محللون: شراء الشركة لسياراتها الملوثة للبيئة فى الولايات المتحدة أقل تكلفة من دفع الغرامات
تراجعت أسهم « فولكس فاجن » أمس وسط تكهنات بأن دعوى وزارة العدل الأمريكية قد تجبر شركة صناعة السيارات الألمانية على دفع غرامات أعلى بكثير مما كان متوقعا.
وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الدعوى المدنية التى رفعت يوم الاثنين الماضى تؤكد مزاعم منظمى البيئية العام الماضى لفضيحة التلاعب فى اختبارات انبعاثات الغاز من قبل الشركة لحوالى 580 ألف سيارة تعمل بالديزل فى الولايات المتحدة.
واستشهدت وزارة العدل فى شكواها بأربع دعاوى ضد فولكس فاجن، اثنان منها تحمل عقوبة قصوى تصل إلى 37 ألف و500 دولار لكل سيارة. والثالثة تنفذ حد أقصى 3 آلاف و750 دولارا لكل سيارة، والرابعة 37 ألفا و50 دولارا لكل يوم من الانتهاك، والتى تضيف أكثر من45 مليار دولار عن التقديرات السابقة.
وأخطأ بعض المحللين فى تقدير غرامات الشركة حيث يمكن أن تصل إلى 80 مليار دولار، الأمر الذى دفع أسهم «فولكس فاجن» للتراجع بنسبة 6%، وهو أدنى مستوى فى التعاملات المبكرة فى فرانكفورت.
وأدرك أحد المستثمرين الخطأ الذى يتمثل فى أن النطاق الأعلى من الغرامات كان عند 45 مليار دولار، وليس 80 مليارا وبعدها انتعشت أسهم الشركة بدرجة طفيفة لتغلق على ارتفاع طفيف، لكنه ما زال منخفضا بنسبة 4% عن اليوم السابق.
وأوضح الخبراء الذين هم على دراية بمثل هذه الدعاوى المدنية فى الولايات المتحدة أن الشركة قد تضطر إلى دفع غرامات يمكن أن تكون أقل من ذلك بكثير.
وتوقع محللون أن شبح هذه الغرامات الضخمة قد يكون خطوة تكتيكية من جانب المحققين الأمريكيين لإجبار «فولكس فاجن» على التوصل إلى إصلاح المركبات الملوثة لإرضاء السلطات الامريكية والمستهلكين والعمل على تسوية القضية.
ونقلت الصحيفة حتى لو وصلت القضية إلى مرحلة متقدمة فى المحكمة، فإن القاضى ينظر فى مجموعة من العوامل لتحديد العقوبة، بما فى ذلك أى نوع من الربح أو الحصة السوقية اكتسبتها الشركة بفضل بيع السيارات المخالفة.
وأضافت أن القرار النهائى، يمكن أن يعتمد فى النهاية على ما إذا كانت «فولكس فاجن» أصبحت أكثر تعاونا فى مفاوضاتها مع منظمى البيئة فى الولايات المتحدة.
جاء ذلك فى الوقت الذى قدّمت فيه الشركة إصلاح لملايين السيارات الملوثة فى أوروبا، وهى صغيرة نسبيا مقارنة بإصلاح الأجهزة وتحديث البرمجيات الذى وافقت عليها الشركة أواخر العام الماضي.
وفى الولايات المتحدة، اجتمع المهندسين من »فولكس فاجن« مع منظمى البيئة بشكل متكرر لعدة أشهر، ولكنهم فشلوا فى الاتفاق على كيفية إصلاح المركبات الملوثة فى البلاد، الأمر الذى دفع وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى رفع دعوى مدنية يوم الاثنين الماضى.
واقترح بعض المحللين أنه من الافضل للشركة أن تقوم بشراء جميع السيارات الملوثة فى الولايات المتحدة، حيث أشار أحد المحللين إلى أن هذا الاقتراح هذا من شأنه أن يكلف الشركة حوالى 6 مليارات دولار، وهو ما يقل كثيرا عن الغرامات المحتملة التى تواجه الشركة فى الوقت الراهن.
ومن جانبها أعلنت الشركة أنها تثق فى التوصل إلى اتفاق مع المنظمين فى الولايات المتحدة لاسترجاع ما يقرب من 500 ألف سيارة تعمل بالديزل من أجل الامتثال لقوانين الانبعاثات فى الولايات المتحدة.
وقال هربرت ديس، رئيس الشركة على هامش معرض اليكترونيات المستهلك المقام فى ولاية لاس فيجاس الامريكية، نحن واثقون من أننا سوف نجد حلا مقبولا يرضى جميع الأطراف.
وأكدّ أن الشركة ستكون قادرة على إصلاح 8.5 مليون سيارة تعمل بالديزل تباع فى أوروبا ولا تتوافق مع معايير الانبعاثات بحلول نهاية العام الجارى.