قامت المنظمة العربية للتنمية الإدارية بتنظيم ندوة الإدارة فى الألفية الثالثة أساليب جديدة لعصر جديد وذلك بالمقر الدائم للمنظمة العربية للتنمية الإدارية.
قال الدكتور ناصر القحطانى مدير عام المنظمة فى كلمته لا يخفى على أحد أن العالم العربى الآن يمر بمنعطف خطير قد يؤدى إلى مزيد من التفتيت فى الجبهة العربية.
وناقشت المنظمة هذه الأزمات وهذه المشاكل من بعد إداري، ونطرح لها حلولا إدارية بعضها سريع وبعضها يحتاج إلى معالجات طويلة الأمد، كلنا فى الوطن العربى حلمنا باتحاد عربى يجمعنا لكن الواقع أنه يوجد العديد من العقبات التى تواجه هذا الاتحاد وربما كان احداها الاختلاف الثقافى.
وتعد الإدارة ليست بمعزل عن الثقافة وان أحد أهم الاسباب التى أدت إلى الثورات العربية هو استمرار ثقافة العنف والاستبداد والظلم والقهر والبعد عن الشفافية وهى السبب وراء كل الأزمات فى الوطن العربي.
أشار الى أنه يجب تغيير تلك الثقافة من الجذور فى البيت والمدرسة والمجتمع لنصل إلى مجتمع يتقبل الرأى الآخر ومبنى على الإبداع وهذا لب الإدارة الناجحة.
أضاف يوجه إلى كثيرا سؤال حول معالجة الأزمات فى الوطن العربى والواقع أنه لا توجد استراتيجية لمواجهة الأزمات وانما يكون هناك رد فعل للأزمة ويتم التعامل معها عقب حدوثها بدون استعداد مسبق ويؤدى هذا الى خسائر بالمليارات كان من الأفضل استخدامها لإنشاء أجهزة متخصصة ومتطورة للتعامل مع الأزمات.
أشار الدكتور ناصر إلى ان الندوة فى الجزء الأول منها ستعرض أساليب جديدة لعصر جديد، وفى الجزء الثانى تتناول كيفية التحديث الجذرى لمفاهيم وأساليب الإدارة والتنمية البشرية فى الوطن العربي.
وبدأت الجلسات وأدارتها الدكتورة شيرين زقلمة مدير شركة رادا للأبحاث والعلاقات العامة والتى عقبت على حديث مدير عام المنظمة قائلة إن ما نراه اليوم من ازمات يؤكد أنه لا توجد خطة واضحة للتعامل مع الأزمة وإنما رد فعل ناجم عن حدوثها.
أشار الدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والمفكر الاستراتيجى فى ورقته متسائلا أين الوطن العربى الآن وكيف يمكن الخروج مما نحن عليه، وأجاب عندنا كوكبة من الدول العربية الفاشلة مثلا عندما ننظر إلى الوضع فى العراق والسودان والصومال وليبيا واليمن نجد عندنا درجات حادة من التمزق والصراع بعضها صراعات طائفية وبعضها على الموارد والصراعات تبدأ داخلية ثم تتحول إلى إقليمية ودولية واكبر مثال على هذا سوريا، والوطن العربى يواجه استنزافا حادا فى الموارد وكما كبيرا من الخسائر منذ بداية الربيع العربى حتى أبريل 2015 بلغ عدد الضحايا به 430 ألف نسمة وعدد الجرحى 2 مليون و990 ألف من الجرحى وحوالى 15 مليون نازح من فلسطين والعراق وسوريا.
الحوار ينقلنا إلى التغير ويعتمد على مجموعة من المبادئ أهمها سيادة الدولة والوحدة الاقليمية والاهتمام بالأقليات وتنمية الاحساس بالمواطنة لديهم.
ويمكن تنفيذ هذه المبادئ من خلال الاستراتيجية القائمة على الثورة الصناعية وبناء قدرات الدولة وأنا أدعو إلى تشكيل مجلس عربى يتكون من دول الخليج العربى ومصر وتونس والجزائر للقضاء على الفراغ الحاصل الآن فى القوى فى المنطقة وهذا الإصلاح الإقليمى ليس بديلا عن الاصلاح الداخلى.
عقب الدكتور أحمد طاهر رئيس مجلس إدارة شركة سوليوشن كونسلتنج عن التنمية فى الوطن العربى وتناولت ورقته تطور علوم الادارة وصولا إلى العصر الحديث والتى أصبحت الإدارة فيه مبنية على الدخول فى العمق أى وضع أسس قوية لبناء الانسان.
أشار إلى أن بناء هذه الأسس تعتمد على جذور الفكر وهى منبثقة عن الثقافة السائدة فى المجتمع، وأشار إلى أن تغيير جذور الفكر يجعل الإنسان قادرا على تقبل الآخر ويعطيه القدرة على التحليل والتعامل مع التعدد الثقافى وبالتالى يقضى على الصراعات القبلية والطائفية الحادثة الآن.
وقال الدكتور منصور الجنادى رئيس شركة كونجى روتس عن مفهوم الجذور الفكرية واستعرض كيف عملت شركته على تطوير هذا المفهوم، وقال إن الأساليب الجديدة المناسبة للعصر الجديد لابد أن تجعل من الفكر محوراً للتغيير والإصلاح بوصف الفكر عاملاً جذرياً لأى فعل إنساني.