«أمرك يا سبعى يا جملى يا مستبد يا سادس عشر نوم العوافى يا عريس متعافى يا أسطى فى المزيكا».. أحد المشاهد التى اشتهرت بها ملكة الضحك والارتجال الجميلة (زينات صدقي)، فى فيلم «شارع الحب»، وهى ترد على الفنان عبدالسلام النابلسى حينما كان يناديها بعدما تزوجته.
كما نذكر أفيهات عديدة ما زالت متعلقة فى ذهن الأجيال كـأفيه «كتاكيتو بني» و«ياخواتى عايزة اتجوز»، وذلك فى ذكرى وفاتها الموافق 2 مارس.
ولدت «صدقى» بالإسكندرية، وبالتحديد فى حى الجمرك، ودرست فى معهد أنصار التمثيل والخيالة، الذى تأسس من قبل الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية، لكن والدها منعها من إكمال دراستها، وقام بتزويجها.
ورغم أن «صدقى» كانت من أشهر عوانس السينما المصرية فى الخمسينات، فإنها تزوجت فى الواقع للمرة الأولى وهى فى سن الـ15 عاماً تنفيذاً لأمر والدها، ولم يتعد عمر هذه الزيجة أكثر من 11 شهراً فقط، وانتهى بالانفصال، لتتزوج للمرة الثانية من الملحن إبراهيم فوزي، كما تزوجت بعد ذلك من أحد رجال ثورة يوليو وكان زواجهما سرياً لكنه لم يستمر طويلاً.
وفى الثلاثينيات بدأت حياتها الفنية كمغنية فى بعض الفرق الفنية، ثم شاهدها الفنان نجيب الريحانى وعرض عليها دوراً فى مسرحية له، وأطلق عليها اسم زينات، حيث سميت باسم صديقتها المقربة خيرية صدقي، حين أخذت منها اسم صدقي، وكانت القاسم المشترك فى دور سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة بنت البلد فى عدد الأفلام المصرية.
عملت زينات مع معظم الممثلين الكبار فى تلك الفترة، منهم يوسف وهبى، وإسماعيل ياسين، وشادية، وعبدالحليم حافظ وأنور وجدي، بل إن الأفلام التى شاركت فى بطولتها تجاوزت 400 فيلم.
«قلم الريحاني» من أشهر المواقف التى تعرضت لها صدقى، فذات ليلة أثناء أحد العروض المسرحية أخبرها نجيب الريحانى بأن الملك فاروق سيكون من بين الحضور، فارتجفت صدقى ونسيت دورها فى النص الروائي، فما كان من الريحانى إلا أن صفعها على وجهها وهو يذكرها بدورها، ويخبرها أنها لا يجب أن تنظر للحضور مهما كانت مراكزهم، فاستعادت صدقى ثقتها وانطلقت وقامت بدورها على خير وجه.
وفى نهاية الستينيات بدأت «صدقى» فى الاختفاء التدريجى من عالم السينما والأضواء، حتى اضطرت لأن تبيع أثاث منزلها حتى تحصل على الطعام، فزينات التى أضحكت الملايين لا تجد من يواسيها بكلمة طيبة، أو يمسح دموعها المأساوية، وظلت فى طى التجاهل، حتى كرمها أنور السادات فى عيد الفن عام 1976.
واصيبت بماء على الرئة، وقبل وفاتها لم تقدم أى عمل طوال 6 أعوام إلا فيلماً واحداً، هو بنت اسمها محمود عام 1975، ورحلت الجميلة زينات صدقى عن عالمنا فى 2 مارس، تاركة خلفها العديد من الأعمال التى امتعت بها أجيالاً من أشهرها «دنيا البنات، قاضى الغرام، إسماعيل ياسين فى البوليس، حسن ومرقص وكوهين، الآنسة ماما، ابن حميدو، وفيلم دهب والذى قدمت من خلاله دور الست بلطية العالمة».