تركيز لندن على الغاز والطاقة النووية صفعة للموارد المتجددة
تخطط بريطانيا للتخلص تدريجيا من أسوأ المحطات التى تعمل بالفحم، وبناء مفاعلات نووية، ومحطات تعمل بالغاز لتخفيض انبعاثات الكربون وتخفيض التكلفة على المستهلكين.
وصرحت وزيرة الطاقة، أمبير رود، بأن محطات الفحم غير المزودة بمعدات لحبس انبعاثات الكربون سوف يتم إغلاقها بحلول 2025، بجانب وضع قيود عليها بحلول 2023.
وقالت رود حسبما ورد فى تقرير لوكالة أنباء “بلومبيرج”: “من غير المرضى بالنسبة لدولة متقدمة مثل بريطانيا أن تعتمد على المحطات التى تعمل بالفحم التى تبلغ أعمارها 50 عاما، والتى تعد كثيفة الإطلاق لثانى أكسيد الكربون… دعونى أكون واضحة، هذا ليس المستقبل”.
وأنتج الفحم حوالى 30% من احتياجات الطاقة فى بريطانيا العام الماضي، وتراجع سهم “دراكس جروب”، أكبر مولد للكهرباء بالفحم فى الدولة، بحوالى 1.9% إلى 2.22 جنيه استرلينى جلسة أمس الأربعاء بعد هذه التصريحات، وحولت المجموعة اثنين من محطاتها إلى الوقود الحيوي، وفى طريقها لتحويل المحطة الثالثة.
ومن المتوقع أن تلقى رود خطابا فى وقت لاحق لتعلن فيه أن الغاز والطاقة النووية عنصران أساسيان لتأمين مستقبل الطاقة فى بريطانيا، وفق ملاحظات معدة مسبقة أرسلت من مكتبها لوكالة الأنباء.
وسوف تقول رود فى خطابها: “فى العشر سنوات المقبلة، من الأهمية بمكان أن نكون قد بنينا محطات جديدة تعمل بالغاز… كما أن هناك خططا لبناء أسطول جديد من المحطات النووية، وهذه الاستثمارات الضخمة قد تقدم ما يصل إلى 30% من الكهرباء منخفضة الانبعاثات، والتى سنحتاجها خلال ثلاثينيات القرن الجاري”.
وبالنسبة للجماعات البيئية، يشير التركيز على الغاز والطاقة النووية إلى المزيد من الانسحاب من الطاقة المتجددة.
وقالت سيمون بولوك، قائدة حملات فى منظمة “أصدقاء الأرض”، فى بريد إلكترونى مرسل إلى الوكالة، إن التحول من الفحم إلى الغاز مثل تحول مدمن كحوليات عن تناول زجاجاتين من الويسكى إلى تناول زجاجتين لنوع آخر من الخمر.
وتعرضت الطاقة المتجددة لهزيمة منذ تولى حكومة المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون السلطة فى مايو، حيث يعلن الوزراء عن خطط لتخفيض برامج دعم الطاقة الشمسية، والرياح، والوقود الحيوي، ومشروعات الاستخدام الأكفأ للطاقة.
وأعطت الحكومة الضوء الأخضر لبناء محطة نووية جديدة، فيما يعد المشروع منذ ثلاثة عقود، وأبرمت شركتا “إليكتريسيتى دو فرانس” وشركة “جنرال نيوكليار باور كورب” الصينية، اتفاقا الشهر الماضى لبناء محطة نووية بقدرة 3.2 جيجاوات بحلول 2025 فى جنوب غرب انجلترا.
وخفضت رود دعم الطاقة المتجددة، ما أدى إلى فقدان مئات الوظائف فى شركات الطاقة الشمسية، وإلى تباطؤ النمو فى قطاع تعتمد عليه بريطانيا للمساعدة فى تحقيق المستوى المستهدف من قبل الاتحاد الأوروبى فى جعل 15% من كل الطاقة الموجهة للكهرباء، والتدفئة، والنقل من مصادر الطاقة المتجدة بحلول 2020.
وأظهر خطاب أرسلته رود لزملائها من الوزراء وتم تسريبه لمجلة “ذا ايكولوجيست” الأسبوع الماضى إن بريطانيا على مسارها لتحقيق 11.5% فقط من المستوى المستهدف من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول 2020.
وفى اجتماع للجنة الطاقة والتغير المناخى فى البرلمان، أقرت رود بالخطاب، وقالت إنها عازمة على تحقيق المستوى المستهدف، ولكن هناك تأخيرات فى شقى النقل والتدفئة لاستيفاء حصتهم.