اليورو يتراجع أمام الدولار .. والسلع تواصل الهبوط
افتتحت البورصات العالمية جلساتها اليوم الخميس في المنطقة الخضراء، وصعد الدولار، وارتفعت عائدات السندات الأمريكية قصيرة الأجل لأعلى مستوى في 5 سنوات، حيث لا تزال الأسواق تستجيب لقرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بمقدار 0.25%، أول رفع لها في عشر سنوات.
وقال المحللون في “باركليز” أن رفع الفيدرالي للفائدة حفز موجة صعود خطيرة في الأسواق، ومع ذلك، لم يطل الارتفاع السلع الصناعية التي تعاني بالفعل من تخمة في المعروض، ويقترب البترول من أدنى مستوياته منذ كريسماس 2008، والمعادن الرئيسية متراجعة.
وارتفع مؤشر “يوروستوكس 600” – الذي يتتبع معظم الأسهم الأوروبية – بنسبة 1.4% بداية الجلسات، كما أضاف مؤشر “فوتسي” لمنطقة آسيا والمحيط الهادي 1% لقيمته، استجابة لارتفاع مؤشرات وول ستريت خلال الليل.
وتشير مؤشرات العقود الآجلة الأمريكية أن مؤشر “ستاندرد آند بورز” الأمريكي سوف يبدأ جلسة اليوم عند مستوى 2.069 نقطة، فاقدا 4 نقاط فقط من الـ 30 نقطة التي اكتسبها جلسة أمس الأربعاء.
وارتفعت البورصات العالمية بعدما عبر المستثمرون في الأسهم عن ارتياحهم من انتهاء الغموض بشأن رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة، وبعدما أكدت جانيت يلين، رئيس الفيدرالي، أن تشديد السياسة العام المقبل سيكون ضئيلا.
ويذكر تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” أن الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوح في الفيدرالي سيكون في 28 يناير المقبل، ويعتقد الكثيرون أنه سيكون من المبكر جدا رفع الفائدة مرة أخرى، ولكن قد ترتفع في اجتماع شهر مارس إذا كانت البيانات تشجع على ذلك، وهو ما قد يخالف توقعات السوق عن الرفع التدريجي.
وتشير توقعات الفيدرالي إلى رفع الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في 2016، وهذا يعني أن الرفع سيكون في كل ربع من أرباع السنة، إلا أن الأسواق غير مستعدة إلا لنصف هذا التشديد.
وقال جون بيلوز، مدير محفظة في “ويسترن” لإدارة الأصول: “نحن نتوقع أن يرفع الفيدرالي الفائدة العام المقبل بوتيرة أبطأ، وربما يتخطى ربع واحد على الأقل، ولا يريد الفيدرالي أن تكون خطواته متوقعة بشكل مفرط”.
وتضائل الفرق في العائد بين سندات الخزانة الامريكية طويلة وقصيرة الأجل، ما يعكس رهانات المستثمرين على أن الفيدرالي سيكون أكثر حذرا عند المزيد من رفع الفائدة.
ووقفت عائدات السندات الأمريكية لأجل عامين – والاكثر تأثرا بالقرارات السياسية – عند 1%، وهي أكبر نسبة منذ أبريل 2010، بينما تراجعت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 2.26%، وفقدت السندات لأجل 30 عاما 4 نقاط أساس إلى 2.96%.
ووقفت أذون اليابان وألمانيا لأجل عامين عند سالب 0.03%، وسالب 0.33%، على التوالي، نتيجة التوقعات بإقدام البنوك المركزية المعنية نحو تيسير نقدي.
وتراجع اليورو جلسات اليوم بنسبة 0.5% إلى 1.0855 دولار لليورو، وصعد مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء الدولار أما سلة من العملات – بنسبة 0.9% إلى 98.77 نقطة.
ومع ذلك، لا تعد قوة الدولار أنباء جيدة للسلع المقومة بالعملة الخضراء، خاصة وأن الكثير منها يعاني من المخاوف بشأن ضعف الطلب الذي يصاحبه وفرة في المعروض.
وتراجع خام البرنت بنسبة 0.31%، ليتدوال عند مستوى 37.08 دولار للبرميل في جلسات لندن، بتوقيت الثانية عشر في القاهرة، كما هبط الخام الأمريكية بنسبة 0.36%، ليتداول عند مستوى 35.16 دولار للبرميل في نفس التوقيت.
وانخفض النحاس بنسبة 0.9% إلى 4.562 دولار للطن، وفقد الذهب 5 دولار ليتداول عند 1067.51 دولار للأوقية.
ولم يمنع التراجع في أسعار السلع بورصة استراليا من الصعود، حيث كسب مؤشر بورصة سيدني 1.5%، وأغلق مؤشر “نيكاي” الياباني على ارتفاع بنسبة 1.6%، مكتسبا 225 نقطة، كما صعد مؤشر هونج كونج، “هانج سينج”، بنسبة 0.8%، وارتفع مؤشر “شنجهاي” الصيني بنسبة 1.8%.
كما كان رد الفعل إيجابيا في الأسواق الناشئة، التي من المتوقع أن تعاني من التدفقات الخارجة لرؤوس الأمول بثحثا عن عائدات أعلى مع تضييق الفيدرالي للسياسة النقدية، وارتفع مؤشر بورصة ماليزيا بنسبة 1.2%، والفلبين بنسبة 1.4%، وإندونيسيا بنسبة 1.1%