حدة، حيث أن الحماسة وحدها لا تكفى ولكن يجب أن تتوفر الخبرة أيضا، ويعتمد الأمر على المواقف والأعمال المختلفة والدوافع لتلك الأعمال.
وأشارت أستاذة علم الاجتماع، أن عدد النساء المتقدمات فى السن يواجهن العديد من التحديات أكثر من السيدات الشابات، ولكن اذا توافرت لهم الخبرات والقدرة على بذل مزيد من الجهد سوف يستطيعون ريادة الأعمال فى سن متقدمة.
وقالت إيملى أن هناك تحيز للشباب، حيث ترفض البنوك تقديم قروض لكبار السن، فضلا عن التمييز على أساس النوع الاجتماعى أيضا، ويُمَثّل العُمر عنصرا هاما وتستطيع المرأة فى سن مبكرة مواجهة التحديات ومراحل الفشل أيضا حيث كون أمامها فرص زمنية أوفر.
وعادت دانا للحديث عن تحديات الفقر والبطالة وانخفاض التعليم، فضلا عن انتشار بعض الأمراض، وجميعها تحديات تقف أمام عمليات تمكين المرأة، وتقوم المرأة فى المجتمع بالعديد من الأعمال دون احتسابها أعمالا رئيسية، كما أن المرأة عندما تصل إلى مراكز مرموقة تجد مواجهات من نظيراتها من النساء بدلا من أن تجد دعما منهن لذلك يجب أن يكون هناك دعم من النساء للنساء.
وتحدثت عن تطور دور المرأة فى سيلوفاكيا، وأوضحت أن المرأة فى بلدها كان يجب أن تظل فى المنزل لرعاية شؤونه وشؤون أبناءها، بينما تغير الأمر حاليا، حيث أنه تم نقل بعض الثقافات من باريس وغيرها من الدول ويستطيع بعض النساء فى سيلوفاكيا دفع الرجال للمشاركة فى أعمال المنزل والخروج للمشاركة فى الأعمال الاقتصادية، وبانضمام سيلوفاكيا إلى الاتحاد الأوربى فى عام 2004 أصبح من السهل السفر إلى الخارج ونقل الثقافات الأوروبية المختلفة بما دعم من عملية تمكين المرأة ونقل الثقافات المختلفة.
وعن الوضع فى مصر قالت أستاذة علم الاجتماع، أن الرجل يتمتعون بوضع مجتمعى أفضل من النساء فى مصر، ولكن هناك سعى مستمر لتطوير القوانين بما يدعم دور المرأة، ولا تزال المرأة فى مصر بذل مزيد من الجهد للظهور على الساحة الاقتصادية والسياسية، ويتعين على الرجال ان يتقبلن المرأة فى مجال ريادات الأعمال، وأصبحت المرأة مؤخرا فى مصر تعمل كسائقة تاكسى وبدأ قبول المرأة فى المهن المخلتفة.
وقالت إيميلى أنه بدراسة نحو 173 دولة، تم اكتشاف 90 منها فقط بها قانون واحد يحظر على المرأة دخول مجال العمل بصراحة ويحظر عليها أن تمارس بعض الأعمال، وفى فرنسا يحظر على المرأة العمل فى مكان يبعد عن بيتها بنحو 25 كيلو متر، وفى بعض الدول يحظر عليها العمل فى مجال البناء والتشييد، ولكن لا بأس أن تحمل طفلها وتذهب به إلى الطبيب، ويجب أن تكافح المرأة بقوة لكى تكون رائدة أعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم تحصيل ضرائب مختلفة، ولكن يجب أن يكون هناك رغبة فى المشاركة.
وقالت أنه فى اوروبا وبلجيكا فإن النساء المهاجرات يكون لديهن خبرات مختلفة وهناك دول بها جنسيات متنوعة فى اوروبا والنساء فى المجر وبلغاريا، ما زلات لديهم حداثة فى قضايا ريادة الأعمال، ولكن لا توجد مشكلة فى مسألة التمييز بين الجنسين، بينما فى مصر اكتشفت ثقافة الفصل بين الرجل والمرأة التى تعمل على تدمير كل منهما.
وعن جنوب أفريقيا، أوضحت تاندو أنه لم يكن سهلا على المرأة اقتحام عالم المال، وكانت الأجور غير عادلة فى مختلف المؤسسات وكان يحصل الرجل على راتب أعلى من المرأة وكان أمام المرأة تحديا كبيرا فى الوصول إلى الأسواق، رغم أن المرأة هى التى تدعم الرجال فى الوصول إلى بعض المناصب والأعمال، ولا تزيد نسبة تولى النساء للمناصب عن 2% رغم أنها تُمثّل 50% من المجتمع فى جنوب أفريقيا.
ومن جهتها قالت دانا أنه يجب مراعاة حقوق المرأة فى سن القوانين وأن يكون هناك مساواة بين الرجل والمرأة، ويجب أن يكون هناك ميثاق لدى كل شركة للإنصاف والمساواة بين المرأة والرجل حيث يتم دفع رواتب للمرأة أقل من الرجل، وحين تولت منصبها قامت برفع رواتب النساء لكى تمثال رواتب الرجال.