فشل موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فى إضافة أى مستخدمين جدد فى الربع الأخير من العام الماضى، ما يؤكد على مخاوف المعلنين والمستثمرين على حد سواء، ويشير إلى أن الموقع يواجه مشكلات حقيقية.
وتقول وكالة أنباء «بلومبيرج»، إن الشركة واجهت انتقاداً حاداً بسبب تباطؤ النمو فى مستخدميها منذ طرحها العام للجمهور فى 2013، ورغم أن المدير التنفيذى، جاك دورسى، بذل جهداً فى جعل الموقع أكثر رواجاً، فإن قاعدة المستخدمين فى تويتر تقلصت وفق بعض المقاييس.
وحاولت تويتر صرف انتباه المحللين فى وول ستريت من خلال إعداد قائمة بالأسباب التى تبشر بمستقبل واعد للشركة، بما فى ذلك التركيز القوى على الأحداث المباشرة، والفيديوهات، بجانب مجموعة من التحسينات جارى العمل عليها، يقال إنها مفيدة للمعلنين، كما تعهدت بتوظيف أعضاء مجلس إدارة جيدين ومهندسين.
وتشير التوقعات المخيبة للآمال لإيرادات الربع الأول إلى أن الضعف فى نمو المستخدمين يضر بقدرة الشركة على جذب المزيد من الإعلانات، ما يهدد أعمالها الرئيسية.
وقال روب أندرسون، محلل فى «إن كيه إم بارتنرز»، إن تويتر يمر بوقت حرج، وينبغى عليه أن يظهر أكثر من مجرد التفاؤل، مضيفاً أنه ضعيف للغاية فى الوقت الحالى، وأن الأمر يزداد سوءاً إذا كنا نتجه نحو بيئة ركود، حيث سيصبح الحصول على دولارات الإعلانات أكثر صعوبة على الجميع.
وكان عدد المستخدمين النشطين فى الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الماضى عند 320 مليوناً، وهو الرقم نفسه الذى أعلنت عنه الشركة فى الربع الثالث، فى حين أن متوسط تقديرات المحللين كانت عند 324 مليون مستخدم.
وقالت تويتر، إنها لن تحتسب مستخدمى تويتر على أجهزة المحمول القديمة غير الذكية فى إجمالى عدد المستخدمين، وبدون هؤلاء، وبذلك، ستكون قاعدة المستخدمين فى الربع الرابع عند 305 ملايين، أى أقل من الربع الثالث عند 307 ملايين.
وأعلنت الشركة أمس الأربعاء فى بيان، أن توقعاتها للإيرادات فى الربع الأول ستتراوح بين 595 مليون دولار إلى 610 ملايين دولار، مقارنة مع متوسط توقعات المحللين عند 627.6 مليون دولار، وفق بيانات بلومبيرج.
وتراجعت أسهم تويتر بنسبة 35% العام الجارى بسبب تزايد الشكوك بشأن المجهودات المبذولة لجذب المستخدمين.
ويحاول تويتر التعامل مع تحدى عدم النمو فى عدد المستخدمين من خلال جعل غير المشتركين به قادرين على رؤية الإعلانات إذا ضغطوا على تغريدة أثناء البحث فى جوجل أو قراءة الأخبار.
وقالت الشركة، إن فتح الإعلانات لهذا الجمهور سوف يضيف 500 مليون شخص، وسيجعل نموذج أعمالها أشبه بيوتيوب الذى يعد فيه المستخدم قيماً حتى لو لم يسجل الدخول، وأضافت الشركة، إن المجهودات بهذا الاتجاه تبدو واعدة.
وفى الوقت نفسه، تجمع مواقع التواصل الاجتماعى المنافسة مثل: انستجرام، وسناب تشات أعداداً هائلة من المستخدمين، ويركزون منتجاتها على أكثر ما يبرع فيه تويتر: إتاحة الأنباء والمعلومات فى وقت قياسى، بينما عزز المنافسون الأكبر مثل “جوجل”، و”فيس بوك” من إمكاناتهما الإعلانية.
وقدرت شركة “إى ماركيتر” للبيانات، أن يستأثر تويتر بـ9% من الإنفاق على الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعى العام الجارى، مقارنة مع 65% متوقعة لـ”فيس بوك”.