
المياه أتلفت بضائع ومنتجات غذائية وأغرقت العديد من المخازن .. والمصانع مازالت متوقفة
حصرت جمعية مستثمرى برج العرب بالاسكندرية، خسائر مصانع المنطقة الصناعية، جراء السيول التى ضربت المحافظة مؤخراً وقدرت الخسائر بنحو 1.6 مليار جنيه.
وتعرضت المناطق الصناعية غرب الإسكندرية -الاسبوع الماضي-، لأزمة انقطاع المياه، ما تسبب فى توقف بعض المصانع بعدد من المناطق الصناعية خاصة «برج العرب» لفترات تجاوزت أسبوعاً.
وقال طارق جاد، نائب رئيس جمعية مستثمرى برج العرب، إن زيادة الأملاح بترعة النوبارية نتيجة زيادة مياه الصرف الزراعى، بعد غرق العديد من الأراضى بالمنطقة الجنوبية بالإسكندرية، تسبب فى إغلاق محطات المعالجة التى تعتمد على ترعة النوبارية، وهى محطات بنجر السكر، والكيلو 40، والنوبارية الجديدة، ما أدى لانقطاع المياه عن المناطق الصناعية لمدة تجاوزت الأسبوع.
وأضاف جاد لـ«البورصة» أن المياه عادت للمصانع، لكن بنسبة ملوحة عالية لا تصلح للاستخدام فى عدد من الصناعات خاصة الغذائية.
وقدّر نائب رئيس الجمعية خسائر المنطقة الصناعية نتيجة السيول بنحو 1.6 مليار جنيه، لأن كميات كبيرة من البضائع اتلفتها المياه وباتت غير صالحة للاستخدام، كما اضطرت بعض المصانع للتوقف عن العمل.
وتابع: بعض المصانع مازالت متوقفة عن العمل، والبعض الآخر يقوم بشراء عربات للمياه، وقال إن الصناعات الغذائية تعد أكثر القطاعات المتضررة، تليها مصانع الورق التى تحتاج لمياه عذبة فى صناعتها.
وأشار إلى شراء مجلس أمناء المدينة مواتير لتجفيف مياه الصرف التى أغرقت بعض المناطق مثل المنطقة الصناعية الثانية والثالثة ببرج العرب.
وتقسّم مدينة «برج العرب» إلى خمس مناطق صناعية، وتضم نحو 1240 مصنعاً وورشة صغيرة، باستثمارات 9.6 مليار جنيه، وتستحوذ الصناعات الغذائية والكيماوية على النصيب الأكبر من المصانع بالمنطقة.
وقال هشام حجر، رئيس شركة برج للصناعات الدوائية، إن انقطاع المياه عن المناطق الصناعية، تسبب فى خسائر فادحة للمصانع، تقدر بملايين الجنيهات خاصة المصانع التى تعتمد فى إنتاجها على المياه.
وأشار حجر إلى أن مصانع الأدوية تحتاج إلى مياه بمواصفات خاصة ذات درجة عالية من التنقية، وإن تلوث المياه يسبب خسائر كبيرة للمصانع.
وأشار إلى تعرض صناعة الأدوية للعديد من المشاكل الفترة الأخيرة، على خلفية ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه، والتى ساهمت فى زيادة التكاليف الإنتاجية بشكل كبير.
وقال إن انقطاع المياه بمدينة برج العرب الصناعية أجبر شركات الصناعات الدوائية على شراء المياه ونقلها من مناطق بعيدة بأسعار مرتفعه للحفاظ على استمرار الانتاج، فى الوقت التى تعانى فيه من تدنى أسعار الأدوية مقارنة بالتكلفة.
وذكر مصدر مسئول بشركة النيل للحاصلات الزراعية، إن مخازن الشركة الواقعة بمنطقة مينا البصل، تعد واحدة من أكثر الأماكن تضرراً من تراكم مياه الأمطار داخل مقر الشركة، ما إضطر العمال للاستعانة بمراكب الصيادين لنقل الصناديق من المخازن.
وأوضح المصدر أن الشركة تتواصل مع محافظة الاسكندرية لحل الأزمة وإنقاذ ما تبقى من البضائع فى مخازن الشركة، التى تؤجرها عشرات الشركات لتخزين بضائعها.
وقال محمد كمال، نائب مدير عام شركة «كولد أليكس» للصناعات الغذائية، إن زيادة نسبة الأملاح بالمياه نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، أدت إلى توقف مصنع الشركة منذ ثلاثة أيام، نظراً لعدم صلاحية المياه المتوفرة للصناعة.
وأضاف كمال أن الشركة تكبدت نحو 60 ألف جنيه خسائر خلال أيام التوقف، وإنها تسعى لحل الأزمة بشكل سريع لإستعادة الإنتاج.
وقال أمير واصف، رئيس مجلس إدارة شركة «انتجرا» للصناعات الهندسية، وعضو مجلس أمناء مدينة برج العرب الجديدة، إن عدداً كبيراً من المصانع إضطر لتخفيض الانتاج، وشراء المياه من مناطق بعيدة لاستمرار الإنتاج، مشيراً إلى أن جهاز مدينة برج العرب يسعى لحل الأزمة من خلال محطات التنقية التابعة للجهاز.
وأشار إلى امتلاك بعض المصانع وحدات تنقية مياه خاصة بها، ما ساهم فى حل أزمتها بشكل كبير، خاصة صناعة الأغذية التى تعتمد على المياه بشكل أساسى فى العملية الإنتاجية.
وقال هانى المنشاوي، رئيس مجلس إدارة شركة «سمر مون» للصناعات الغذائية ببرج العرب، إن مجلس أمناء مدينة برج العرب يتابع مشكلة المياه ويسعى إلى إنهائها فى أسرع وقت من خلال تحويل مدخل مياه محطة الكيلو 40 والتى كانت السبب الرئيسى لزيادة نسبة ملوحة المياه.
وأشار إلى أن جهاز مدينة برج العرب اتخذ عدداً من الحلول للتصدى لأزمة المياه، من خلال توفيرها بجودة عالية لجميع المصانع داخل «تانكات» مجاناً، كما توفر شركة مياه الشرب سيارات لنقل المياه للمتضرين من الأهالى والمصانع.
ولفت إلى تضرر المصانع الصغيرة بشكل أكبر من المصانع الكبرى، التى تحتوى على وحدات لتنقية المياه، وقال إن هناك تواصلاً بين مجلس أمناء «برج العرب»، والقوات المسلحة، ومحافظة الإسكندرية، وشركة مياه الشرب، ووزارة الرى، للاتفاق على تغيير مداخل محطات المياة كحل جذرى للمشكلة خلال أيام.
يأتى ذلك فيما قال الدكتور مجدى حجازي، وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية، إن المديرية تتابع يومياً أزمة مياه الشرب فى كافة محطات التنقية، وأنها أصدرت قراراً بوقف عدد من المحطات عن العمل لمدة اسبوع لارتفاع نسبة ملوحة المياه، وتم عودتها للعمل حين التأكد من صلاحيتها.
وتابع: المياه تعد أمن قومى ومديرية الصحة لن تعرّض صحة المواطنين للخطر وتسمح بتشغيل محطة توفر مياه غير صالحة للإستخدام.
وأكد المهندس أحمد هاشم، رئيس قطاع الإسكندرية، بشركة مياه الشرب، صلاحية المياه وفقاً لتقرير وزارة الصحة، ونفى وجود حالات تسمم للبعض نتيجة زيادة نسبة الملوحة فى المياه.
وقال إن الشركة أغلقت أربع محطات تغذى مناطق غرب الاسكندرية، بسبب الخوف على صحة المواطنين، عقب صرف المزارعين مياه الامطار التى تراكمت فى أرضهم بترعة النوبارية المخصصة لمياه الشرب، وأعادت تشغيل المحطات عند علمها بصلاحية المياه للاستخدام.