تدهور مبيعات سوق المستعمل نتيجة لارتفاع الأسعار
«الكورى» يستحوذ على صدارة المبيعات
أكثر الفئات طلباً بين 60 و90 ألف جنيه
يشهد سوق السيارات المستعملة ارتفاعاً فى الأسعار، بنسبة %50، بسبب صعود أسعار السيارات الجديدة بشكل وصفه البعض بـ«الجنونى» خلال أبريل الماضى، ما أدى إلى تراجع الإقبال على شراء السيارات الجديدة، وتأخر أصحاب السيارات المستعملة فى اتخاذ قرار البيع.
وفى جولة لـ«البورصة» داخل سوق السيارات المستعملة بمدينة نصر، تبين أنه تأثر بشكل واضح بانخفاض مبيعات السيارات الجديدة وارتفاع أسعارها بشكل واضح خلال شهرى أبريل ومايو. كما يعانى سوق السيارات نقص المعروض بسبب أزمة الدولار، إذ واجه نقص المعروض من السيارات المستعملة، زيادة فى الطلب، لترتفع الأسعار بنسبة تتجاوز %50 مقارنة بالعام الماضى.
قال مينا نبيل، مدير معرض «ميدو كار» للسيارات المستعملة، إن سوق المستعمل منذ مطلع الشهر الماضى ومع حركة ارتفاع الأسعار فى سوق السيارات الجديدة، شهد ارتفاعاً فى الأسعار وصلت نسبته لـ%50 عن سعر السيارة العام الماضي.
وأوضح أن السوق يشهد حركة ركود فى المبيعات، إذ تراجعت بنسبة تقترب من %80 مقارنة بحركة المبيعات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من التجار انسحب من سوق المستعمل نتيجة حالة الركود التى تضرب السوق.
وكشف أن السيارات بين فئة 60 و90 ألف جنيه هى أكثر الشرائح طلباً، وتستحوذ عليها العلامات الكورية واليابانية. واتجه كثير من المشترين إلى شراء السيارات عبر المواقع الإلكترونية، ما أثر سلباً على نشاط أسواق السيارات المستعملة.
وتوقع نبيل، ارتفاع حركة بيع السيارات المستعملة مع اقتراب شهر رمضان، إذ يعد الشهر الكريم موسماً لسوق المستعمل وزيادة إقبال المشترين.
ذكر نبيل أن سيارتى «هيونداى النترا» و«كيا سيراتو» أبرز السيارات مبيعاً وسط المستعمل، تليها «شيفورليه أفيو» و«نيسان صنى» و«تويوتا كرولا».
وقال عمرو الصاوى، مدير معرض للسيارات المستعملة بمدينة نصر، إن أزمة الدولار أثرت بشكل كبير على مبيعات السوق، فندرة المعروض من السيارات الجديدة، دفعت أصحاب السيارات لتأخير قرار البيع.
وأضاف أن أسعار السيارات المستعملة ارتفعت بنسبة %50، تحت ضغط توقف حجز السيارات الجديدة، موضحاً أن سعر السيارة هو المتحكم فى سوق المستعمل، إذ تشهد الفئة السعرية ما بين 60 و80 ألف جنيه ارتفاعاً فى الطلب، فى حين تتجاوز أسعار السيارات المعروضة 90 ألف جنيه.
وأوضح الصاوى، أن السيارات المستعملة كورية المنشأ تشهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً «هيونداى إلنترا» و«كيا سيراتو»، فى حين توقفت مبيعات «فيرنا» و«أكسنت» و«كيا ريو» نتيجة ارتفاع أسعارها.
وقال إن السيارات الكورية تصدرت مبيعات سوق المستعمل، لتستحوذ على %50 من عمليات البيع تليها السيارات اليابانية بنسبة %30 من المبيعات.
وحلت السيارات الصينية فى المرتبة الثالثة من مبيعات المستعمل، بنسبة %12 من إجمالى السوق، تليها العلامات الأوروبية بنسبة %9.5، والأمريكية %8.5 مدعومة بالإقبال على طراز «شيفروليه أفيو».
أوضح الصاوى، أن مبيعات السيارات الصينية لا تتركز فى سيارات بعينها، إذ إن السعر هو المتحكم فى المبيعات، وليست حالة السيارة أو نوعها، فى حين تشهد بعض السيارات المستعملة ارتفاعاً فى سعرها بنسبة %50، وأبرزها «سكودا أوكتافيا».
وقال السيد أحمد، تاجر سيارات، إن ارتفاع سعر صرف الدولار أثر بشكل كبير على مبيعات السيارات المستعملة و«الزيرو»، إذ انخفضت المبيعات لأدنى مستوياتها خلال السنوات الأربع الماضية، بنسبة وصلت لـ%50.
وطالب الحكومة بإجراء إصلاحات اقتصادية سريعة لإعادة رواج المبيعات إلى سوق السيارات.
وكشف أحمد حسين، تاجر سيارات، أن أكثر السيارات مبيعاً هى طرازات «هيونداى» و«كيا» و«تويوتا»، مؤكداً أن السيارات كورية المنشأ الأعلى طلباً من جانب العملاء، فى حين تشهد باقى العلامات حالة من الركود.
وطالب محمود عبدالفتاح، صاحب معرض الإسلامية لتجارة السيارات، البنك المركزى بتقديم تسهيلات وتيسير فتح الاعتمادات المستندية للتجار، لمساعدتهم على فتح أسواق جديدة، ومواجهة حالة الكساد التى اجتاحت سوق السيارات.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات حكومية لضبط عملية إحلال السيارات، وتعويض المتضرر من عملية الإحلال بنسبة تعادل ارتفاع الأسعار فى السوق.
أضاف أن سوق السيارات المستعملة يعانى قلة المعروض تحت ضغط أزمة الدولار، ما رفع الأسعار بنسبة %50.
ومعروف أن سوق السيارات الجديدة شهد ارتفاعاً جنونياً فى الأسعار منذ مطلع شهر أبريل الماضي، إذ اجتاحت الزيادة السعرية نحو 137 طرازاً من جميع العلامات التجارية الشهيرة فى السوق، لتشمل الألمانيتين «أوبل» و«بى إم دبليو»، والكوريتين «هيونداى» و«كيا»، والأمريكية «شيفروليه»، والفرنسيتين «رينو» و«بيجو»، والعلامتين اليابانيتين «نيسان» و«مازدا»، وتعدت الزيادات الجديدة التى أخطر بها الوكلاء نحو 10 آلاف جنيه فى السيارة الواحدة.
فيما واصلت أسعار السيارات، رحلتها الصعودية مطلع الشهر الحالي، لتسجل مستويات قياسية، مدفوعة باستمرار أزمة نقص العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد، وارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء.
وشهد سوق السيارات تغييراً فى السياسة السعرية لـ95 طرازاً، إذ ارتفعت أسعار 91 طرازاً، فى حين تراجعت 4 موديلات فقط.