أظهرت دراسة أجرتها مجلة «نايتشر كلايميت تشينج» الدولية أن تخفيض نسبة التلوث الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري فى الولايات المتحدة ربما يكون أمرًا غير مكلف إطلاقًا.
وقالت الدراسة، التى نشرت أمس الاثنين، إن التحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيسمح للولايات المتحدة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى الناتجة عن عمليات توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 80% دون زيادة تكاليف الطاقة.
وتأتى نتائج تلك الدراسة بالتزامن مع دعوة أوباما لتبنى قواعد جديدة لخفض التلوث الناجم عن قطاع الطاقة، والتى وصفها الجمهوريون بأنها كارثة اقتصادية.
ووجدت الدراسة أن التحول إلى الغاز الطبيعى والطاقة المتجددة كمزيج لمصادر الطاقة سيخفض التكلفة النهائية لتوليد الطاقة الكهربائية بنحو 10% بحلول عام 2030، وذلك بالمقارنة مع محطات التوليد التى تعمل بالفحم.
وقال مارك جاكوبسون أستاذ الهندسة المدنية والبيئية فى جامعة ستانفورد، فى تعليقه على الدراسة البحثية: «إنها تمنحنا الثقة بقدرة الدول على تقليل نسبة التلوث التى وعدت بها فى قمة المناخ الدولية فى باريس العام الماضى».
وأضاف «الدراسة تظهر أن مصادر الطاقة المتجددة بإمكانها القضاء على معظم إمدادات الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفورى بالاضافة إلى تلببيتها للطلب على الطاقة بتكلفة أقل، وبذلك أصبحت أهداف اتفاق باريس فى المتناول بالنهاية».
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتجه لهذا التحول دون اللجوء لاستثمارات هائلة فى تقنيات تخزين الطاقة، والتى ينظر إليها البعض كأداة أساسية للمساعدة فى التخفيف من مشكلة طبيعة التدفقات المتقطعة لمصادر طاقة الرياح ومزارع الطاقة الشمسية.
ووجدت الدراسة أيضًا باستخدام نموذج حاسوبى يُحاكى النظام الكهربائى بالولايات المتحدة فى عام 2030، أنه يمكن بناء شبكة قوية باستخدام التقنيات الحالية فى حال استثمرت البلاد أيضًا فى خطوط نقل أفضل وغيرها من التكنولوجيا لحمل الطاقة لمسافات طويلة.
وبينت الدراسة التى أجراها علماء فى جامعة كولورادو والإدارة القومية الامريكية للمحيطات والغلاف الجوى أن مفتاح هذا التحول سيكون التعويل على شبكة وطنية ذات الجهد العالى وخطوط توصيل مباشرة للتيار من المناطق، التى تتمتع بمناخ مناسب إلى المناطق الأكثر احتياجًا.
ويواجه بناء تلك الشبكة الكهربائية مقاومة من أجهزة أخرى تنتابها المخاوف من أن انفاق المال على نظام النقل الجديد للطاقة قد تعطى أكبر قدر من الفائدة للمنافسين فى قطاع الطاقة المتجددة.
ومع ذلك أوضحت الدراسة أن إصلاح نظام الطاقة الحالى يمكن أن يوفر للمستهلكين الأمريكيين 47.2 مليار دولار سنويًا، وهو ما يُعادل ثلاثة أضعاف تكلفة بناء نظام نقل جديد للطاقة.