مصرفيون: طالبنا «المركزى» بتوضيح الآليات الأخرى المطلوبة ..وافتتاح فروع إقليمية أصعب البدائل
مستعدون لتلقى استفسارات المغتربين عبر المواقع الإلكترونية
تستعد البنوك العاملة فى القطاع المصرفى لإيجاد قنوات تواصل جديدة ومنتجات للمصريين العاملين بالخارج وفقا لتعليمات البنك المركزى الأسبوع الماضى.
وطالب البنك المركزى البنوك بإتاحة نوافذ للتواصل مع شريحة العملاء المغتربين بعد تلقية مخاطبات من المصريين فى الخارج بذلك.
وطرحت بنوك القطاع العام الشهر الماضى شهادات استثمار للمصريين بالخارج بعائد %15 مقابل التنازل عن الدولار، كما طرحت الثلاث بنوك الحكومية أيضا شهادات بلادى للمصريين بالخارج بالعملتين الدولار واليورو بالتعاون مع وزارة الهجرة بأسعار عائد بلغت %5.5.
وأشار مصرفيون إلى أن المركزى لم يحدد القنوات التى يستهدف وجودها فى الخارج للمغتربين فى خطابه خاصة أن الخطاب كان موجها لكل بنوك مصر، ومنها مصارف ليس لديها فروع فى دول خارجية، مشيرين إلى ضرورة انعقاد اجتماع فورى لاستعراض جميع وجهات النظر ووضع ضوابط ممنهجة للتواصل.
وأضافوا أن التواصل مع المراسلين الأجانب والبنوك الخارجية لجذب شريحة قوية من التحويلات والترويج للمنتجات المصرفية بالإضافة إلى طرح صكوك اسلامية، تعتبر بدائل حيوية تنوب عن تدشين فروع خارجية فى ظل صعوبة الاجراءات والشروط التى يتطلبها التوسع خارجيا بالإضافة لارتفاع التكلفة.
قال إيهاب ماجد، رئيس قطاع القروض بأحد البنوك الأجنبية، إن المركزى يرغب فى اتخاذ كل الإجراءات، التى من شأنها تلبية رغبة العديد من المصريين العاملين بالخارج فى تعظيم المشاركة فى دعم الاقتصاد الوطنى.
وأوضح ماجد أن المركزى يشدد دوما على ضرورة التواصل الداخلى مع البنوك الخارجية بالإضافة إلى المراسلين واتمام عملية التحويلات بطريقة شرعية على نحو يخدم الاقتصاد المصرى ويعزز زيادة الاحتياطى الأجنبى.
وأوضح ماجد أن البنوك ستبدأ بتلقى الاستفسارات من المصريين العاملين بالخارج عبر المواقع الإلكترونية للبنوك بصفتها الرسمية دون اى تواصل لمواقع التواصل الاجتماعى التى لا تأخذ أى صفة معترف بها.
ذكر ان الاستفسارات تتعلق بطبيعة المنتجات «ودائع وشهادات ادخار» وأسعار الفائدة والتحويلات والضمانات، بما يكفل لهذه الشريحة التواصل بأمان مع القطاع المصرفى المصرى.
قال ماجد: إن المركزى لابد وان يوضح للبنوك آليات التواصل الصحيحة، مشيرا إلى مطالبة البنوك للمركزى بتوضيح ما تتضمنه الخطاب المرسل إليها.
وأفاد المركزى عبر خطابه للبنوك خلال الأسبوعين الماضيين بأن بعض المصريين بالخارج قد نوه إلى وجود بعض الاستفسارات بخصوص ما يتم من معاملات مصرفية مع البنوك، لذا فإنه من الضرورى فتح قنوات اتصال مناسبة تتسم بالوضوح للتعامل مع المصريين بالخارج وإجاباتهم لما يعن لهم من استفسارات.
قال كرم سليمان، رئيس قطاع المعاملات الدولية بأحد البنوك العامة، إن المصريين العاملين بالخارج ثروة حقيقية ينبغى استغلالها لصالح الاقتصاد الوطنى، ولذا تسعى البنوك فى الوقت الراهن لإطلاق منتجات خاصة بهم على غرار المنتجات التى أطلقتها بنوك القطاع العام من خلال فروع البنوك الخارجية.
ويتواجد بنك مصر فى 5 دول، هى: أوغندا ولبنان والإمارات التى يمتلك فيها البنك 5 فروع بالإضافة إلى فرعى باريس وفرانكفورت، لتصل شبكة فروعه الخارجية إلى 26 فرعاً تتوزع على فروع يمتلكها البنك بالكامل وفروع يمتلك فيها مساهمات، فى حين يمتلك البنك الأهلى المصرى بنكين تابعين فى كل من المملكة المتحدة والسودان وفرعين فى نيويورك وشنجهاى، كما أنه مساهم فى بنك القاهرة كمبالا.
وأوضح سليمان أن التواصل مع المراسلين وتذليل العقبات أمام التحويلات الخارجية وتقليل وقت وصولها ليكون فى غضون يوم واحد بدلا من عدة أيام، بالإضافة للتواصل مع البنوك فى الخارج لطرح منتجات مشتركة تعتبر بدائل جدية للمصارف التى لا تمتلك فروعا خارجية، وليست لديها المقدرة على التوسع الخارجى.
أشار سليمان إلى أن البنوك تترقب اصدار تعليمات تفصيلية بشأن الخطاب المرفق من المركزى خلال الأيام المقبلة لتوضح للبنوك آليات التواصل مع المغتربين.
ويعتزم البنك المركزى إطلاق قواعد جديدة لتحويل الأموال بالخارج عبر المحمول والانتقال بالخدمة كونها داخلية، لأن تكون فى مصاف الخدمات العالمية.
وقامت بنوك الأهلى ومصر والقاهرة بطرح شهادة «بلادى» بعملة الدولار واليورو للمصريين العاملين بالخارج لجذب سيولة من الخارج تعزز مستويات احتياطى النقد الأجنبى.
وبلغ إجمالى الحصيلة التى جمعتها البنوك 150 مليون دولار حتى الآن وفقا لتصريحات سابقة لطارق عامر محافظ البنك المركزى.
قال تامر صادق، مسئول الخزانة بأحد البنوك الخاصة إن فكرة طرح صكوك إسلامية للمصريين العاملين بالخارج لتمويل المشروعات التنموية وارد كإحدى أدوات التواصل مع هذه الفئة، بالإضافة لطرح منتجات ادخارية وتمويلية لهم مما يعزز موارد الاحتياطى الأجنبى وينوع مصادره المتعددة.
وأوضح صادق أن معظم البنوك ليس لديها قدرة على افتتاح فروع خارجية فى الوقت الراهن فى ظل ما خلفته اندلاعات الربيع العربى مما عصف بكل خطط البنوك التوسعية.
وأضاف صادق أن معظم البنوك اكتفت بالوجود الخارجى عن طريق شبكة المراسلين، الذين يعملون كمندوبين عن البنك لتفعيل خطابات الضمان والاعتمادات المستندية والتجارة الخارجية دون حاجة لإنشاء فروع قائمة بذاتها.
أعلن البنك المركزى، عن ارتفاع صافى الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية، للشهر الثالث على التوالي، بنهاية مارس الماضي، بنحو 27 مليون دولار وبهذا الارتفاع يبلغ الاحتياطى نحو 16.560 مليار دولار، مقابل 16.533 مليار دولار خلال فبراير السابق له، بنسبة ارتفاع بلغت %0.16.
قال كريم سوس، رئيس قطاع مخاطر تمويلات الأفراد بالبنك الأهلى المصرى أن قنوات الاتصال مع شريحة المصريين العاملين بالخارج موجودة بالفعل ولكنها تحتاج إلى تفعيل دائم للاستفادة من هذه الشريحة التى تعزز وجود العملة الدولارية بالسوق المصرى.
وأوضح سوس أن المركزى خاطب البنوك بفتح نوافذ اتصال مع شريحة المصريين بالخارج من خلال تدشين منتجات خاصة بهم، وهو ماتم تنفيذه من قبل البنوك العامة حين أطلقت شهادة «بلادى» بالدولار واليورو بالتعاون مع وزارة الهجرة.
وقال فتحى السباعى، رئيس بنك التعمير والإسكان فى تصريحات سابقة، إن البنوك تسعى بكل الطرق على جذب تحويلات المصريين فى الخارج من خلال التعاون مع بنوك خارجية، مشيرا إلى أن بنك التعمير والإسكان وقع بروتكول تعاون مع بنك البلاد السعودى، وهذا البروتوكول قد يساعد البنك فى جذب شريحة من تحويلات المصريين بالسعودية.
وأضاف أن بنك التعمير والإسكان يدرس تقديم بعض الخدمات التى تشجع تحويلات المصريين فى الخارج، منها التوسع فى طرح خدمات تحويل الأموال عبر المحمول على الصعيد الخارجى. وأشار إلى أن الأمر قيد الدراسة بعد أن أثبتت التجربة نجاحها محليا، خاصة أن البنك كان من أوائل البنوك، التى انضمت لطرح المنتج فى السوق المحلية خلال العامين الماضيين.