يشارك مديرو المنتجات فى صندوق “شرودرز” -الذين يغطون مجموعة متنوعة من الأصول والمناطق- آراءهم، وأفكارهم بشأن الفرص الاستثمارية فى بيئة السوق الصعبة فى الوقت الراهن.
وقال رورى بيتمان، مدير الأسهم البريطانية والأوروبية، عند سؤاله عن أسباب التقلبات الأخيرة فى السوق: من وجهة نظرى، ما شهدناه فى السوق هو إلى حد كبير حركة تصحيح نتيجة تدهور خطير فى البيئة الاقتصادية العالمية.
وأضاف أن الكثير من التقلبات التى تعود إلى قوة الدولار، وأسعار البترول، ما قاد إلى الافتراض بان هناك ركودا عالميا، وهذه الامور بجانب نقص السيولة، خلقت تحولا كبير فى السوق، وخفضت المعنويات لأدنى مستوى.
ويعتقد بيتمان أن أوروبا واحدة من أفضل الأماكن للاستثمار فى الأسهم، لأن معظم الصادرات الأوروبية تكون بين دول القارة، وهناك تعاف واضح يجرى هناك، ونحن نرى هذا التعافى فى الدراسات المسحية على معنويات المستهلكين، وفى مؤشر مديرى المشتريات لقطاع الخدمات.
وقال: “يتحدث الناس عن صادرات أوروبا إلى الأسواق الناشئة، إلا أنه حتى فى ألمانيا يتكون 75% من الاقتصاد من القطاعات الخدمية والإنشائية”.
وقال ماركوس بروكس، مدير صندوق الأصول المتعددة، عند سؤاله عن رأيه فى سندات الخزانة الأمريكية، واقتصاد الولايات المتحدة بشكل عام، إنه متفائل، ويعتقد أن الاقتصاد الأمريكى يسير بشكل جيدا.
وأضاف أن الجانب الصناعى يبدو سيئا، ولكن هذا ليس المعتاد من أمريكا، فى حين ان قطاع الخدمات يبدو جيدا جدا.
وقال: “بدأ النمو فى الاجور يتحقق، وأقدر أن يكون ما بين 2% إلى 3% العام الجارى، وعلاوة على ذلك، وفى ظل استفادة المستهلك من أسعار الوقود المنخفضة، فقد يرتفع الإنفاق أخيرا العام الجارى، وبالتالى قد نرى نموا ملحوظا، وارتفاعا طفيفا فى التضخم.
وقال بروكس إنه يتوقع مستقبلا إيجابيا للاقتصاد الامريكى، ولكن هذا لا يعنى بالضرورة استقرار لسوق الأسهم الأمريكى.
ويعتقد أن أفضل الفرص الاستثمارية ذات القيمة الحقيقية فى الأسهم الأوروبية واليابانية، نظرا للبيانات الاقتصادية المذهلة حاليا فى أوروبا، بجانب التقييمات المعقولة لأسهم القارة.
وقال إن الوضع فى اليابان مماثل، نظرا لأن الدولة تقوم بتيسير كمى، وبما يلزم للحفاظ على مسير اقتصادها، كما أن قيم الأسهم فى اليابان أرخص من أوروبا، ولكن تتمتع بنمو جيد فى الأرباح.
ويتوقع بروكس أن تتحسن الأوضاع أيضا فى الأسواق الناشئة وأن تعود لجاذبيتها الاستثمارية.
وقال جاريث إسحاق، مدير منتج الدخل الثابت فى “شرودرز”، إن العالم ليس بالسوء المنعكس فى الأسواق المالية، مضيفا ان الأسواق تبالغ فى ردود أفعالها، والمعنويات ضعيفة.
ولكنه أوضح أننا بدأنا نصل للحضيض الذى سوف تتحسن الأمور بعده تحسنا فى المعنويات وأسواق الأصول.
ويرى إسحاق أن أفضل فرص الاستثمار فى الدخل الثابت توجد فى سندات الشركات، سواء ذات التصنيف الاستثمارى أو دون الاستثمارى، مضيفا ان الفرق فى العائدات بين سندات الشركات اتسعت بقدر كبير على مدار الأشهر القليلة الماضية، كما يرى بعض الفرص الجذابة.
وعند سؤاله عن إذا ما كان يتوقع موجة من التعثر فى السندات عالية المخاطر والعائد، قال إنه لا يعتقد أن التعثر سيصل إلى القدر الذى توحى به التقييمات، ولكنه يرى أن السوق سيشهد الكثير من التقلبات.
وقال نيك كيراج، مدير القيمة فى صندوق “شرودرز”، عند سؤاله عن مستوى الأرباح الموزعة فى السوق البريطانى، إن متوسط الأرباح الموزعة فى السوق يبدو حوالى 4%، ومع ذلك اضاف أن هذا المتوسط هو متوسط حوالى 20 شركة ضخمة، ولكن يوحى السوق بأن هذا المستوى غير مستدام، كما أن هناك الكثير من الشركات التى تقل أرباحها الموزعة عن هذا المستوى بكثير.
وأوضح أن الوقت الراهن يشهد تراجعا لأدنى مستوى فى عدد الشركات التى تقدم أرباحا أعلى من مستوى السوق.
وأجاب كيراج، عند سؤاله عن إذا ما كان المد سيتحول بعد الفترة الصعبة من الاستثمار فى القيمة: أصبح اكثر تفاؤلا عندما تصبح الأمور أكثر سوءا، وعندما تبدأ الامور فى التحرك بعنف وسرعة وتشهد الأسهم الكبيرة تتحرك بنسبة 10% فى اليوم، وتشعر ان شيئا غير منطقى يحدث، فهذا يؤدى بالاخير إلى خلق فرص”.