حسن: تنفيذ المشروع مرهون بحل 3 بنود خلافية بين الشركة ووزارة الإسكان
شاتسي: الانتهاء من مخطط مدينة سياحية الشهر الجارى باستثمارات 200 مليار جنيه
تقترب مجموعة “العمارة والتخطيط” من إنهاء تصميمات 13 ألف وحدة سكنية تمثل المرحلة الأولى من 100 ألف وحدة بمشروع المليون وحدة لصالح شركة أرابتك الإماراتية.
والتقت “البورصة” مسئولين من مجموعة “العمارة والتخطيط APG” واللذين قالا، إن استمرار المناقشات بين شركة “أرابتك” الإماراتية والحكومة المصرية حول بعض البنود المتعلقة بتنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية، لم يمنع المجموعة عن استكمال تصميمات المشروع، والتى تعمل على الانتهاء من الرسومات الخاصة بـ13 ألف وحدة سكنية من ضمن 100 ألف وحدة، هى المرحلة الأولى من المشروع، خلال الفترة المقبلة.
قال محمد حسن، نائب مدير فرع الجيزة بمجموعة العمارة والتخطيط، المشرف على إعداد المخطط الرئيسى لمشروع المليون وحدة، إن “أرابتك” لم تلغ اتفاقها مع الحكومة المصرية بشأن تنفيذ المشروع، ولكن هناك خلافات قائمة بين الطرفين حول عدد من النقاط.
وذكر أن آخر زيارة لمسئولى الشركة الإماراتية لمصر كانت قبل قرابة شهرين للتفاوض حول عدد من المسائل الخلافية الخاصة بالمشروع.
وأضاف أن الشركة الإماراتية لم تبلغ مجموعة “العمارة والتخطيط” بالتوقف عن إعداد المخطط الرئيسى لمشروع المليون وحدة.
كانت “أرابتك” أعلنت، فى بيان صحفى العام الماضي، اختيار مجموعة “العمارة والتخطيط APG” لإعداد المخطط الرئيسى لمشروع المليون وحدة سكنية الذى تنفذه الشركة فى مصر.
ووقعت “أرابتك” مذكرة تفاهم مع وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، بالنيابة عن الحكومة المصرية، لتطوير وإنشاء أكبر مشروع من نوعه فى المنطقة، لإسكان ذوى الدخل المحدود فى مختلف أنحاء البلاد.
أضاف “حسن”، أن “العمارة والتخطيط” على وشك الانتهاء من التصميمات الخاصة بـ13 ألف وحدة سكنية تمثل المرحلة الأولى من 100 ألف شقة بمشروع المليون وحدة سكنية.
وأعلنت “أرابتك” القابضة فى بيان لبورصة دبي، عن تقديم عرض جديد بشأن مشروع المليون وحدة لوزارة الإسكان يتضمن تنفيذ 13 ألف وحدة فى المرحلة الأولى من المشروع بدلاً من 100 ألف.
تابع حسن أن المائة ألف وحدة سوف تقسم إلى ثلاث مراحل، الأولى 13 ألف وحدة فى مدينة العبور، ووفقاً للدراسات تصل التكلفة الاستثمارية لإنشاء 13 ألف وحدة نحو 3 مليارات جنيه، ويبلغ سعر المتر 3500 جنيه تشطيب، وتتراوح مساحاتها بين 90 و100 و120 متراً مربعاً، بينما تبلغ قيمة مبيعات الـ13 ألف وحدة الأولى نحو 4 مليارات جنيه.
وفى سؤال لـ”البورصة” عما إذا كانت “أرابتك” ستكتفى بتنفيذ 13 ألف وحدة فقط، قال حسن، إن الشركة الإماراتية على استعداد لتنفيذ المليون وحدة بالكامل، بشرط أن تتوصل لاتفاق مع الحكومة المصرية بشأن عدد من النقاط الخلافية.
وطلبت شركة “أرابتك” ضمانة من الحكومة المصرية لتحويل أرباحها من المرحلة الأولى، قبل البدء فى التنفيذ، حتى تتمكن من سداد قيمة التمويل الخارجى الذى تفاوض عدة بنوك إماراتية عليه.
وأكد “حسن”، إن مسألة ضمان تحويل الأرباح للخارج إحدى النقاط الخلافية بين “أرابتك” والحكومة، حيث إن الشركة تفاوض بنوكاً إماراتية للحصول على قروض بقيمة 200 مليون دولار لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، لكن لا توجد ضمانة لتحويل الأرباح لسداد قيمة هذه القروض فى ظل أزمة الدولار الحالية.
ويأتى طلب “أرابتك” لهذه الضمانة إثر الصعوبات التى تواجه الشركات الأجنبية فى تحويل أرباحها إلى الخارج بسبب نقص الدولار، بجانب القيود التى فرضها البنك المركزى فبراير الماضى بوضع حد أقصى للإيداعات الدولارية عند 10 آلاف دولار يوميًا و50 ألفاً شهرياً للشركات والأفراد.
وذكر أن “أرابتك” لم تتوصل مع وزارة الإسكان حول السعر النهائى للترفيق، وهو الذى تدفعه “أرابتك” للحكومة مقابل عملية ترفيق البنية التحتية.
أوضح: “فى بداية الأمر تضمن الاتفاق بين الطرفين أن تمنح الحكومة الأرض لـ”أرابتك” مجاناً، مقابل أن تقوم الشركة الأخيرة ببناء وحدات لمحدودى الدخل، لكن تغير الاتفاق بعد ذلك ليصبح الأرض مقابل سعر الترفيق”.
أضاف أن سعر الترفيق تغير أكثر من مرة، ففى المرة الأولى طلبت الحكومة سعر متر الترفيق عند 228 جنيهاً، ثم زادت هذا الرقم إلى 328 جنيهاً، ثم ارتفع مرة أخرى ليصل إلى 600 جنيه، ثم طلبت الحكومة حصة عينية فى مقابل الأرض، وكل ذلك لم يتم الاتفاق عليه.
وهناك نقطة اختلاف ثالثة، وهى أن الحكومة المصرية تلزم “أرابتك” بعدم طرح المبانى الخدمية (المدارس والمستشفيات) الخاصة بالوحدات على المستثمرين إلا بعد الانتهاء من تنفيذ الوحدات السكنية، وتشترط على “أرابتك” الحصول على 2% من هذه المبانى الخدمية.
وحول المدة المحتملة لتنفيذ المليون وحدة إذا ما بدأت “أرابتك” فى التنفيذ خلال العام المقبل 2016، قال حسن، إن الشركة تحتاج على الأقل 10 سنوات للانتهاء من تسليم المليون وحدة، خاصة أن الشركة تجرى مفاوضات مبدئية منذ عامين، فى إشارة إلى أن عملية التنفيذ تحتاج مدة أطول.
وكان الاتفاق بين الحكومة المصرية و”أرابتك” يتضمن أن تقوم الأخيرة بتسليم المليون وحدة خلال عام 2020.
وذكر حسن، أن اختيار “أرابتك” لمجموعة العمارة والتخطيط سببه الخبرة الكبيرة التى يتمتع بها مكتب المجموعة فى الشرق الأوسط، حيث إن المكتب يتواجد فى السوق المصرى منذ ستينات القرن الماضي، ويوجد فى الإمارات منذ عام 1972، من خلال ثلاثة فروع.
كما تتواجد المجموعة فى عدد من البلدان الأخرى من خلال عدد من الفروع فى الدوحة، والرياض، والخرطوم، وجوبا.
وفى سياق متصل، تعكف مجموعة “العمارة والتخطيط” للاستشارات الهندسية على الانتهاء من التصميمات الهندسية الخاصة بمشروع سياحى سكنى على مساحة 102 فدان بمطروح بتكلفة استثمارية إجمالية 200 مليار جنيه.
قال شاتسى سمير، نائب رئيس مجلس الإدارة، إن المجموعة ستنتهى من التصميمات الخاصة بالمشروع خلال الشهر الجاري، على أن يبدأ التنفيذ خلال الشهر المقبل.
وفقاً للمخطط العام يتضمن المشروع إقامة فندقين، و500 فيلا وشاليه، و2 دور للسينما، ومسرح كبير، ومضمار لسباقات الخيل، ومن المنتظر تسليم المشروع خلال 4 سنوات.
وتسهم مجموعة من رجال الأعمال بحصة 100 مليون جنيه، ويمول الباقى من عائدات البيع.
وتعمل مجموعة “العمارة والتخطيط” على الانتهاء من المرحلة الثانية من مشروع بانوراما الجبل الأخضر، وهو عبارة عن 9 عمارات إسكان فاخر، يضم 560 وحدة، بحجم استثمارات 642 مليون جنيه، على مساحة 23 ألف متر.
وعن أهم التحديات التى تقابل المستثمرين والمطورين العقاريين فى مصر، قال محمد حسن، إن أهم المشكلات تتمثل فى البيروقراطية وتخوف المسئولين من التوقيع على أو اتخاذ القرارات خشية المحاسبة.
وقال إن المستثمرين العقاريين يفضلون الاستثمار فى الإسكان المتوسط والفاخر بسبب ارتفاع أسعار، حيث يخاطب المستثمر العميل القادر، كما أن الدولة تطرح أراضى الإسكان اجتماعى فى أماكن نائية.
وانتقدت شاتسى سمير، ما سمته التعسف مع المستثمرين الأجانب، وعدم الثبات على تشريعات موحدة.
قالت إن رجل الأعمال لا يهمه من هم الذين يديرون أمور البلاد، أو من فى السلطة، لأنه يأتى للاستثمار فى دولة، ومصر تعتبر الأهم فى منطقة الشرق الأوسط.