“جنينة” : الطروحات القوية ستكون بداية لحل أزمة نقص الدولار
“خضر” : عودة الأجانب للبورصة مرتبطة بإصلاح بيئة الاقتصاد
يرى محللون ماليون أن إعلان طارق عامر محافظ البنك المركزى عن طرح 40% من البنك العربى الأفريقى فى البورصة المصرية وزيادة رأسمال بنك القاهرة 20% عبر البورصة، سيؤثر إيجاباً على السوق المصرى فى رفع أحجام التداولات، ويشعل المنافسة على القطاع البنكى من قبل المستثمرين المصريين والأجانب، نظراً لقوة ربحية القطاع.
قال هانى جنينة، رئيس قطاع الأسهم ببنك استثمار «بلتون المالية القابضة» إن طرح بنكين حكوميين سيدعم القطاع البنكى فى البورصة ويرفع حجم تداولاتها، لافتاً إلى أن البنك التجارى الدولى هو البنك الوحيد الذى يتمتع بسيولة فى البورصة، يليه بنك كريدى أجريكول ثم بنك البركة.
وأوضح أن حجم الطروحات الجديدة من البنوك مثل «العربى الأفريقى» و«القاهرة» سيكون مؤثراً وفقاً لقيمة الطرح، مشيراً إلى أن باقى البنوك المقيدة فى البورصة لديها حجم سيولة ضعيف جداً.
قال جنينة إن أرباح القطاع البنكى كانت خلال السنوات الماضية هى الأعلى ربحية فى قطاعات البورصة المصرية، يليه قطاع الأغذية، لافتاً إلى جاذبية أسهم قطاع البنوك في البورصة سواء للمستثمر المصرى أو الأجنبى أو الخليجى.
وأوضح أن البنوك المطروحة تتمتع بنفس تلك المميزات، مشيراً إلى أهمية إضافة برنامج GDR خلال الطرح، لجذب المستثمر الأجنبى للشهادات بسبب سهولة الدخول والخروج منها.
وتوقع جنينة أن يتم طرح تلك البنوك خلال النصف الثانى من العام الجارى، وهو افضل توقيت للطرح، ما يعود إيجاباً على الاقتصاد المصرى فى ضوء طرح بنوك قوية فى بداية فترة إعادة الهيكلة.
أضاف أن البنوك ستبدأ فى الإقراض مرة أخرى، بعد إعلان الحكومة عن توقيتات فترة الاصلاح مشيرا إلى أن قوة طروحات عامى 2004 و 2005 كانت بداية الإصلاح لحل أزمة سعر الصرف آنذاك بعد طرح الشركة المصرية للاتصالات وغيرها.
وتوقع جنينة أن يؤدى ارتفاع السيولة فى السوق، أن تتراوح قيم التداولات اليومية فى البورصة بين 1.5 و 2 مليار جنيه، كما كانت فى سابق عهدها، وقبل تخارج البنوك الفرنسية واليونانية من السوق المصرى بشكل متلاحق.
أضاف أن تلك الاستثمارات الأجنبية الجديدة ستؤثر إيجاباً على سعر الصرف فى السوق المصرى. وأشار جنينة إلى أن زيادة التدفقات فى البنك المركزى ستدفعه إلى سحب الدولارات الزائدة من السوق، لتحقيق التوازن المطلوب للعملة الأجنبية، ورفع الاحتياطى على مدى السنوات المقبلة.
وقال كريم خضر رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار «سى آى كابيتال» إن طرح 40% من البنك العربى الأفريقى وزيادة رأسمال بنك القاهرة عبر البورصة سيؤثر إيجاباً على قطاع البنوك، ويزيد من التدفقات النقدية بالسوق المصرى.
أوضح خضر أن طرح تلك البنوك سيدعم القطاع البنكى فى البورصة، والذى يستحوذ على تداولاته بنكى «التجارى الدولى» و«كريدى أجريكول»، فى ظل عدم توافر سيولة لدى البنوك المقيدة الأخرى. مشيراً إلى أن ذلك سيزيد من خيارات المستثمرين داخل محافظهم من أسهم القطاع.
وعن زيادة الاستثمارات فى البورصة، قال خضر إن السوق فى احتياج إلى دخول الصناديق الكبرى، والتى تتخذ قراراتها الاستيراتيجية فى الاستثمار لعدة سنوات، مشيراً إلى اختلاف نوعية المستثمرين.
ورأى خضر أن الطروحات الجديدة لا تغير فى السوق المصرى بالشكل الكافى، وذلك ظهر جلياً خلال طرح شركات كبرى مثل «إيديتا» و«إعمار مصر» و«أوراسكوم كونستراكشن» خلال 2015 وكذلك «دومتى» الشهر الحالى.
وفى رأيه، قال إن الطروحات الجديدة قد لا تكون جاذبة بالقدر الكافى للمستثمرين الأجانب فى البورصة، لأن مشكلتهم الأساسية تتمثل فى العوائق التى تواجهها البورصة وسحب استثماراتهم، وسياسات الحكومة الاقتصادية، وليس جاذبية الطروحات الجديدة.