السيد: 204 آلاف طن مخلفات كل عام وتدويرها يحقق عائداً اقتصادياً
عبدالله: “البيئة” تراقب المجازر دورياً لمتابعة الالتزام باشتراطات العمل
شفيق: يمكن استخدام مخلفات الدواجن بديلاً لإضافات الأعلاف المستوردة
“الإحصاء”: 305 مجازر على مستوى الجمهورية
يبلغ إنتاج مصر من “البروتين الحيوانى” من خلال تدوير مخلفات المجازر نحو 51 ألف طن سنوياً، الأمر الذى دفع وزارة البيئة إلى وضعها على أجندة أولوياتها، ضمن منظومة تدوير المخلفات بجميع أنواعها خلال الفترة المقبلة.
قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن حجم مخلفات المجازر تقدر بنحو 204 آلاف طن سنوياً، تُورد من مجازر الطيور لمصانع متخصصة بإعادة التدوير لمعالجتها كبروتين حيوانى، ويستلزم طن البروتين 4 أطنان مخلفات شاملة “الريش، والأحشاء”.
أوضح السيد أن أسعار طن مخلفات المجازر تتراوح بين 150 و300 جنيه، وأن عملية التسعير طردية تختلف باختلاف حجم المخلفات الناتجة عن المجزر، فكلما زادت ارتفعت قدرة المجزر على التفاوض والحصول على أعلى سعر.
أضاف أن قطاع الثروة السمكية الأكثر استخداماً للبروتين الحيوانى الناتج من إعادة تدوير مخلفات الدواجن، بعد اتجاه مربى المواشى للبروتين النباتى كإضافات أعلاف تساعد فى عملية النمو.
وقال الدكتور يحيى عبدالله، رئيس قطاع المخلفات بوزارة البيئة، إن الوزارة تعتزم وضع مخلفات الدواجن بأنواعها المختلفة ضمن منظومة الاستفادة القصوى من المخلفات لإنتاج الطاقة والسماد العضوى والبروتين الحيوانى.
أوضح عبدالله أن مخلفات الدواجن نوعان، الأول منها “الزرق”، وهو روث الدواجن ويمكن الاستفادة منه لإنتاج البايوجاز والسماد العضوى، وبدأت الوزارة فى هذا الاتجاه من خلال الاتفاق مع عدد من المزارع المختلفة للتخلص الآمن والاستفادة القصوى من مخلفاتها لإنتاج البايوجاز.
أضاف أن الريش أو الهياكل المتبقية من المجازر، هو النوع الآخر من مخلفات الدواجن، ويستغل فى إنتاج البروتين الحيوانى.
أوضح عبدالله، أن الوزارة وضعت جميع الاشتراطات الخاصة بمخلفات الطيور، من خلال معايير بيئية لموقع المزارع والمجازر، بالإضافة إلى أماكن المدافن الصحية للمخلفات بأنواعها غير القابلة للتدوير.
وأشار إلى أن من ضمن المعايير التى يجب أن يلتزم بها أصحاب مصانع تدوير المخلفات، طرق النقل السليمة والمباشرة من المزرعة للمصانع، حتى لا يكون هناك أى تأثر سلبى للبيئة من خلال الانبعاثات والروائح التى تسببها هذه المخلفات.
وقال إن الوزارة تتابع بشكل دورى المجازر بكل أنواعها للتأكد من مدى التزامها بيئياً وعدم مخالفتها للمعايير والاشتراطات الخاصة بالقطاع، مشيراً إلى أن وزارات “الصحة، والزراعة، والبيئة، والمحليات” تشارك فى صناعة مخلفات الدواجن، وكل منها لها دور الحفاظ على الإنتاجية بأعلى درجات الكفاءة.
تابع أن هناك خطة للاستفادة من جميع أنواع المخلفات من خلال فتح فرص الاستثمار للقطاع الخاص، لإنتاج الطاقة والسماد العضوى، مشيراً إلى أن هناك لجنة مشكلة من وزارة البيئة تنظر فى جميع الطلبات التى تُقدم من المستثمرين للعمل فى القطاع.
أوضح أن الوزارة تعمل على تسهيل الإجراءات لمن يرغب فى العمل بالمجال، لفتح فرص استثمارية جديدة بالسوق المحلى وتوفير المزيد من فرص العمل وسد حاجة مصر من الطاقة والسماد العضوى.
وطالب حسن شفيق، رئيس الإدارة العامة للمجازر بوزارة الزراعة سابقا، الحكومة بضرورة العمل على تطوير قطاع إعادة تدوير المخلفات الزراعية بشكل عام، والدواجن بشكل خاص، لما يمكن توفيره على الدولة فى الاعتماد على إضافات الأعلاف المنتجة محليا نتيجة إعادة تدوير مخلفات الدواجن، فى ظل استيراد كميات كبيرة من إضافات الأعلاف.
كما طالب بضرورة تطوير القطاع الصناعى فى مصر بما يسمح بإنتاج ماكينة “الجوكر” التى تعتمد عليها مصانع إعادة تدوير مخلفات الدواجن، لتحويل المخلفات بأنواعها إلى البروتين الحيوانى، بديلاً عن استيرادها.
أشار شفيق إلى أن ارتفاع أسعار الدواجن مؤخراً حدث نتيجة اعتماد القطاع على الاستيراد سواء فى توفير الأعلاف أو إضافاتها أو حتى الماكينات اللازمة لإعادة تدوير مخلفات الدواجن.
وقال محمود التهامى، صاحب مجزر الفهد، إن أصحاب المجازر يتخلصون بشكل منتظم من مخلفات الدواجن الناتجة عن عمليات الذبح، وتنقل لمصانع إعادة التدوير بمبلغ يتراوح بين 5 و10 جنيهات.
أوضح التهامى أن بعض محدودى الدخل يشترون هياكل الطيور لتناولها كطعام، كما أن الشرائح المجتمعية المرتفعة تحصل عليها للحيوانات.
أضاف أن ارتفاع أسعار هياكل الدواجن من 5 إلى 7 جنيهات للكيلو خلال الفترة السابقة، جاء نتيجة ارتفاع أسعار الطيور بشكل عام بعد الزيادات التى شهدتها أسعار الأعلاف ومشاكل الاستيراد وزيادة نسبة النفوق، وخاصة فى فصل الشتاء.
ووفقاً لآخر إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد مجازر الدواجن فى سوق التربية وصل إلى 305 مجازر، تعمل عن طريق نحو 29 ألف مزرعة دواجن، وذلك فى عام 2014.
وقال محمود الهايشة، أستاذ الهندسة الزراعية، إن مجازر الدواجن توفر كميات كبيرة من ريش الدواجن بعد الذبح، تستخدم فى أغراضٍ عدة، وأصبح من الشائع معاملتها بالبخار وتجفيفها ثم طحنها، وهو أحد مصادر البروتين الحيوانى فى علائق الدواجن لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين الخام بنحو %87، لكنه فقير فى بعض الأحماض الامينية الضرورية.
وتنص المواصفات القياسية لمسحوق مخلفات مجازر الدواجن على أن يكون خالياً من الأحياء الدقيقة الضارة مثل السالمونيلا والكولاى والعفن والتزنخ والروائح غير المرغوب فيها.
أوضح الهايشة أنه يشترط ألا تقل نسبة البروتين الخام به عن %55، وألا تزيد نسبة الرطوبة على %12، والدهن الخام %18، والألياف الخام %3، والرماد %8، ولا تزيد نسبة السستين على %2 من نسبة البروتين الخام.