
«جمال»: المستثمرون يفضلون الكونغو وإثيوبيا والسودان
«علوبة»:70% من أعمال «ECG» خارجية
توقعت المكاتب الاستشارية، تراجع حجم أعمالها فى منطقة الخليج العربى، بعد انخفاض أسعار النفط، وما ترتب عليه من عجز فى الموازنات، وتأجيل الحكومات طرح المشروعات الاستثمارية الكبرى والاكتفاء بالمشروعات « الملحة».
وقدر استشاريون هندسيون، حجم تأثر أعمالهم سلباً فى منطقة الخليج، بنسب تتراوح بين 20 و%30 خلال العام الحالى، وتدرس المكاتب البحث عن أسواق بديلة تعوض تأثر أعمالها.
قال المهندس عمرو علوبة، رئيس جماعة المهندسين الاستشاريين «ECG»، إن حجم أعمال الشركة فى مشروعات منطقة الخليج، مرشح للتراجع بنسبة %20 خلال العام الحالى، على خلفية انخفاض سعر البترول، مما تسبب فى ضغط ميزانيات تلك الدول وتأثر الاستثمارات.
وأشار إلى تأجيل مشروعات استثمارية وسياحية وصحية كبرى، ومشروعات بنية تحتية، ومد آجال تنفيذها، لنقص التمويل ووجود عجز بميزانيات تلك الدول، موضحاً أن نشاط الشركة يعتمد على السوقين العربى والدولى بنسبة %70، والباقى من السوق المحلى.
وتدرس «ECG» البحث عن أسواق بديلة، إذ تترقب نمواً فى المشروعات الاستثمارية بالسوق المحلى، سواء التى تطرحها الحكومة أو مشروعات القطاع الخاص.
وأشار إلى أن الأسواق الأفريقية مليئة بفرص الاستثمار والعمل للمستثمرين المصريين. لكن المشكلة تكمن فى غياب التمويل اللازم لهذه المشروعات، علاوة على أن العمل فى أفريقيا يتطلب سياسة النفس الطويل من جانب رجال الأعمال.
وأوضح أن القارة الأفريقية، بيئة واعدة للاستثمار، وغنية بالموارد، بجانب ميزة التعاون مع الصين فى أفريقيا، إذ أصبحت الصين نمراً جديداً فى أسواق القارة السوداء.
أضاف علوبة، أن العجز فى موازنات دول الخليج دفع الشركات والهيئات الحكومية لإعادة تقييم احتياجاتها لمكاتب استشارية جديدة، موضحاً أن استمرار تراجع أسعار النفط ومراجعة الحكومة خطط الإنفاق، تسببا فى الضغط على سوق العقارات بمنطقة الخليج ومشروعات البنية التحتية.
وقال إن استمرار انخفاض أسعار النفط لفترة طويلة، سيؤدِى إلى تباطؤ اقتصادات دول الخليج ومشاريعها فى مجال البنية التحتية، إذ تشكل العائدات النفطية %46 من متوسط العائدات فى دول مجلس التعاون الخليجى، فى حين تشكل الصادرات النفطية ثلاثة أرباع الصادرات.
وتوقع المهندس محمد جمال رئيس مجلس إدارة شركة «موجا ديزاين» للاستشارات الهندسية، تأثر أعمال المكاتب الإستشارية العاملة بمنطقة الخليج بنسبة %35 بسبب انخفاض سعر النفط والضغط الاقتصادى على تلك الدول، وتأجيل طرح مشروعاتها، فى حين أن القطاع الخاص حدد نهاية مارس المقبل لطرح المشروعات الاستثمارية.
أضاف جمال، أن دول الخليج بدأت ترتيب مشروعاتها وفقاً للأولوية والضرورة الملحة، وتأجيل المشروعات الكبرى ومد آجال المشروعات القائمة لتعويض عجز الموازنة، بالإضافة إلى أن المستثمرين بالمنطقة بدأوا البحث عن أسواق بديلة بجانب المكاتب الاستشارية الهندسية التى بدأت تنسحب، وتتجه للمشاركة فى أسواق بديلة لتعويض خسائرها.
أشار إلى اتجاه المستثمرين العرب والأجانب لضخ استثمارات فى الكونغو وإثيوبيا والسودان، بمشروعات البنية التحتية والزراعة والصناعة والمشروعات العقارية.
وقال المهندس رؤوف إسماعيل، رئيس مجلس إدارة شركة «جى إم» للاستشارات والأعمال الهندسية، إن حجم تأثر أعمال المكاتب الاستشارية الهندسية يتراوح بين 25 و%35، جراء انخفاض سعر النفط فى منطقة الخليج، متوقعاً استمرار الانخفاض خلال العام الحالى.
أوضح إسماعيل أن دول الخليج قلصت مشروعاتها الاستثمارية بنسبة %50 خلال الخطة المالية الجديدة، لوجود عجز فى الموازنة، ودخولها حروباً أثرت على اقتصاداتها، بالإضافة إلى تأثر القطاع الخاص فى تلك الدول، وتأجيل طرح المشروعات الاستثمارية لحين انتهاء الربع الأول من العام الحالى.
وأشار إلى أن المكاتب الاستشارية، بدأت البحث عن أسواق بديلة لتعويض تأثرها، خاصة فى منطقة أفريقيا، وبعد التوتر الذى تشهده دول الربيع العربى ومنطقة الخليج، متوقعاً أن تستحوذ سوق القارة السوداء على اهتمام المستثمرين الفترة المقبلة وتسحب البساط من الدول العربية.