%70 من صغار المربين يتعرضون لخسائر فادحة
الإنتاج اليومى يقترب من معدلات 2006 قبل ظهور أنفلونزا الطيور
قال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن صناعة الدواجن التى كانت واحدة من أهم الصناعات المنزلية خلال السنوات الماضية، لم تعد كذلك، نتيجة تعرضها لمجموعة من المشاكل والتحديات التى من شأنها إضعافها.
كشف “السيد” لـ”البورصة”، نقاط الضعف فى قطاع صناعة الدواجن، وتتمثل فى عشوائية إنشاء مزارع التسمين وإنتاج البيض.
ويضاف لذلك، عدم تخطيط إنشاء وتوزيع المجازر الخاصة بصناعة الدواجن فى مصر، فضلاً عن غياب تطبيق الأسس العلمية السليمة فى التربية ونقل وتوزيع الإنتاج.
وأضاف أن من نقاط الضعف، تواجد مزارع الدواجن وسط الكتل السكنية وقربها من بعضها البعض، مشيراً إلى عدم الالتزام بشروط الأمن الحيوى فى نقل الطيور بين المحافظات دون فحص.
وشدد رئيس شعبة الدواجن، على أهمية توفير البوتاجاز اللازم للتدفئة فى فصل الشتاء الذى شارف على نهايته، مشيراً إلى أنه يتم مناقشة الملف مع المسئولين خصوصاً بعد تفاقم أزمة الدولار، واحتمال عودة الموجة الباردة لأيام.
وطالب رئيس شعبة الثروة الداجنة، الدولة، بتنفيذ عمليات الاستيراد بنفسها لمنع استغلال المستوردين، لافتاً إلى أهمية التحرك وتحقيق الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة داخل البلد، فى ظل الأزمة الحالية، وتقليل الاستيراد.
وأشار السيد، إلى أهمية الاستغلال الأمثل للمساحات فى زراعة الذرة الصفراء، بشكل يساعد على توفير وخفض الكميات المستوردة، وتعظيم المنتج المحلى ودعم الفلاح.
وحذر من خروج عدد كبير من المربين من المنظومة خلال المرحلة المقبلة تجنباً للخسائر، موضحاً أن صناعة الدواجن تواجه تحديات كثيرة، ويقع صغار المربين ضحايا لها، من بينها الحصول على التراخيص والمحصنات ضد أنفلونزا الطيور خصوصاً فى جنوب الصعيد، ونحو %70 من صغار المربين يتعرضون لخسائر فادحة، كما أن مشكلة نقص الأعلاف، من أهم المعوقات التى تواجه الصناعة فى الوقت الحالى، إذ تمثل %70 من مدخلات الإنتاج.
واتهم رئيس الشعبة، الجهاز الإدارى للدولة، بالوقوف وراء انهيار صناعة الدواجن، عارضاً حلولاً وقرارات غير تقليدية وسريعة، يتمثل بعضها فى توافر الأراضى الخاصة بعمل مزارع فى الظهير الصحراوى.
وطالب السيد، الحكومة بالاهتمام بالمشروعات متناهية الصغر المتعلقة بالدواجن، إذ يمكن إنشاء صناعات بطاريات إنتاج الدواجن بتكلفة لا تتعدى الـ9 آلاف جنيه فقط، وتحقق كثيراً من فرص العمل.
واستنكر رئيس الشعبة، سياسات الحكومة فى تبنى منظومة الدواجن المستوردة وتجاهلها المنتج المحلى، فى حين يتوجب عليها دعم المنتج المحلى وليس المستورد، موضحاً أن استثمارات الثروة الداجنة فى مصر تجاوزت 25 مليار جنيه.
ووصل عدد العمال فى صناعة الدواجن إلى 2 مليون عامل، وارتفع حجم الإنتاج اليومى من الدواجن خلال الآونة الأخيرة إلى 2 مليون طائر ليقترب من معدلات الإنتاج عام 2006، قبل ظهور فيروس أنفلونزا الطيور، الذى تسبب فى تراجع الإنتاجية من 2.2 مليون طائر يومياً إلى أقل من مليون طائر، الأمرالذى دفع الدولة إلى فتح باب الاستيراد لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
وأضاف أن صناعة الدواجن، تتعرض الآن للعديد من الأمراض والفيروسات، منها فيروس “نيوكاسل”، مما أدى إلى فقدان أعداد كبيرة من الطيور، وصلت نسبتها لـ%40 فى بعض المزارع.
ويحتاج السوق المحلى إلى اهتمام الدولة ممثلة فى هيئة الخدمات البيطرية، وتوفير الأمصال والجرعات بشكل منتظم للحد من الإصابة بالأمراض والوقاية منها.
وأشار إلى أن تدخل الدولة لحماية هذه الصناعة، أصبح أمراً لا يحتمل التأخير، كونها مصدر البروتين الحيوانى الأقل تكلفة على المواطن، مقارنة باللحوم والأسماك.
ونفى السيد، حاجة السوق للاستيراد حالياً، خصوصاً فى ظل ضعف القدرة الشرائية وحالة الركود التى يعانى منها، مشيراً إلى تراجع معدلات الشراء لأكثر من %50 العام الماضى بسبب التوترات السياسية وتردى الأوضاع الاقتصادية.
ويصل معدل استهلاك الفرد من الدواجن فى مصر، لما بين 10 و12 كيلو جرام سنوياً، وهو معدل منخفض مقارنة بدول أخرى يرتفع فيها استهلاك الفرد إلى 20 كيلو جرام، ومنها دول أفريقية، ليعنى ذلك أنه يمكن مضاعفة استثمارات صناعة الدواجن.
وأوضح وجود فرص متاحة لدى الدولة، اذا احسن استغلالها ستعود بالنفع على الصناعة، وتتمثل فى توفر أراضٍ بالظهير الصحراوى يمكن نقل المزارع والمجازر إليها بعيداً عن الكتل السكنية.
كما توجد كوادر بشرية خصوصاً الفنية، وكوادر من معاهد البحوث فى مجال الدواجن، قادرة على استرجاع قوة الصناعة مرة أخرى، وشدد على ضرورة تنفيذ خطة قومية واضحة المعالم للحفاظ على الصناعة وتطويرها.
وأوضح أن نقص المعلومات الدقيقة والتفصيلية عن مدخلات ومخرجات الصناعة، يؤدى إلى تذبذب الأسعار، ويجعل من الصعب وضع دراسة جدوى متكاملة عند إنشاء المشاريع الجديدة.
وكشف رئيس شعبة الثروة الداجنة أبرز التحديات التى تواجه الصناعة، إذ تتمثل فى غياب التنسيق بين الجهات المختلفة وضعف التشريعات المنظمة للصناعة.
أضاف أن تأثر جميع حلقات الإنتاج بأنفلونزا الطيور عام 2006، أدى إلى توطين المرض فى مصر، وإغلاق أبواب التصدير فى وجه صناعة الدواجن المصرية.
وكشف غياب خطط للسيطرة على الأمراض المختلفة، أو توجيه الدعم الكافى لإنشاء مناطق خالية من المسببات المرضية، كما لا يوجد دعم كافٍ من الحكومة والقطاع الخاص، للبحث العلمى وتوصيف العثرات الجديدة وتطوير سبل مكافحتها.