الأنفلونزا والأعلاف والطاقة أكبر تحديات الصناعة.. والإهمال يدفع المستثمرين للتخارج
٪23 زيادة مستهدفة فى أمهات التسمين لتصل إلى 130 ألف طائر
“البنا”: خطة لمضاعفة إنتاج “أمهات البياض” إلى 120 ألف طائر العام المقبل
تستهدف مجموعة شركات “البنا جروب”، إنتاج 4 ملايين طائر بيض مائدة بنهاية العام الحالى، مقابل 3 ملايين العام الماضى بزيادة %33.
قال أحمد البنا، نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة، إن “البنا للدواجن” وضعت خطة لزيادة إنتاج شركتى دواجن البناء والبنا للتفريخ، من الثروة الداجنة بنهاية العام المقبل 2017، لتعظيم نتائج أعمالها السنوية.
وتضم “البنا جروب” 7 شركات هى “لينا للحاصلات الزراعية- فرّوج البنا- زيتا فارم- مصر الخضراء- النيل للعبوات- دواجن البنا- البنا للتفريخ”.
وأوضح البنا، أن شركة دواجن البنا، تعتزم مضاعفة إنتاجها سنوياً، بنسبة تُحددها بداية كل عام على حسب موقفها المالى، وأوضاع سوق الثروة الداجنة الذى يعانى منذ ظهور أنفلونزا الطيور عام 2006.
وأشار الى أن شركة البنا للتفريخ التابعة للمجموعة، تستهدف مضاعفة إنتاجها من أمهات البياض إلى 120 ألف أم سنوياً، بنهاية العام المقبل، مقابل 60 ألف أم حالياً.
وتسعى المجموعة لزيادة إنتاجها من أمهات التثمين إلى 130 ألف طائر بنهاية العام الحالى مقابل 105 آلاف العام الماضى بزيادة %23.
وقال البنا، إن سوق الثروة الداجنة فى مصر يعانى عدة أزمات طاحنة، وأن أزمة أنفلونزا الطيور ليست الوحيدة التى تهدد الصناعة بالكامل، موضحاً أن أزمات نقص الطاقة وارتفاع تكلفتها، وعدم توفر الأعلاف، واللقاحات، فضلاً عن صعوبات النقل، تمثل معوقات رئيسية وتحديات للثروة الداجنة.
أضاف أن تكرار الأزمات دون وجود خطة متكاملة من الدولة للقضاء عليها، تسببت فى ارتفاع أسعار الدواجن الفترة الماضية، مضيفاً “السوق يشهد ارتفاعات سنوية غير مسبوقة فى الأسعار بسبب الأزمات”.
وذكر أن مشكلة أنفلونزا الطيور فى تزايد مستمر، وأنها تتفاقم بمرور الزمن بسبب عدم القدرة على السيطرة عليها، مشيراً إلى أن حالات الوفاة بسبب المرض تتزايد كل عام.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية عقدت اجتماعاً مع الشركات وصغار المربين نهاية العام الماضى فى حضور المسئولين بوزارة الزراعة، وأبدت تحفظات عدة على تزايد حدة المرض لعدم اتخاذ إجراءات وقائية سليمة للقضاء عليه.
وأبدت المنظمة تخوفها من تحور المرض، بحث ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، وهو ما يجعل القضية أخطر، وطالبت بضرورة وضع خطة متكاملة للقضاء على الفيروس فى أقرب وقت ممكن.
وقال البنا إن الأنفلونزا تتزايد لعدة أسباب، أهمها ضعف ضخ الغاز اللازم لتدفئة الأماكن الخاصة بالتربية، مشيراً إلى أن عدم تدفئة العنابر يجعل الطيور تتراكم فى مكان واحد ما يخلق الأمراض بسبب التنفس.
وأشار إلى أن شركة البنا تقوم بتدفئة العنابر باستخدام المولدات الكهربائية، ما يرفع تكلفة الإنتاج بنسبة تتراوح بين 10 و%15 على التكلفة الإساسية، ما يجعل فكرة التوسع فى الإنتاج سنوياً صعبة.
ويتسبب مرض الأنفلونزا فى رفع حالات النفوق بين الثروة الداجنة لتتراوح بين 30 و%40 سنوياً، ما يُضعف المعروض منها فى الأسواق، ويتسبب فى زيادة الأسعار.
وأعلنت الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، العام الماضى، عن اكتشاف أكثر من 300 بؤرة مصابة فى 25 محافظة، توفى بسببها نحو 41 حالة بمعدل وفاة %28 من عدد الإصابات الإجمالية البالغة 144 حالة.
وسجلت محافظة البحيرة أعلى نسبة إصابات بعدد 37 بؤرة، تليها محافظة الجيزة بعدد 20 بؤرة، وجاءت محافظة الإسماعيلية فى المركز الثالث بعدد 19 بؤرة، وسجلت محافظتى سوهاج وبورسعيد أقل الحالات إصابة ببؤرة واحدة لكل منها.
وقال البنا، إن المشكلة الثانية التى تواجه الثروة الداجنة، تتمثل فى النقل الذى ارتفعت أسعاره بعد بدء تطبيق خطة الدولة لرفع الدعم عن المنتجات البترولية، وأشار إلى أن هذه الارتفاعات أصبحت تمثل عبئاً على الصناعة ككل.
وبدأت الحكومة فى تطبيق خطة رفع الدعم عن المنتجات البترولية بتخفيض دعمها ليصل إلى نحو 55 مليار جنيه فى العام المالى الحالى، مقابل 61.7 مليار فى الموازنة التقديرية، فى إطار نيتها لرفع الدعم نهائياً بنهاية عام 2020.
وذكر البنا أن ارتفاع أسعار الأعلاف تسببت فى ارتفاع تكلفة الإنتاج بصورة غير طبيعية، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الذرة الصفراء إلى 4 آلاف جنيه للطن، وكذا أسعار فول الصويا التى بلغت 5.6 ألف جنيه بنهاية سبتمبر الماضى.
وانخفضت أسعار الأعلاف فى الوقت الحالى لتصل إلى 1900 جنيه لطن الذرة الصفراء، و3900 جنيه لفول الصويا، فيما بلغت أسعار الجلوبين نحو 6600 جنيه للطن، ما يجعل الوضع أسهل بعض الشىء على المنتجين.
وتابع البنا أن أزمة توفير الدولار من جانب البنوك فاقمت مشكلات القطاع الذى يعتمد على مستلزمات إنتاج مستوردة بنسة تفوق %75، كما أن إجراءات البنك المركزى بوضع سقف للإيداعات الدولارية ضاعفت تأثير الأزمة.
وتواجه البنوك المصرية أزمة فى توفير العملية الصعبة اللازمة للاستيراد لتلبية احتياجات المستهلكين، والمصانع، ما يتسبب فى ارتفاع أسعار الواردات، بسبب الغرامات التى تتكبدها الشركات فى الموانئ لحين تدبير العملة.
قال البنا، إن الشركات المستوردة للمواد الخام لم تستفد من قرار رفع سقف الإيداعات الدولارية، وأن المشكلة الأساسية تكمن فى توفير الدولار نفسه، مشيراً الى أن اللجوء إلى السوق السوداء يرفع تكلفة الاستيراد بصورة لا تستطع كل الشركات العاملة فى الثروة الداجنة تحملها.
وأشار الى أن الأهمال الحكومى للمجال، وعدم وضع خطة للسيطرة على الأمراض، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، تسبب فى تخارج فئة كبيرة من المنتجين والمربين من السوق، وقال إن المستثمرين يتجهون للتخارج بعد تكبدهم خسائر باهظة، وارتفاع مديونياتهم بما يفوق قدرة الشركات.
وطالب البنا بضرورة وضع قوانين وتشريعات، لضبط القطاع وتذليل العقاب التى يواجهها المربون، وتسهيل عملية الحصول على التراخيص لتقنين أوضاعهم، للحفاظ على الثروة الداجنة من الضياع.