قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن مصر تبدو أنها تستعد لموسم آخر من الحبوب المكلفة، إذ يراقب التجار بحذر أكبر مستورد للقمح بعد أن رفضت مرة أخرى استلام شحنات بسبب وجود فطريات بها، وقاطع العديد المناقصات الدولية لمصر أوائل العام الجارى بعد رفضها شحنات للسبب ذاته. وتضاربت التصريحات بشأن نسبة فطر الأرجوت الذى تسمح به.
وقال الكسندر بوي، محلل لدى شركة «أجريتل» الفرنسية، إن الأحداث الأخيرة، التى وقعت قبل أسابيع فقط من بدء موسم تسويق الحبوب الجديد يوم 1 يوليو المقبل، تعنى أن التجار ربما يمتنعون مرة أخرى عن المشاركة فى المناقصات، أو فرض أسعار مرتفعة بسبب ارتفاع المخاطر.
وقال فيليب دى راينال، الرئيس التنفيذى لشركة «أكسيريال»: «لن أتحمل مخاطر بيع 60 ألف طن وضمان عدم وجود فطر الأرجوت، ونحتاج إلى موقف واضح من مصر لنتمكن من القيام بالأعمال التجارية بشكل طبيعي».
وأكدت وزارة الزراعة يوم الأحد، أنها ستطبق نسبة صفر فى المائة لفطر الأرجوت، الذى من الممكن أن يكون ساماً فى الكميات الكبيرة، حتى تستكمل الحكومة دراسة المخاطر. وعلى صعيد آخر، قالت الهيئة العامة للسلع التموينية، إنها ستقبل نسبة 0.05% من الفطر فى الشحنات.
وأوضحت شركة «جلايدل» الزراعية ومقرها المملكة المتحدة، أن الأخبار بأن مصر ستبقى على موقفها حيال الشحنات الخالية من الأرجوت، سيجعل مناقصتها المقبلة تحظى باهتمام كبير، إذا تلقت أى عروض على الإطلاق نظراً لتوقعات الطقس الحالية.
وارتفعت أسعار صادرات القمح فى الأسابيع الأخيرة فى كل من فرنسا وروسيا، مصدرتى القمح الرئيسيتين، فى خضم المخاوف بأن الأمطار الغزيرة فى كلتا الدولتين ستؤثر على نوعية المحصول أو تحدث أضراراً بالغة.
وقال بوى لدى شركة «أجريتيل»: «سيكون من الصعب على مصر شراء القمح وستحتاج لدفع المزيد ما لم تتضح سياستها بشأن الأرجوت قريبا، وبعد القضية التى أُثيرت أوائل العام الجاري، لم تشارك فى المناقصات سوى بضع شركات فقط، وسنشهد الوضع ذاته».