توقعت “آبل” تراجع مبيعاتها لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، ما يضيف إلى الدلائل على ان سوق الهواتف الذكية يصبح اكثر تشبعا، وأن التوسع فى الصين لم يعد كافيا للحفاظ على المعدلات غير المسبوقة لنمو الشركة.
وقالت «آبل» فى وقت متأخر أمس الثلاثاء إن الإيرادات فى الثلاثة أشهر الأولى من العام الجارى ستكون ما بين 50 و53 مليارات دولار، وهو أول تراجع فصلى منذ 2003، وأدنى من توقعات المحللين عند 55 مليار دولار.
وقالت وكالة أنباء «بلومبيرج» إن هذه الارقام تأتى بعد فصل الإجازات الذى هبطت فيه مبيعات وشحنات الآى فون عن التوقعات، ما يعزز المخاوف بأن «آبل» وصلت إلى الحد الأقصى من النمو فى مبيعات الهاتف الذكى، وأن ارتفاع المبيعات فى الصين لن يعوض التباطؤ فى جميع أنحاء العالم، وهو شعور تسبب فى انهيار سعر السهم بنسبة 20% فى الستة أشهر الماضية.
ورغم أن «آبل» لا تزال مربحة للغاية، وولدت أرباحا قياسية بقيمة 18.4 مليار دولار كصافى دخل من المبيعات من إجمالى الإيرادات التى بلغت 75.9 مليار دولار فى الربع المنتهى فى ديسمبر، فإنها لم تعد تستفيد بنفس القدر من الاستهلاك السريع للهواتف الذكية حول العالم.
وتوسع تيم كوك، المدير التنفيذى للشركة، فى الصين وأصدر خدمات ومنتجات جديدة مثل ساعة «آبل» للمساعدة فى زيادة حجم أعماله، إلا أن اعتماد الشركة على الآى فون تركها عرضة لمخاطر أى تباطؤ فى الطلب.
وقال أبهى لامبا، محلل فى «ميزوهو» للأوراق المالية: «لدى آبل منتجات أخرى، ولديهم إمكانية إصدار المزيد من المنتجات، ولكن الفجوة التى خلفها التباطؤ فى مبيعات الآى فون أكبر من أن تملأ بسهولة».
وبجانب الآى فون، تتعثر خطوط المنتجات الأخرى لدى «آبل»، حيث واصلت مبيعات الآى باد التراجع، وهبطت إلى 16.1 مليون تابلت خلال الربع الرابع من العام الجارى، مقارنة مع التوقعات بـ 17.3 مليون جهاز.
وهبطت مبيعات برنامج «ماك» إلى 5.31 مليون، مقارنة مع التقديرات بـ 5.8 مليون، وارتفعت مبيعات الآى فون إلى 74.8 مليون وحدة مقارنة مع 75 مليون وحدة متوقعة من قبل المحللين.
وتراجعت أسهم «آبل» المتداولة فى أوروبا بنسبة 3.2% إلى ما يعادل 96.84 دولار فى العاشرة إلا الثلث بتوقيت باريس.
وقال لوكا مايسترى، المدير المالى لآبل، إن الشركة تشعر بآثار البيئة الاقتصادية «المختلفة للغاية» حول العالم، وبدأت تشعر بالتباطؤ فى الصين، خاصة هونج كونج.
وتصعد هذه الأرقام الضغوط على الشركة لتسليح إصدارها المقبل من الآى فون بخصائص جديدة تجذب المستهلكين وتحثهم على التحديث، وقفزت مبيعات الآى فون فى 2014 عندكا أطلقت الشركة موديلات بشاشة أكبر، ولكن الإصدارات اللاحقة فى سبتمبر الماضى لم تكن بها تغييرات كثيرة مميزة.