قال رواد قطاع التعدين والمحللون: إن إنتاج الذهب بلغ ذروته ضمن الدورة الحالية لأسعار السلع، وإن القليل من المشروعات الكبرى الحالية سيصل إلى مرحلة الإنتاج نتيجة تراجع الأسعار.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: إنه من المتوقع أن يؤدى عدم وجود أصول جديدة وانخفاض الإنتاج فى المناجم الحالية إلى تراجع المعروض، وهو ما يعد بصيص أمل لمنتجى المعدن النفيس، نظرا لتهافت المستثمرين على القطاع عندما كانت الأسعار أعلى بكثير.
وقال كلفن دوشنيسكى، رئيس شركة باريك جولد، أكبر شركة تعدين ذهب فى العالم من حيث الإنتاج السنوى: «انخفاض مستويات الإنتاج، وعدم وجود اكتشافات جديدة، والجداول الزمنية الطويلة لتطوير المشروعات تنذر بارتفاع سعر الذهب على المدى المتوسط والطويل».
وأضافت الصحيفة أن الذهب إحدى السلع التى تأثرت بالأجواء غير المواتية لصناعة التعدين على مدار أكثر من عقد من الزمن، كما تراجع السعر لأكثر من 40% منذ ارتفاعه الهائل فى عام 2011، وذلك لدرجة أن العديد من شركات التعدين تكافح لتعويض تكاليف الاستخراج.
وهناك بعض التوقعات بأن أسعار الذهب العام الجارى ستواجه ضغوطًا جراء ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية، وذلك بعدما بدأ الاحتياطى الفيدرالى تشديد السياسة النقدية بالشهر الماضى.
وعلى الرغم من تراجع أسواق الأسهم عالميًا، لم يرتفع الذهب سوى بنسبة 2.7% حتى الآن خلال العام الجارى، وعادة ينظر للذهب على أنه الملاذ الآمن وسط الاضطراب الاقتصادى والسياسى.
وقال فيتالى نيسس، الرئيس التنفيذى لشركة «بوليميتال» لتعدين الذهب: «أؤمن باحتمال حدوث انتعاشة مدفوعة بانخفاض المعروض، وأعتقد بأننا سنرى البوادر الأولى للانتعاش فى النصف الثانى من العام الجارى».
وقال قسم أبحاث المعادن فى وكالة «تومسون رويترز» إنه من المتوقع أن يهبط الإنتاج العالمى من الذهب 3% العام الجارى، لتنتهى بذلك السنة السابعة على التوالى من ارتفاع الإنتاج.
وأضاف نيسس قائلاً: «بلغ المعروض العالمى من الذهب فى الربع الرابع من العام الماضى ذروته، وأعتقد أن المعروض سيتراجع بنسبة 15 إلى 20% على مدى ثلاثة وأربعة أعوام المقبلة».
وقال الرئيس التنفيذى لشركة التعدين «جولد فيلدز»، نيك هولاند، المتمركزة فى جنوب أفريقيا: «أعتقد أن الحديث حول كيفية زيادة الانتاج كل عام قد انتهى تمامًا، ولن تكون هناك زيادة كبيرة فى الإنتاج فى هذا القطاع».
وقال روس ستراشان، مدير الطلب على المعادن الثمينة فى شركة «جى إف إم إس» العالمية: إن الانخفاض المتوقع فى الإنتاج يعود إلى تضاؤل مساهمات المشروعات التى كان تم الاتفاق عليها فى السنوات السابقة، كما أن تضييق الخناق على المشروعات الجديدة يلقى الضوء على الأوضاع المالية الصعبة.
NEWSROOM247 – By © 2015
يحيى الشعراوى