«الصناعة» تنسق مع «اتحاد الصناعات» لدعم المنتجات المحلية بمشاركة الغرف
السويدى: إلزام المصانع بالاستعانة بمكونات محلية لا تقل عن 40% لاستخدام «شعار الحملة»
الشركات المنضمة للحملة تحصل على حوافز تصديرية إضافية
الشبراوى: الحملة محاولة لإخفاء مشاكل الصناعة.. ودعم المصانع المتعثرة أولاً
تباينت آراء مجتمع الأعمال حول الحملة الإعلانية التى أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة، مطلع شهر رمضان، تحت شعار «صنع فى مصر – فخر الصناعة المصرية»، لدعوة المواطنين للاعتماد على المنتج المصرى، ونسقت وزارة الصناعة والتجارة مع اتحاد الصناعات للأعداد للحملة الإعلانية قبل شهر رمضان.
وقال محمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات، إن الحملة تستهدف توعية المواطنين بجودة المنتج المصرى، وحثهم على زيادة الاعتماد عليه بدلاً من المستورد، وتوقع أن تؤدى الحملة المستهدف منها.
وأوضح السويدى لـ«البورصة»، أن أى منتج يمكن أن يحصل على شعار الحملة شريطة أن تصل نسبة المكون المحلى فيه 40% أو أكثر، وأن يتطابق مع المواصفات القياسية المصرية المطلوبة.
وتأتى اشتراطات الحملة متطابقة مع خطة الحكومة لتشجيع الصناعة المحلية الموجهة للتصدير، والتى تمنح حوافز إضافية تصل الى 20% للمنتجات المصدرة التى تعتمد على مكونات محلية لا تقل عن 40%.
وأضاف السويدى، أن جميع الغرف الصناعية الأعضاء بالاتحاد، تشارك فى الحملة الإعلانية الداعمة للمنتج المحلى بالأسواق.
وأطلقت وزارة الصناعة الحملة الإعلانية بعدد من القنوات الفضائية لتشجيع المنتج المحلى بالأسواق، لكنها لم تحدد القطاعات الصناعية المستهدفة من الحملة، ولم تفصح عن حجم التمويل.
وواجهت الحملة ردود فعل متابينة من مجتمع الأعمال، حيث يرى بعض المستثمرين أن الحملة غير ضرورية حال مقارنتها بالأزمات التى يعانى منها القطاع الصناعى وفى مقدمتها المصانع المتعثرة ودعم الصادرات، فيما يرى البعض الآخر أن الحملة ضرورية وستساهم فى تحسين معايير الجودة المصرية وفتح أسواق تصديرية جديدة.
وقال علاء البهى، نائب رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إن تطبيق شعار يضمن جودة المنتجات المحلية وخاصة الغذائية وفقًا لمواصفات قياسية تطابق مثيلتها المطبقة فى الدول الغربية من شأنه أن يرفع الصادرات المصرية بنسبة كبيرة.
وأضاف البهى، أن شعار «صنع فى مصر فخر الصناعة المصرية» يساهم فى زيادة الصادرات وفتح الأسواق الأوروبية التى تعتمد على المواصفات القياسية فى المقام الأول.
وانتقد محمد الشبراوى، عضو غرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات، الحملة، وقال إن تنمية الصناعة المحلية أهم كثيراً من تدشين حملات أعلانية لدعم المنتج المصرى.
وأشار الشبراوى الى أن الحملة تعد محاولة لإخفاء المشكلات الحقيقة التى تتعرض لها الصناعة، وفى مقدمتها أغراق الأسواق بالمنتجات المهربة التى لها مثيل محلى، وزيادة الورش والمصانع المتعثرة.
ودعا الحكومة لدعم المنتج المصرى من خلال إقامة معارض لتسويق المنتجات ذات الجودة التى تضاهى المنتجات المستوردة.
وقال محمد المهندس، نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن شعار صنع فى مصر كان معمولاً به قبل تعرض الصناعة المحلية للإغراق من الواردات الأجنبية.
وأوضح المهندس، أن الشعار يساهم فى زيادة الصادرات بنسب جيدة، وطالب الحكومة بزيادة دعم الصادرات.
وقال وجيه بسادة، رئيس شركة ألفا للسيراميك، إن الحملة غير واضحة الرؤية، وأن أحداً لا يعرف ما إذا كان الهدف منها زيادة الصادرات المصرية أم تعزيز قدرة المنتج المصرى على المنافسة محليًا.
وأضاف بسادة أن الحملة لم توضح طبيعة المنتج الذى سيحمل الشعار، وما إن كانت ستشمل منتجات الصناعات الغذائية فقط، أم ستشمل المنتجات الصناعية الأخرى كالسيراميك.
وتوقع محمد جنيدى، نقيب المستثمرين الصناعيين، ورئيس شركة «جى أم سى» للأجهزة الكهربائية، صعوبة تأثير الحملة على حجم مبيعات المنتجات المصرية بالشكل المطلوب، إذ أن المحدد لقرار الشراء أشياء عديدة على رأسها السعر، والجودة، ومدى توفر خدمات ما بعد البيع وغيرها، وطالب الدولة بالعمل بالتوازى على تحسين وحل مشكلات المستثمرين بالتزامن مع الحملات الإعلانية، وتسعى الحكومة لزيادة الصادرات الفترة المقبلة وتقليل فاتورة الواردات، لمواجهة أزمة عدم توفر الدولار.
وتراجعت الواردات المصرية من الخارج بنسبة 22.6% خلال الربع الأول من العام الجارى حيث سجلت 12.8 مليار دولار، مقابل 16.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى.