قالت وكالة أنباء بلومبيرج، إن شروط مصر لاستيراد القمح غير واقعية وستقلل الخيارات المتاحة أمامها للاستيراد.
ونقلت عن باحثين وممثلين فى قطاع القمح قولهم، إن حظر مصر الفطر الموجود طبيعياً فى الحبوب غير واقعي.
وأضافت أن المعايير الدولية تسمح بوجود ما يعادل حبة مصابة بفطر الأرجوت فى كل ألفى حبة، وهو فطر معروف منذ القدم بأنه يسبب هلوسات أو نوبات صرع عند تناوله لوقت طويل، ولكن هذا لم يمنع مصر عن وقف الشحنات الفرنسية.
وقال أندرى سيزوف، مدير مركز “سوف كون” الروسى للأبحاث الزراعية، إن روسيا أكبر مصدر للقمح لمصر الموسم الجاري، لن تكون قادرة على الأرجح على ضمان عدم وجود أى إصابات، مضيفاً أن روسيا تتبع المعايير الدولية التى تسمح بوجود فطر الأرجوت بنسبة 0.05%.
وقال جاى أونيل، خبير اقتصادى زراعى فى برنامج الحبوب العالمى فى جامعة ولاية كنساس: “إن خلو الشحنات تماماً من الطفيل قد يكون شرطاً تعسفياً، ومن الممكن أن تخلو بعض الشحنات تماماً من الأرجوت، ولكن فجأة يظهر فى أى شحنة”.
وتنفق مصر مليارات الدولارات سنوياً على القمح من أجل برنامج الخبز المدعوم، وتسمح الهيئة العامة للسلع التموينية المشترى الحكومى للحبوب بوجود الأرجوت بنسبة 0.05%.
وقالت الوكالة، إن أبرز العاملين فى القطاع من أوكرانيا حتى كندا يعبرون عن قلقهم من أن حظر مصر الكامل لدخول فطر الأرجوت سوف يضر بالشحنات.
وأفادت ليزا ماليشكو، المحللة فى “أوكر أرجو” للاستشارات الزراعية، بأن المتداولين يعتبرون أنه من المستحيل إيجاد شحنات خالية من الأرجوت فى أوكرانيا.
وقال لويس ويرستر، المتحدث باسم لجنة الحبوب الكندية: “رغم أن مزارعى القمح فى كندا يستخدمون معدات لتنظيف القمح من الأرجوت، فإن الطفيل يتواجد بأحجام مختلفة، وبالتالى يصعب للغاية إزالته بالكامل”.
وقال خافيير ريباود، باحث فى معهد الأبحاث الزراعى الفرنسى (إنرا)، إن “التأكد من عدم وجود فطر الأرجوت فى شحنة تزن 60 ألف طن مترى مستحيل”.
وأوضحت شركة “كارجيل” الأسترالية، أنه ورغم أن الأرجوت نادر فى القمح الأسترالي، فإنه يعد تهديداً محتملاً.
وقال إيمانوى بياموكاما، أستاذ مساعد فى جامعة ولاية داكوتا، “من المستحيل عملياً ضمان خلو القمح من فطر الأرجوت بنسبة 100%، لأن هذا يعنى فحص كل 100 جرام من القمح على حدة”.
وقال أونيل، إن المصدرين قد يقدمون لمصر قمحاً ذا جودة أعلى بكثير، وسيجتاوز الفحص على الأرجح، ولكن سيكون على الدولة دفع أسعار أعلى بكثير مما تدفعه الآن.
وأضاف: “مصر تجعل الأمور صعبة وأكثر خطورة على الموردين، وعندما يحدث ذلك، ترتفع الأسعار.. وسوف تجد مصر نفسها سريعاً فى موقف صعب مع بائعين أقل وأسعار أعلى”.
وأعاقت سلطات الحجر الزراعى تسليم شحنة قمح كانت تحتوى على فطر الأرجوت، مطلع الشهر الجارى، قبل أن تتدخل وزارتا التموين والزراعة وتسمح بإدخال الشحنة للبلاد، وتعد مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم وتعرضت لانتقادات حادة من المصدرين الأوروبيين بعد قرار رفض الشحنة التى تحتوى على الفطر.