الركود يسيطر على شارع العباءات بكرداسة


1300 محل وورشة تفقد %80 من مبيعاتها

الأسعار تبدأ من 40 جنيهاً وحتى 3 آلاف جنيه.. والفتيات تحت سن الثلاثين تفضلن المنتجات التركية

«زنانيرى»: المنطقة تستحوذ على 15 ـ %20 من إجمالى النشاط فى مصر

يعانى الشارع السياحى فى كرداسة “العباءات”، من ركود للعام الخامس على التوالى، وهو ما يلقى بظلاله على 1300 محل وورشة يعانون تراجع المبيعات، فى منطقة تنتج 15 ـ %20 من إجمالى العباءات فى مصر.
وبدأ الركود عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وغذته 30 يونيو، ثم الأحداث التى شهدتها المنطقة، من تظاهرات أعقبها الهجوم على قسم الشرطة، الذى راح ضحيته 11 من الضباط والجنود يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 2013.
أضف لذلك، تدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بسبب انخفاض القوة الشرائية للجنيه، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، والتى بدورها قلصت معدلات الإقبال على شراء منتجات هذا الشارع المشهور بصناعة «العباءات الحريمى».
قال محمد عبد السلام أحد العاملين بمحل «الإسراء» للملابس الشرقية بالشارع السياحى بكرداسة، إن حجم الإقبال على شراء معروضاته خلال العام الحالى لا يتجاوز %20 من إجمالى حركة الشراء قبل الأحداث، أى بنسبة انخفاض %80.
وكشف ان متوسط استهلاك المحل من البضاعة على مدى ثلاثة أشهر لم يتجاوز 3 آلاف جنيه، مقابل 6 آلاف جنيه شهرياً (18 ألف جنيه فى 3 أشهر)، قبل وقوع أحداث كرداسة فى 2013.
أضاف عبد السلام أن أسعار العباءات بالشارع السياحى تبدأ حاليا من 40 جنيها للعباءة الواحدة وحتى 100 جنيه، فى حين أن موديلات العباءات السيناوية والمشغولة يدوياً كان يتجاوز سعرها 1000 جنيه.. ولم تعد متاحة بعد تراجع حركة الشراء بشكل عام.
وقال عبد الله محمد مسئول المبيعات بمحل «القدس» للملابس بمنطقة كرداسة: إن معدل الإقبال على الشراء انخفض بنسبة %25 مع اقتراب شهر رمضان مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى.
ففى رمضان الماضى، كان متوسط المبيعات اليومية خلال المواسم 20 ألف جنيه، و6 آلاف جنيه فى الأيام العادية (غير المواسم والأعياد).
واستهلك المحل بضائع بنحو40 ألف جنيه أسبوعيا خلال العامين الماضيين، مقابل 70 ألف جنيه أسبوعيا قبل أحداث 2013.
قال محمد: «إن تداول الإعلام لأحداث كرداسة التى نشبت فى 2013 بث صورة غير صحيحة وسمعة سيئة عن المنطقة بأكملها، مما أصاب الشارع السياحى والتجار فى مقتل، وأدى إلى عزوف عدد كبير من المواطنين عن القدوم للمنطقة».
وأضاف أن تراجع الأوضاع المادية للمواطن العادى بسبب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية مؤخرا، يعد سببا آخر وراء انخفاض القوة الشرائية والإقبال على منتجات وملابس كرداسة.
وبحسب محمد فإن معدل أسعار العباءات فى محال كرداسة تتراوح بين 30 و150 جنيها، لأنواع الأقمشة الداكرون، والفبران، والساتان، والفسكوز، وهى الأكثر مبيعاً، بجانب بعض الخامات الأخرى، التى يبلغ سعر العباءة منها 400 وحتى 800 جنيه.
وأوضح أن الشارع السياحى يعتمد على الصناعة المحلية بشكل كامل، عدا بعض الأقمشة و«الكلف» والإكسسوارات التى يجرى استيرادها من الهند.
ويبلغ عدد محال الشارع السياحى نحو800 محل للملابس الشرقية، يخدمها نحو 500 مصنع وورشة لتصنيع الأثواب والعباءات.
ويصدر الشارع السياحى بكرداسة منتجاته إلى دول الخليج من بينها السعودية والكويت والإمارات، ودول أفريقية منها تنزانيا وكينيا والسودان والسنغال، عبر إقامة معارض فى تلك الدول بعضها شهرى والآخر سنوى.
وطالب تجار وأصحاب محال بمنطقة كرداسة، الإعلام بعدم نشر أخبار سلبية عن المنطقة ومحاولة الترويج للمنتج المحلى الصنع.
وقال صاحب أحد محال الملابس والعباءات بمنطقة كرداسة، إن أسعار العباءات تتراوح بحسب نوعها وصناعتها، إذ توجد عباءات تركية يبدأ سعرها من 300 جنيه وحتى ألف جنيه.
أما العباءات السيناوية فيتراوح سعرها بين 350 جنيها وحتى 3 آلاف جنيه، وذلك للعباءات المصنوعة يدويا الـ«هاند ميد».
وتوجد أنواع من العباءات الخليجية المزخرفة، يبدأ سعرها من 150 جنيها وحتى 800 جنيه.
وأضاف أن الإقبال أكثر على العباءات الخليجية والسيناوية، فى حين أن العباءات التركية تقبل عليها الفتيات تحت سن الـ30 عاما.
وقال: إن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، أدى لزيادة الأسعار سواء بالنسبة للعباءات المستوردة أوالمحلية، التى يتم تصنيعها فى مصر، بالنظر إلى أن الأقمشة تكون مستوردة.
ويلجأ العديد من أصحاب محال الملابس القطاعى بمناطق الهرم وفيصل، الى منطقة كرداسة لشراء عباءات بالجملة ليعرضوها فى محالهم.
وقال يحيى زنانيرى، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة، إن حجم تجارة وصناعة العباءات بمنطقة كرداسة يمثل 15 إلى %20 من إجمالى صناعة العباءات بمصر.
وأوضح أن معظم العباءات يتم تصنيعها محليا، وهناك جزء مستورد، مشيرا إلى أن أكثر الدول المصدرة لهذا النوع من العباءات ذات الطراز العربى، هى المغرب، وتركيا بالإضافة لبعض الطلبيات، التى يتم تصنيعها فى الصين.
وأشار إلى شكاوى عدة من قبل التجار فى كرداسة خصوصا بعد ارتفاع تكلفة الاستيراد بسبب زيادة سعر صرف الدولار، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية لـ«الزبون المصرى»، وكذلك الأجنبى عقب تراجع حركة السياحة الوافدة.
أضاف زنانيرى: «لا توجد إحصائية دقيقة لحجم استيراد مصر من العباءات والملابس الجاهزة، لأن %60 منها يتم تهريبه من قبل التجار لتجنب سداد الرسوم الجمركية التى تمثل نحو %40 من تكلفة البضاعة المستوردة».

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2016/06/06/851344