«الزراعة» و«الرى» ترفضان منح تراخيص للمزارع فى مجرى النهر ..وتراجع الطلب على «السمك»
فتح «قناطر إدفينا» لتغيير المياه بعد زيادة نسبة الأمونيا وشركة المياه تستخدم «الكربون النباتى» لتخفيضها
«البيئة»: محاولات الهروب من الإزالة دفعت أصحاب الأقفاص لغمرها فى عمق النهر وتسبب فى نفق الأسماك
تدرس محافظة البحيرة تقنين أوضاع الأقفاص السمكية، بنهر النيل فرع رشيد، بعد تكرار أزمة نفوق الأسماك خلال الفترة الأخيرة، لكن الهيئة العامة للثروة السمكية ووزارة الرى رفضتا اتجاه المحافظة نظراً لخطورته على المجرى المائى وتلويث مياه النهر.
وقال وهدان السيد المتحدث الرسمى لمحافظة البحيرة، إن المحافظة تجهز دراسة عن الوضع الحالى لمزارع الأقفاص السمكية فى نهر النيل بعد تكرار نفوق الأسماك بسبب الأقفاص المخالفة للمعايير والاشتراطات البيئية، وعدم الرقابة عليها، وستقدم المحافظة دراستها لوزارتى البيئة والرى لتحديد مدى إمكانية تقنين مزارع الأقفاص من عدمها.
وأكد مصدر بوزارة الرى صعوبة تقنين أوضاع الأقفاص السمكية المخالفة فى مجرى النهر، لأنها تتسبب فى تعطيل حركة المياه فى المجرى النهرى وتلوثه.
أضاف أن الوزارة تكثف جهودها لإزالة الأقفاص فى أماكن النفوق، ولكن تحتاج لقرارات بتطهير مجرى النهر بالكامل وتوقيع عقوبات رادعة.
وقال محمد عبدالباقى، رئيس هيئة الثروة السمكية بوزارة الزراعة، إن الهيئة لا ولاية لها على النيل، وجميع أقفاص التربية فى نهر النيل غير مرخصة، ويصعب ترخيصها، نظراً لاختلاف طبيعة النيل عن البحر، فى المساحة ونوعية المياه وكمياتها.
وأرجع خالد فهمى، وزير البيئة، أسباب نفوق الأسماك بمحافظتى البحيرة وكفر الشيخ الى عدة أسباب أبرزها «نمط تغذية السمك، وحلول السدة الشتوية ومحاولة أصحاب الأقفاص الهروب من حملات الإزالة»، ما جعلهم يغمرونها فى أعماق النيل.
أوضح فهمى، أن اللجنة التى شكلتها الوزارة لمعرفة الأسبب الحقيقية للنفوق، أكدت أن أسماك «السيلفر» تتغذى على الطحالب، ويقوم أصحاب الأقفاص باستخدام «سَبْلة- مخلفات مزارع الدواجن» للتغذية، ما يُنتج حملاً عضوياً كبيراً يؤدى إلى استنزاف الأكسجين فى المياه، ما يتسبب فى النفوق.
تابع: نظراً للحمل العضوى الإضافى الناجم عن تكدس الأقفاص السمكية بشكل عشوائى بهذه المنطقة تزيد نسبة تركيز الأمونيا الناجمة من تحلل المواد العضوية خاصة البروتينية.
ونفذت محافظتا «البحيرة، وكفر الشيخ» حملة إزالات لمنع ترحيل الأقفاص من محافظة إلى أخرى لأنهما متقابلتان على ضفتى النيل، وتم إزالة ما يقرب 212 قفصاً سعة القفص الواحد 10 أطنان على جانبى النهر.
واستخدمت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى «الكربون النباتى» فى محطات المياه لأول مرة فى مصر لإزالة «الأمونيا» الزائدة عن الحدود الطبيعية من المياه.
قال المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن وزارة الرى وافقت على طلب الشركة بفتح قناطر إدفينا لسحب المياه من نهر النيل نتيجة زيادة الأمونيا بها.
أوضح رسلان، أنه تم خفض إنتاج محطة المياه بمدينة «فوة» بكفر الشيخ لمدة ساعتين بعد نفوق الأسماك لعدم تلوث المياه، وتم تشغيلها مرة أخري.
وعلى الجانب الآخر تراجعت مبيعات الأسماك فى السوق المحلى خلال اليومين الماضيين بصورة كبيرة، نظرا لتخوف المواطنين من تسرب الأسماك النافقة للأسواق.
قال محمد حليم، عضو شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأسماك مستقرة ولم تشهد تغيرات، لكن الطلب عليها تراجع بصورة ملحوظة عقب ازمة نفوق الاسماك بمحافظتى كفر الشيخ والبحيرة.
أوضح حليم، أن اسعار الاسماك تتراوح بين 10 و15جنيهاً للكيلو البطلى، وبين 25 و30 جنيهاً للبورى.
وأكد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الجهاز يكثف من الحملات الرقابية على اسواق الأسماك بالتعاون مع مباحث التموين لمنع تسرب كميات من الأسماك النافقة للأسواق والإضرار بالمستهلك.
وأضاف أن الجهاز لم يتلق أى شكاوى بشأن الأسماك، وطالب المواطنين بسرعة الإبلاغ حال اكتشاف تلك الأسماك بالأسواق.