قالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، إن أثرياء المصريين يندفعون الآن على نحو متزايد إلى الاستثمار قى العقارات التى تمثل الملاذ الآمن، وهو ما أدى إلى ازدهار السوق مقارنة بالقطاعات الأخرى.
وأشارت إلى احتشاد آلاف الأشخاص فى الشوارع خارج المكاتب العقارية عندما أطلق مطورو العقارات مؤخراً المرحلة الأولى من مشروع سكنى فى القاهرة.
وذكرت الصحيفة، أن تزاحم العملاء لحجز الوحدات أسفر عن وجود بعض مشاهد الفوضى خارج مكاتب شركة «ماونتن فيو» وهو أحدث مؤشر على ارتفاع عائدات المصريين من الاستثمار فى العقارات حيث يسعون لتعويض خطر تراجع العملة فى البلاد.
وهبط الجنيه المصرى 13% مقابل الدولار الأمريكى منذ مارس الماضى، عندما انخفضت قيمة العملة فى محاولة لتخفيف حدة نقص الدولار.
وارتفع التضخم منذ ذلك الحين إلى أكثر من 12% فى أعلى مستوياته فى سبع سنوات، فى وقت يكافح فيه الاقتصاد لتعويض خسائر الهجمات الإرهابية التى هزت ثقة المستثمرين وأضرت بقطاع السياحة.
وتقدر «ماونتن فيو»، أن الطلب على الوحدات فى مشروعها السكنى الذى تبلغ قيمته 3.5 مليار دولار بلغ فى يوم واحد أكثر من 5 أضعاف عدد الوحدات المعروضة.
وأوضح المحللون، أن قطاع العقارات ينظر إليه الآن على أنه الملاذ الوحيد الآمن فى ظل تقلبات البورصة وتوقعات خفض الجنيه من جديد مشيرين إلى أن أسعار العقارات ترتفع بنحو 20% سنوياً فى بعض أنحاء القاهرة.
وتوقع خالد بهيج، الرئيس التنفيذى لشركة «كولدويل بانكر مصر» أن تدفع المخاوف بشأن إضعاف قيمة الجنيه مبيعات العقارات العام الجارى نحو الارتفاع بنسبة 30%.
والجدير بالذكر، أن نقص الدولار بدأ فى الصيف الماضى وازداد تفاقماً بعد اسقاط الطائرة الروسية فى أكتوبر، الأمر الذى دمر قطاع السياحة فى مصر، المصدر الحيوى للعملة الأجنبية، فضلاً عن المشاكل الاقتصادية فى البلاد.
وقال طارق عبدالرحمن، الرئيس التنفيذى فى «بالم هيلز» للتعمير، إن المستثمرين استحوذوا على ربع مبيعات شركته على مدى الأشهر الـ18 الماضية، وبدأ هذا الأمر العام الماضى مع تصاعد أزمة العملة، وأضاف: «حققنا أرباحاً قياسية العام الماضى، ومن المقرر أن يكون العام الجارى عاماً قياسياً آخر».
وكشفت مجموعة «طلعت مصطفى» أكبر مطور عقارى فى البلاد عن زيادة بلغت نسبتها 25% فى المبيعات المتعاقد عليها على أساس سنوى فى الربع الأول.
وقال هانى جنينة، رئيس قسم الأبحاث فى «بلتون» المالية: «نلاحظ نتائج مبهرة للغاية فى الربع الأول لأولئك الذين يعملون فى مبيعات العقارات» مؤكداً على وجود علاقة مباشرة مع التضخم.