تُعتبر فكرة إنشاء مشاريع صغيرة خاصة بالأشخاص دون الشركات؛ مُهمة صعبة بالنسبة للبعض، وبالنسبة لآخرين تعتبر مُهمة شبه مستحيلة نتيجة لعوامل عدة تتمثل في انعدام الخبرات، والاستسلام لقصص أولئك الذين أخفقوا في إنشاء مشاريعهم الخاصة لأي سببٍ كان، أو أولئك الذين لم يكتمل لهم أي من مشاريعهم بالرغم من تكرار محاولاتهم مرة بعد أخرى.
وبالتأكيد؛ هذه القصص والإخفاقات المتتالية، وخسارة الأموال على الدوام، جعلت من إنشاء المشاريع فكرة غير مُرحّبٍ بها لدى كثيرين. لكن إن تحدثنا عن إنشاء مشاريع صغيرة مقرها على الإنترنت؛ فالقصة تأخذ مُنعطفًا آخر مرنًا وموثوقًا، حيث يتطلب الأمر بعض الاستراتيجيات البسيطة فقط. ويتمتع إنشاء المشاريع الصغيرة بمميزات عدة أهمها: –
لا تحتاج لرأس مال كبير
المشاريع الصغيرة لا تحتاج إلى رأس مال كبير كحال الشركات العملاقة على الإنترنت، ربما يتحول مشروعك الصغير يومًا ما إلى مشروعٍ رائد في العالم، لكن أنت لا تزال في مرحلة البداية، وتحاول إطلاق أول مشروع لك، لذا يتطلب الأمر منك 100 $ فقط لتبدأ أولى خطوات العمل.
الإدارة المميزة
الميزة التي تتمتع بها المشاريع الإلكترونية بشكلٍ عام متضمنة المشاريع الصغيرة، هي أن مقرها الثابت على الإنترنت فقط، لكن إدارتها يمكن أن تكون في حديقة منزلك، أو في شرفة الغرفة. ولا حاجة لتأجير أماكن وعقارات باهظة الثمن.
اكتساب خبرات متعددة
لا تُستثنى هذه الميزة من أي عمل مهما كان، أو في كل مكان. ففي كل مكان تتواجد خبرات ومهارات كثيرة وجديدة ومتنوعة؛ تستطيع اكتسابها مهما كنت مُلمًّا بالخبرات التي تؤهلك لإطلاق مشروعك أو ما تريد فعله، أو حتى خبرات لا علاقة لها بالمشروع.
فعلى سبيل المثال: عندما تُطلق مشروعك على منصةٍ كبيرة وموثوقة، أو في عالم الإنترنت، عندها أنت تتعامل مع العديد من الأشخاص الذين يمتلكون مهارات وخبراتٍ أكثر تأثيرًا. بالإضافة إلى أن العمل على الإنترنت من خلال تسيير المشاريع؛ يُكسبك مهارات استخدام الويب، والانتباه لمختلف العملاء وإرضائهم، وأكثر من ذلك، تُصبح شخصًا أكثر مصداقية في تعاملاتك كافّة.
لا وجود للموظفين
أكثر ما يميز المشاريع الإلكترونية الصغيرة؛ هي أنه لا وجود لمفهوم الموظف الذي يعمل لدى صاحب العمل. بل هناك ما يعرف بالعامل المستقل أو العامل الحُر، وسنتحدث عنهم لاحقًا خلال هذا المقال.
الخطوة القادمة الآن، وبعد أن عرفت بعضًا من مميزات المشاريع الصغيرة على الإنترنت، نأتي للمرحلة الأهم، وهي تعداد لخطواتٍ تستطيع بها إطلاق مشروع خاص بك بميزانية أو برأس مال 100 $ فقط، وربما أقل من ذلك.
الفكرة
بحر الأفكار للمشاريع بشكلٍ عام عميق، ويمكن أن تأتيني بالعديد من الأفكار وأنت مُتكئ تحتسي كوبًا من القهوة الساخنة في هذا الطقس البارد. لكن إذا كان الأمر يتعلق بمشروعك الأول، إذًا لابد من اقتراح الأفكار التي تُميّزك دون غيرك في عالم الإنترنت.
ففكرة المشروع هي القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها مشروعك، حالها كحال عنوان الكتاب الذي يُحدد للقارئ ما إذا كان سيقرأه أم لا.
لذا لابد أن تأخذ في عين الاعتبار أن تكون فكرة مشروعك فكرة جديدة، وغير مُستهلكة، وأن تكون أنت صاحب الفكرة وحدك، وليست فكرة مُقترحة من أحدهم، مهما كان وضعه بالنسبة إليك؛ إن كان صديقًا أو أحد المساهمين في حالة كان هناك شركاء أو مُساهمون.
اختيار المشروع المناسب
في حقيقة الأمر؛ من المهم أن تتوفر لديك العديد من الأفكار الجيّدة، والجديدة في عالم الإنترنت السحيق، لكن بإلقاء نظرة سريعة على الوضع العام فيما يدور حولك في العالم، وما يجتذب الجمهور؛ تستطيع تحديد مشروعك المناسب لتلك الفترة.
على سبيل المثال: هذا العام 2015؛ كان عامًا غنيًّا بحركة التدوين وإثراء المحتوى العربي في كافة المجالات بشكلٍ عام، والعلمية بشكلٍ خاص. إذًا فالمشروع الأنسب الذي تستطيع البدء به؛ هو إنشاء موقع يتضمن أفكار مميزة تضمّها في الكتابة أو التدوين، كتحويل المقالات أو التقارير المكتوبة نصًّا إلى مقالات صوتية، أو فيديوهاتٍ تفاعلية، واستغلال التكنولوجيا فيها في صورٍ جديدة. حينئذٍ ستجد آلاف المدونين، والمصممين، الذين سيتقدمون للعمل لديك.
وضع الخطة
بعد أن قررت فكرة مشروعك، ووضعت لمستك التقنية فيه، انتقل للخطوة الأشد خطورة، والأكثر حذرًا؛ وهي وضع خطة التنفيذ. تلك الخطوة هي واحدة من أهم المراحل في تنفيذ مشروعٍ ما؛ حيث تعتبر المسار الذي يَتْبعه؛ أو مرجعا يعود إليه صاحب المشروع أثناء دخول المشروع حيّز التنفيذ.
تتضمن الخطة وضع استراتيجية مُحكمة لآلية التنفيذ، وتخصيص الميزانيات المالية وفق ما تراه أنت والتي ستُنْفق في المشروع، بالإضافة لتحديد مُخرجات وأهداف المشروع بدقة، بحيث لا تحيد عنها لسببٍ ما طارئ أثناء التنفيذ. وحبّذا إن كان هناك خطة مُتكاملة جانبية تُعرف دائمًا بالخطة «B».
توظيف المستقلين
وكما ذكرنا سابقًا؛ فإن إحدى مميزات المشاريع الإلكترونية بشكلٍ خاص؛ هي ثورة العُمال المستقلين، أو أصحاب العمل الحر؛ والذين ينتشرون على مواقع ومنصات العمل على الإنترنت، ومن خلالهم تستطيع إيجاد أحدهم ببساطة للعمل على تنفيذ مشروعك.
أمّا عن: لماذا اختيار، أو توظيف المستقلين تحديدًا للقيام بتنفيذ المشاريع لأصحابها؟
فالإجابة تَكمن في العديد من المزايا التي يتمتع بها هؤلاء، ويمكن تلخيصها سريعًا في عدّة نقاط مثل: استقلاليتهم في تنفيذ المشاريع، تمتعهم بخبراتٍ ومهاراتٍ متعددة في أداء مهامهم، يعملون بشكلٍ جيد وسريع وبمقابلٍ مالي بمبلغٍ رمزي 25 $ كحدٍ أدنى في تنفيذ المشروع كاملًا؛ كما هو الحال في المنصة العربية الرائدة في توظيف المستقلين وهي منصة مستقل للعمل الحر أو منصة Upwork وFreelancer.com.
أو بمقابلٍ مالي بمبلغ 5 دولارات فقط، كمنصة خمسات البديل العربي لمنصة Fivver والتي في حقيقة الأمر لا تعتبر منصة للعمل الحرُ فحسب، بل سوقًا عربيًا لبيع وشراء الخدمات، وعلاوة على ذلك؛ تُقدم لك خدمات أخرى يمكن أن تحتاجها في إتمام مشروعك.
ومن مميزات المستقلين أيضًا؛ سهولة التواصل معهم في أي وقت، رحابة صدورهم وتقبلهم لملاحظاتك على أعمالهم من فترة لأخرى، يحدد المستقل لقاء خدماته فترة زمنية تستطيع من خلالها معرفة متى سينتهي مشروعك تحديدًا.
تفاءل دائمًا
هذه الخطوة لابد أن تضعها نُصب عينيك في حياتك عامة، وتحتاجها بشدة ودائمًا أثناء تنفيذ المشروع. ففكرة العمل على الإنترنت تهدف بشكلٍ عام إلى توفير طاقة ومجهودٍ صاحب العمل، لذا لا داعي للقلق المستمر حِيال احتمالية فشل المشروع.
في النهاية؛ فكرة إنشاء مشروع صغير برأس مال بسيط ليست مُعضلة مُعقدة، وتعتمد كُليًا على حسن التخطيط من البداية، وفهم ما تريده تحديدًا في استغلال هذا المبلغ.
المصدر: ارقام