تعد ريادة الأعمال بالكثير من الفوائد المادية والاجتماعية، لكن الطريق ليس ممهداً تماماً لبلوغ هذه الفوائد، فعادة ما يصادف رواد الأعمال الكثير من المشاكل والتحديات على مدى مشوار كفاحهم مهما بلغ حجم خبراتهم، فصاحب النشاط في نضال مستمر لتعزيز مكانة علامته الحفاظ على ربحيتها وسط المنافسة الشرسة.
لكن رواد الأعمال الجدد يواجهون مجموعة خاصة من التحديات التي تختلف في طبيعتها عن التحديات التقليدية لإدارة النشاط، ورصد “إنتربرينيير” 8 من أبرز المشكلات التي تواجه رجال الأعمال الناشئين في بداية النشاط.
أكبر التحديات أمام رواد الأعمال الناشئين |
|
التحدي التوضيح |
|
01-ترك الوظيفة |
ــ يحتاج تأسيس نشاط جديد إلى كامل وقت وطاقات المرء، ومن الصعب للغاية إن لم يكن من المستحيل الجمع بين الوظيفة الصباحية والنشاط الناشئ الذي يحتاج إلى تركيز كامل ورعاية خاصة لتأسيسه وتطويره، فقصر متابعة المشروع على أوقات الفراغ والعطلات الأسبوعية لن يساعد على تنمية النشاط بالمستوى المطلوب.
ــ وهنا يبرز واحد من أكبر التحديات وهو قرار ترك الوظيفة، فالتضحية بمهنة مستقرة ومجزية من أجل نشاط غير مضمون العواقب أمر مخيف، ويُنصح الشخص بتقدير حساباته جيداً قبل اتخاذ قراره في هذا الصدد، لكن عليه ألا يغفل دور شعوره الداخلي في اتخاذ القرار. |
02-التمويل |
ــ توفير التمويل اللازم لتأسيس نشاط جديد يعد مشكلة للكثير من رجال الأعمال حتى غير المبتدئين منهم، لكن هذه الفئة قد يكون لديها رأسمال متوفر من بيع نشاط سابق أو عائدات نشاط حالي ناجح، حتى من صادفوا تعثراً في تجربتهم الأولى قد يكونون قد نجحوا في تكوين قاعدة من المستثمرين والعملاء خلال هذه التجربة فتساعدهم على تأسيس مشروعهم الجديد.
ــ أما المبتدئون فلا تتوافر لديهم أياً من هذه الميزات، فهم يبدأون من العدم، وعليهم قبل أي شيء دراسة كافة وسائل التمويل المتاحة بعناية شديدة قبل اختيار أنسبها لظروف كل منهم. |
03-فريق العمل |
ــ انتقاء فريق العمل المناسب يعتبر من أصعب مراحل تأسيس النشاط وأكثرها إرهاقاً، خاصة للمبتدئين الذين يفتقرون إلى الخبرة في مجال الإدارة، وحتى من يتمتعون بهذه الخبرة الإدارية يجدون صعوبة بالغة في العثور على الموظفين الملائمين للقيام بالأدوار المختلفة.
ــ وعلى صاحب العمل مراعاة عدة أمور عند اختيار العاملين مثل تكاليف تشغيلهم ومدى ملاءمة ثقافتهم لطبيعة المهام الموكلة إليهم، وكذلك مدى تجانسهم مع بقية أعضاء الفريق. |
04ـ القدرة على الابتكار |
ــ من أهم مسؤوليات صاحب النشاط هي تقديم أفكار جديدة ومبتكرة دائماً لتطوير شركته ومواكبتها لأحدث التطورات، فعندما يظهر منافس جديد على الساحة فإن عليه رسم خطة المواجهة المناسبة، وعندما يواجه الموظفون عائقا كبيرا أمام تحقيق الأهداف المرجوة فإن المسؤولية تقع عليه في التفكير في استراتيجية بديلة لتحقيقها.
ــ وكل هذا يتطلب حالة مستمرة من التفكير الإبداعي للخروج بأفكار سريعة ومبتكرة لحل المشكلات المختلفة، وذلك يضع ضغطاً نفسياً هائلاَ على رواد الأعمال المبتدئين لقلة خبرتهم بالمجال. |
05ـ التعامل مع المجهول |
ــ عند تأسيس نشاط جديد لا يمكن لأي كائن من كان التكهن بنتائجه مهما بلغت قوة فكرته أو موارده، ففي الكثير من الأحيان تفشل الشركات الناشئة على الرغم من توفر كافة عوامل النجاح مثل رأس المال والأفكار المبتكرة للمنتج/الخدمة والعكس صحيح، فقد تبدأ الشركة بداية بسيطة ثم تتطور بسرعة لتصبح من أكبر اللاعبين بمجالها.
ــ فتأسيس الشركة يعتبر بمثابة التعامل مع المجهول، فلا يعلم المؤسسون احتمالات النجاح والفشل أو حجم واستقرار العائد الناتج عن النشاط، وسيكون من الصعب وضع خطط طويلة المدى في هذه المرحلة لعدم ضمان النتائج، وكل هذا يضعف الأمان الوظيفي للشخص ويصيبه بالقلق والارتباك، والتعامل مع هذا التذبذب من أصعب تحديات تأسيس النشاط. |
06- الشعور بالوحدة |
ــ لا يدرك معظم رواد الأعمال هذه المشكلة حتى يواجهوها بالفعل، فصاحب النشاط يقضي معظم أوقاته في تنميته وتطويره فلا يتمكن من قضاء وقت كاف مع أسرته، كما سيفتقد إلى رفقاء العمل الذين يمكن اللجوء إليهم لأداء بعض مهامه وقت الحاجة على غرار الوظائف التقليدية، وسيكون هناك دائماً مسافة فاصلة بينه وبين بقية فريق العمل باعتباره رئيساً لهم، وكل هذا قد يُشعره بالوحدة بعد فترة من الزمن. |
07- وضع قواعد العمل وتفعيلها |
ــ من الضروري للغاية وضع قواعد واضحة لتنظيم حدود العمل داخل المؤسسة، والتأكد من تفعيلها والالتزام بها من كافة فريق العمل، وهي ليست بالمهمة السهلة أو الممتعة لكنها خطوة ضرورية للغاية.
ــ ويجب أن تعكس القواعد كافة تفاصيل العمل بدءاً من عدد أيام الإجازات حتى أسلوب تقديم الشكاوى المختلفة، وقد يشعر المؤسسون الجدد خاصة بأنها مهمة ثقيلة ومرهقة لكنها أساسية. |
08- صنع القرار |
ــ ربما يعد هذا هو أكبر تحد على القائمة، فصاحب النشاط يضطر لصنع مئات القرارات في اليوم الواحد خاصة في بدايته، وفي بعض الأحيان تكون قرارات مصيرية تؤثر مباشرة على مستقبل الشركة، وينتج ذلك عن إرهاق ذهني ونفسي هائل، فيجب أن يعد كل رائد أعمال جديد نفسه مسبقاً لهذا الإرهاق. |
الخلاصة |
ــ يعلم الجميع أن عملية تأسيس نشاط جديد عملية شاقة وتنطوي على عديد من التحديات، لكن ليس الجميع يجيدون التعامل مع هذه التحديات.
ــ عندما يدرك الشخص مسبقاً التحديات المادية والنفسية التي ستواجهه في رحلة كفاحه فسيكون أكثر قدرة على تقبلها وإعداد ذاته لها، فتصبح أقل تأثيراً على أدائه وقراراته.
ــ كثرة الضغوط قد تدفع المرء للتخلي عن حلمه واتخاذ قرارات متسرعة بالعدول عن طموحه، لكن الإدراك المسبق بأن هذه الضغوط هي جانب طبيعي ومشترك بين كل رواد الأعمال المبتدئين فسيتمكن من تجاوزها ويثابر لتحقيق حلمه. |