بعد أشهر من التوقعات والجدل أصدر بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي قراره المنتظر برفع سعر الفائدة الأساسي لأول مرة منذ عقد من الزمان في خطوة ذات تاثير على نطاق واسع بينما أشار الي أن الزيادة ستكون تدريجية بما يتماشى مع التوقعات المسبقة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن لجنة السوق المفتوح في بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي صوتت بالاجماع على رفع المدى المستهدف لمعدل سعر الفائدة على الارصدة المالية الفيدرالية ليكون من 0.25% إلي 0.5% بدلا من المدى من صفر الي 0.25%.
وتوقع صانعو القرار بشكل منفصل ان يرتفع المعدل للسعر المناسب للفائدة وهو 1.375 بحلول نهاية 2016 وهو ما يعني انه بحلول سبتمبر العام المقبل سيتم زيادة سعر الفائدة بحو ربع نقطة مئوية أربع مرات بناء على متوسط الرقم المقدم من 17 مسئولا.
وقال البيان الصادر عن مسئولي اللجنة إن هناك تحسن معقول في سوق العمل هذا العام وانه هناك ثقة منطقية في ان معدل التضخم سوف يرتفع على المدى المتوسط للمستوى المستهدف 2% .
وقال البنك في بيانه الذى صدر ختاما لمناقشات استمرت يومين في واشنطن إنه رفع سعار الفائدة بناء على توقعات الاقتصاد مدركا الوقت المناسب لاجراءات سياسته من اجل التاثير على النتائج الاقتصادية في المستقبلية.
وانهت الزيادة فترة غير مسبوقة من خفض قياسي لسعر الفائدة كجزء من سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي غير العادية والمثيرة للجدل الرامية إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي في أعقاب الأزمة المالية الأكثر تدميرا منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وخفضت لجنة السوق المفتوحة آنذاك سعر الفائدة إلى ما يقارب الصفر في ديسمبر 2008، بعد ثلاثة أشهر من انهيار بنك الاستثمار مجموعة ليمان براذرز القابضة وقبل 10 أشهر من بلوغ البطالة في الولايات المتحدة ذروتها مرتفعة الي 10%.
وتتوقع اللجنة أن الظروف الاقتصادية سوف تتطور بطريقة من شأنها أن تحدد الزيادات التدريجية فقط في سعر الفائدة
وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيانه أن المسار الفعلي لسعر فائدة الاموال الفيدرالية سيعتمد على التوقعات الاقتصادية كما تتشكل من خلال البيانات الواردة.
وبحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز فإن القرار جاء في اعقاب استقرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة حيث ارتفاع مؤشر انفاق المستهلك وهبط معدل البطالة الي 5%.
وفي صبيحة اليوم التالي للقرار استقبلت الاسهم الاسيوية القرار بتصفيق حاد على حد تعبير الصحيف حيث ارتفع مؤشر نيكاي الياباني في بورصة طوكيو بنسبة 2.4% بينما قفز مؤشر ستاندرد أند بوزر/ ايه اس اكس 200 الاسترالي 1.8% مقابل 1.3% لمؤشر هانج سانج في بورصة هونج كونج الصينية، كما صعد مؤشر شنغهاي الصيني ايضا 1.2% في حين حقق مؤشر تياكس التايواني مكاسب 1.1%.
لكن الصحيفة حذرت من أن رفع سعر الفائدة الامريكي سوف يضر باسواق الدين في الاسواق الناشئة نتيجة يزادة تكلفة الديون وتآكل قيمة العائدات على الاستثمار لاصولها المقومة بالدولار وهو ما يعني فقدان شهية المستثمرين لضخ مزيد من الاموال في مشاريع قائمة او جديدة.
كما رحب مستثمرو اذونات الخزانة بالقرار على طريقتهم حيث ارتفعت العائدات في اعاقب بيان الفيدرالي الامريكي بنسبة 1%.