10 مليارات دولار فاتورة استيراد الغلال سنوياً
25 مليون دولار استثمارات الشركة فى السودان
الإعلان عن الخطة التوسعية فى أفريقيا.. الشهر الحالى
“الروتين” يعطل طرح إنتاج مصنع الفوسفات بالسوق المحلى
بدأت مجموعة الوادي القابضة مرحلة الإنتاج بمصنع أحادى فوسفات الكالسيوم، الذى تم انشاؤه فى مدينة السادات على مساحة 250 ألف متر مربع وباستثمارات 80 مليون جنيه.
قال عصام البحيرى عضو مجلس إدارة المجموعة، إن الشركة لم تطرح إنتاجها من مصنع أحادى الفوسفات حتى الآن، بسبب تأخر صدور رخصة التشغيل، رغم بدء الإنتاج من 3 شهور تقريباً.
وأشار إلى أن الشركة حصلت على الأرض بغرض إقامة مجمع لصناعات الفوسفات يتكون من 9 مصانع، وتم بالفعل تشغيل المصنع الأول وهو أحادى الفوسفات، مؤكداً أن الشركة أنفقت 5 ملايين جنيه على عملية الترفيق فقط.
وأوضح أن صناعات الفوسفات تعتمد على المساحات التخزينية أكثر من مساحة مصنع الإنتاج، مشيراً إلى أنه عقب بدء الإنتاج رفضت الحكومة منح الشركة رخصة التشغيل، بحجة أن المصنع مقام على 10% فقط من مساحة الأرض المخصصة وليس 40%.
وقدر البحيرى حجم استثمارات المصنع بنحو 80 مليون جنيه، وبطاقة إنتاجية تصل الى 70 الف طن، مشيراً إلى انه الأول فى مصر لإنتاج أحادى الفوسفات، إذ يتم استيراد 100% من احتياجات السوق.
وقال إن أعلاف الدواجن وحدها تحتاج الى 35 الف طن من احادى فوسفات الكالسيوم سنوياً، بجانب دخوله فى العديد من الصناعات مثل الأسمدة وأعلاف الماشية والأسماك وغيرها.
وأضاف: “وفد من المستوردين عاين المصنع وأجرى بعض الاختبارات على المنتج للتأكد من جودته، وعرض تسويق المنتج فى الخارج تمهيداً لتصديره”.
وطالب بالتنسيق بين الجهات الحكومية لتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص، وسرعة إقرار الشباك الواحد للقضاء على الروتين والبيروقراطية التى تضر بمناخ الاستثمار، وكشف البحيرى، ان ارتفاع سعر صرف الدولار فى السوق الموازى وعدم توافره تسبب فى أزمات عديدة لصناعة الدوجن، إذ ارتفعت أسعار الأعلاف بنسبة تصل إلى 100%، كما أن مدخلات الإنتاج ارتفعت بنسب متفاوتة، نظراً لاستيراد نحو 90% من مدخلات إنتاج الأعلاف.
وأضاف أن الأزمات التى تعرضت لها مدخلات إنتاج الأعلاف وسلاسل الامداد مثل النقل واللوجيستيات، أثرت بصورة كبيرة على تكاليف إنتاج الدواجن وبالتالى أسعارها فى السوق، مؤكداً أن تشجيع الاستثمار فى القطاع الداجنى يعمل على جذب مزيد من الاستثمار فى الصناعات المكملة والمغذية للقطاع.
وأشار إلى ان مصر تعانى ازمة نقص العملة الاجنبية، ويجب على الدولة تغيير سياستها والتفكير بطريقة مختلفة لتوفير العملة، مؤكداً أن واردات الغلال من بينها الذرة والصويا هما العنصرين الأساسيين فى إنتاج الأعلاف، تتجاوز 10 مليارات دولار سنوياً، إذ يتم استيراد نحو 8 ملايين طن ذرة و4 ملايين طن صويا.
وأضاف أن الذرة تمثل 65% من مدخلات إنتاج الأعلاف تليها الصويا، بجانب بعض المركزات والفيتامينات والعناصر الأخرى اللازمة لنمو الدواجن، مشيراً إلى ان النسب تتلف وفقاً لنوع العلف والمرحلة العمرية والقيمة الغذائية المطلوبة من العلف.
وقال إن إنتاج مصنعى الأعلاف التابعين للشركة يقدر بنحو 500 الف طن يتم توريد 20% منه لمزارع الشركة، والنسبة المتبقية يتم طرحها فى السوق المحلى، مشيراً إلى ان المصنعين يعملان بنحو 65% فقط من الطاقة الإنتاجية بسبب التغيرات التى يتعرض لها السوق من ارتفاع اسعار المدخلات وانسحاب صغار المربين.
وأوضح ان الدول الأوروبية تقدم دعماً مالياً للمزارعين من خلال توفير قروض طويلة الأجل على 15 و20 سنة، وتصل إلى 70% من قيمة المعدات والآلات الزراعية، مع إمكانية الإعفاء من القرض حال بدء الإنتاج الفعلى للأرض وسداد الأقساط بصورة منتظمة لمدة 3 سنوات.
وأكد أن الدول الأفريقية بدأت تسلك الطريق نفسه للتشجيع على الزراعة، مشيراً إلى ان السودان توفر قروضاً طويلة الأجل للأجانب حالياً، وتمنح الأراضى حق انتفاع لا يتجاوز 2 دولار سنوياً للفدان بشرط الاستصلاح والزراعة.
وقدر حجم استثمارات الشركة بالسودان بنحو 25 مليون دولار، مؤكداً ان الشركة دخلت السوق السودانى لتبقى، حيث تم انشاء مصنع صغير للأعلاف ومزرعة للأمهات، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية.
والبنوك السودانية تمول المشروعات الزراعية حتى 70% من دراسات الجدوى للمشروع، مؤكداً أن التمويل كان قاصراً على الشركاء السودانيين فقط، لكنه أصبح الآن متاحاً للأجانب.
وأوضح أن الأزمة كانت فى كيفية إخراج الدولار من السودان، مشيراً إلى ان الحكومة قامت بتعويم الجنيه السودانى أمام الدولار منذ بداية العام، مما تسبب فى انخفاض الأول بنحو 30% من قيمته، لكن تم ضبط الأسواق بعدها.
وأشار إلى ان الشركة ستعلن قبل نهاية العام الحالى، عن الدخول فى أحد الأسواق الأفريقية الجديدة بجانب مصر والسودان، موضحاً ان الشركة تفاضل بين إثيوبيا ونيجيريا وأوغندا وكينيا وأنجولا.
وزارت لجنة الاستثمار بالشركة تلك الدول لدراستها، كما قام المسئولون فى هذه الدول بزيارة الشركة ومزارعها ومصانع الأعلاف، وكان آخر الزيارات منذ أسبوعين، إذ قام سفير اثيوبيا بزيارة مقر الشركة ومزارع الدواجن فى وادى النطرون.
وأضاف أن أسواق دول حوض النيل من أهم الأسواق الواعدة فى صناعة الدواجن، مؤكداً أن حكومات تلك الدول تقدم العديد من الحوافز والتسهيلات لجذب الشركات الكبرى العاملة فى هذا المجال.
وحول شركة النيل للشحن والتفريغ، أكد البحيرى ان الشركة قيمة إضافية للمجموعة، وأدخلت نشاطاً جديداً بجانب استقبال وتخزين الغلات، وهو استقبال الفحم و”الكيلنكر”، إذ تم استقبال شحنات بالفعل لصالح الغير.
وحال نجاح التجربة سيتم التوسع فى هذا النشاط، خصوصاً بعد اعتماد الدولة لاستخدام الفحم ضمن مزيج الطاقة فى مصانع الاسمنت، وبالتالى فإن مصر ستستقبل كميات كبيرة من الفحم خلال الفترة المقبلة.