الخصخصة لليابان وشراكة القطاعين العام والخاص فى تركيا
صناديق المعاشات تسعى لشراء حصص فى المطارات لدعم العائدات
شهدت صفقات السوق للمطارات فى عام 2015 استمراراً للنشاط القوى الذى حققته فى عام 2014، وإن كان أقل على مستوى النشاط العام، كما أن بعض الصفقات أخذت وقتاً أطول للتنفيذ بالمقارنة بالعام السابق.
وقال موقع ايفيشن اكونوميك فى تحليل له، إن جاذبية المطارات للمستثمرين فى قطاع الطيران والمتخصصين فى البنية التحتية مازالت قوية بفضل قوة حركة الطيران فى جميع أنحاء العالم المستمرة فى الصعود، كما ان التوقعات بزيادة النشاط فى قطاع المطارات لاتزال إيجابية مع الحاجة المتزايدة لهذه الصناعة لرأس المال، والضغوط على الموارد المالية الحكومية، ورغبة مستثمرى البنية التحتية فى المضاربة فى استثمارات ذات عائد أعلى.
وأدى نشاط الصفقات فى المطارات عالمية بشكل متزايد الى خلق تنوع أكبر فى الصفقات التى جرت وعموماً تقع الصفقات فى إطار ثلاث فئات أساسية هى الخصخصة والشركة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى صفقات الاندماج والاستحواذ.
أولاً: الخصخصة
يعتبر استمرار الصعوبات الاقتصادية فى جميع أنحاء منطقة اليورو العامل الأساسى فى زايد نشاط خصخصة المطارات حيث تم الانتهاء من صفقتين لخصخصة المطارات فى أوروبا فى عام 2015.
وقد فازت بعقود خصخصة مجموعتين من المطارات الإقليمية فى اليونان شركة فرابورت، وذهبت حصة 49.99% فى مطار تولوز- بلايانا الفرنسى للتحالف الصينى تشينيز سامبويوز المكون من شاندونج هاى سبيد وشركة فريدمان باسيفيك اسيت للاستثمار ومقرها هونج كونج.
وفى خارج أوروبا، كانت صفقة المطار الأهم هى خصخصة مطارى كانساى وأوساكا الدوليين فى اليابان وفاز بها تحالف مكون من شركة أوريكس وفينشى للمطارات.
ويمثل هذا الاتفاق أول خصخصة المطارات الرئيسية فى البلاد، ومن المتوقع أن يكون حافزاً لخصخصة مطارات إضافية فى اليابان والمنطقة على نطاق أوسع.
جدير بالذكر، أن هناك الكثير من الاهتمام الدولى بالمطارات اليابانية، كما يعى مقدمو العروض أيضاً بشدة، أن هناك مجموعة محدودة نسبياً من الشركاء المحليين.
ومن المتوقع أن يتم بيع حصة الحكومة اليونانية البالغة 55% المتبقية لها فى مطار أثينا الدولى هذا العام، وذلك كجزء من تدابير خفض ديون، ونظراً للفائدة القوية من بيع مطار تولوز- بلايانا، فإن هناك أيضاً توقعات متزايدة بمزيد من الخصخصة فى فرنسا.
ثانيا: الشراكة بين القطاعين العام والخاص
تعتبر عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص عبارة عن امتياز التشغيل لجميع أو جزء من المطار لفترة محددة وغالباً ما تتم هذه الصفقات بدافع الحاجة لضخ استثمارات جديدة مهمة فى المرافق.
كان رابع أكبر صفقة فى قطاع البنية التحتية العالمى فى عام 2015 فى مطار اسطنبول الجديد بقيمة 4 مليارات دولار وفقاً لتقرير 2015 انفراديل.
وتم الاتفاق فى المشروع على التعاقد بنظام حق الانتفاع لمدة 25 عاماً للبناء والتشغيل وعند اكتماله سيكون المطار الأكبر فى العالم وقد تم التوصل للاتفاق المالى النهائى فى نوفمبر الماضى بتقسيم حصص رعاة المشروع، حيث حصل كل من شركة سينزيج القابضة وكاليون وكولين وليمكا ومابا للإنشاءات على حصة 20% لكل واحدة منهما وتم تمويل الصفقة 1.6 مليار دولار كأسهم وقروض مصرفية وصلت الى 5.7 مليار دولار عبر 3 تسهيلات ائتمانية.
فى فبراير 2015، منحت الحكومة التشيلية امتياز تشغيل مبنى ركاب فى مطار ارتورو ميرينو بينيتيز الدولى فى سانتياجو لمدة 20 عاماً فى شيلى لتحالف بادايول ويتألف من فينشى للمطارات وايروبروتس دى باريس واستاليدا.
ثالثا صفقات الاندماج والاستحواذ:
تميز النشاط فى أوروبا خصوصا بأنه تركز فى السوق الثانوية، لكن هذا الاتجاه قد يتراجع فى المستقبل بالنسبة للأسهم شركات المطارات حيث تبدو فى الأفق رغبة فى الانتقال من استثمار لفترة زمنية محددة أو صنادق مغلقة (تستثمر أموال المستثمر فى أصول محددة مسبقاً) مثل ماكوارى ميرا وجى اى بى لصالح صناديق التقاعد التى تتيمز بأفق استثمار على المدى الطويل (مثل يو اس اس وأو تى بى بى، فضلاً عن صناديق الثروة السيادية مثل سى آى سى وقطر.
ومع هذا النوع من الصفقات يكون من الصعب التنبؤ بنشاط السوق فى المستقبل، ولكن هناك عدد من حصص التى تقع داخل صناديق الاستثمار المغلقة الأموال مثل صندوق جى اى بى وغيره، والتى من شأنها أن يتم بيعها فى المستقبل القريب.
فرص الصفقات فى 2016 وما بعدها:
تشير التوقعات بأن الفترة بين عامى 2016 و2018 تبشر بموسم مذهل للصفقات فى جميع أنحاء العالم فمن المرجح ان يشهد العام الحالى فى العاصمة البريطانية صفقة مطار مدينة لندن لتكون أول صفقة يتم الانتهاء منها فى 2016 و قد تضع مؤشراً أساسياً للصفقات فى العام الجارى اذا تم الاتفاق على سعر مليارى جنيه استرلينى الذى طلبه البائعين جى آى بى وهاى ستار كابيتال وربما حتى تتخطى هذا المبلغ.