خفض التصنيف الائتماني يشمل دول المنطقة وليست مقتصرة على مصر
ارتفاع عجز الموازنة يظل خطرًا رئيسيًا، وتفاؤل بالنظرة المستقبلية للاحتياطي النقدي
“مصر” تتجاوز أزمات السياسة النقدية في 2016 وسط الأزمات السياسية المتعاقبة
التأثير على سوق المال محتمل على المدى القصير.. وتوقعات بتفوق أداء البنوك نتيجة ارتفاع عائدات أذون الخزانة
أصدرت وكالة ستاندرد آند بورز تقريرها للتصنيف الائتماني لمصر خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أبقت على التصنيف الائتماني السيادي عند -B ولكنها خفّضت نظرتها المستقبلية إلى سلبية بدلًا من مستقرة، مما يعني خفض محتمل للتصنيف الائتماني خلال فترة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى عامين.
وأشارت بحوث “بلتون”، إلى أن خفض النظرة المستقبلية لم يصب مصر فحسب بل كان على مستوى إقليمي، حيث خفّضت وكالة موديز التصنيفات الائتمانية للسعودية وعمان والبحرين فى نفس الوقت.
وأرجعت الوكالة سبب خفض النظرة المستقبلية لمصر إلى العجز المالي وتباطؤ وتيرة المساعدات الخليجية وزيادة المخاطر السياسية.
وقالت أن أي هبوط آخر في الاحتياطات الأجنبية خلال الفترة المقبلة قد يؤدي لخفض التصنيف الائتماني.
ولفتت بحوث “بلتون”، “رغم أن عجز الموازنة سيرتفع بلا شك في العام المالي 2015/2016 -وذلك لأسباب عديدة بدءً من غياب المساعدات الخليجية وعدم تطبيق ضريبة القيمة المضافة وانخفاض الضريبة على الدخل للشركات وارتفاع عائدات سندات الخزينة-، إلا أننا لا نتوقع أن ينخفض الاحتياطي النقدي عن 15 مليار دولار في 2016”.
وقالت أن البنك المركزي المصري لديه خطة بديلة إذا لم تساعد تدفقات المحافظ الاستثمارية في زيادة الاحتياطي النقدي، خاصة من الودائع التي تعهدت بها الإمارات والمساعدات الأخرى المحتملة من السعودية، والتي سيكون من شأنها مساعدة البنك المركزي المصري على الصمود في يوليو 2016.
ويذكر أن موعد استحقاق الوديعة القطرية ودفعة نادي باريس بقيمة 1.7 مليار دولار هو يوليو المُقبل.
وتوقعت وكالة ستاندر آند بورز استمرار تراجع قيمة الجنيه، ليصل الدولار إلى 9.50 جنيهًا في 2016 وأن ينخفض بنسبة 5% حتى 2019، ويعد ذلك النهج متشابه إلى حد كبير ونهج تعادل سعر الفائدة فى تحديد قيمة الجنيه المصرى.
قالت ستاندرد آند بورز إنها ما زالت ترى نظام سعر الصرف الحالي غير معوماً، وأضافت “بلتون” أنها تراه مُبررا في ضوء طبيعة سعر الصرف في السوق الموازية التي تتسم بالمضاربة والمبالغة إلى حد كبير.
وكشفت “بلتون” أنه رغم بعض التظاهرات الأخيرة ضد اتفاق ترسيم الحدود مع مصر والسعودية وضد اقتحام نقابة الصحفيين، أنها تري أن المخاطر السياسية مستقرة في الوقت الحالي.
وأشارت إلى الأخبار الإيجابية المتلاحقة لأنباء بيع الحكومة 500 ألف وحدة سكنية بأسعار منخفضة، والتقدم في تطوير العاصمة الإدارية الجديدة واستثمارات الحكومة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يشير إلى أن مصر قد تتمكن من تجاوز الأزمات (على مستوى السياسة النقدية) في 2016.
وقال بحوث بلتون، “عادة ما تؤثر زيادة إضطرابات الاقتصاد الكلي على البورصة المصرية، إلا أن هذا التأثير يسبق صدور أى تقرير سلبى من وكالات التصنيف الإئتمانى بوقت كبير، مما يشير إلى أن هذه الأخبار ستؤثر على السوق على المدى القصير جدًا إن لم تكن أثرت بالفعل”.
وتعتقد بحوث”بلتون”، أن هذا الخفض للنظرة المستقبلية لن يؤثر بشكل سلبى على مصر بالتحديد، حيث شهدت السعودية والبحرين وعمان أيضًا خفض تصنيفهم الائتماني من قبل وكالة موديز
ولفتت أنه منذ 2011، خفضت ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لمصر بحوالي 5 درجات، مع الإشارة في كل مرة إلى مخاوفها من زيادة اعتماد القطاع المصرفي على السندات الحكومية.
إلا أن أسهم البنوك عادةً ما تجاهلت هذه المخاوف في ضوء ارتفاع عائدات أذون الخزانة الذي تعزز أرباحها.
وذكرت أنه قد يكون إجمالي الدين المحلي المصري مرتفع في الوقت الحالي (بالقرب من 100% من الناتج المحلي الإجمالي)، ولكن معظمه مقوم بالعملة المحلية ويتم إصداره للبنوك المحلية، في حين يتميز الجزء الأكبر من الديون الخارجية (المقومة بالدولار) والتي ارتفعت مؤخر بسبب ودائع دول الخليج لدى البنك المركزي بفائدة صفر بالمئة وآجلة لخمس سنوات. مما يشير إلى احتمالات تفاقم التعثر في سداد الديون.