حذرت مجلة «ذى ايكونوميست» البريطانية من أن التوسعات الجديدة لقناة بنما يمكن أن تحول حركة مرور السفن عن العبور فى قناة السويس، إذ ستمتلك السفن الأكبر حجماً والتى تجوب حالياً هذا الطريق بين آسيا والساحل الشرقى الأمريكى، خياراً آخر اعتبارا من 26 يونيو الحالى، وهو المرور من قناة بنما.
وتبلغ تكلفة مشروع التوسعة الجديد 5 مليارات دولار.
وقالت المجلة، إن هيئة قناة بنما تتوقع أن يتضاعف العائد من القناة بعد التوسعات الجديدة إلى حوالى 2 مليار دولار سنوياً بحلول 2021 فى بلد يعرف كيفية جنى ثمار جغرافيته الطبيعية.
وأضافت أن الهيئة ستكون قادرة على فرض مزيد من الرسوم على مرور السفن الأكبر الآن بعد إنشاء نقطتين عملاقتين فى نهايتى القناة الواقعتين على المحيطين الهادئ والأطلسى، الأمر الذى سيساهم فى تعميق وتوسعة الممرات الأخرى.
ويختلف العمال فى سوق الأسماك فى مدينة بنما، حول فوائد التوسعات الجديدة لقناة بنما مؤخرا وأثرها فى اقتصاد البلاد.
وكانت الحكومة قد أعربت عن تفاؤلها بأنه سيكون هناك مزيد من الأموال لدفع تكاليف مكيفات الهواء فى أماكن العمل الحارقة، فى حين أكد آخرون أن الناس لن يحصلوا على شىء.
تاريخيا.. كانت بنما قد بحثت توسيع القناة فى البداية قبل الحرب العالمية الثانية، لكن أصبح ذلك ضرورة ملحة عندما لم تتمكن السفن الكبرى من استخدامها والعبور من خلالها.
وكشفت البيانات الرسمية أن أكثر من 960 مليون متر مكعب من البضائع عبرت من خلال القناة العام الماضى.
وتوقع فرانسيسكو ميغيث، الذى يعمل لدى هيئة القناة، تسجيل رقم قياسى جديد من الأرباح بعد التوسعات الجديدة.
وستزيد التوسعات الجديدة القدرة على شحن 1.7 مليار متر مكعب، بعد أن كانت سفن الحاويات التى يمكنها استخدام القناة القديمة لا تجاوز حمولتها حمل حوالى 5 آلاف حاوية نمطية.
وأشارت المجلة إلى أن التوسعات الجديدة للقناة لن تملأ فقط خزائن هيئة القناة والحكومة البنمية ولكنها ستعمل أيضا على تغيير حركة الشحن فى جميع أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن تجعل التوسعات الجديدة، موانئ الساحل الشرقى للولايات المتحدة أكثر نشاطا، ففى الماضى كان العديد من الحاويات المتجهة من آسيا إلى الساحل الشرقى تصل فى موانئ الساحل الغربى، مثل لوس انجلوس ولونج بيتش، ومن ثم السفر إلى وجهاتها برا أو عبر السكك الحديدية.
ولكن من المقرر الآن وبعد التوسعات الجديدة أن تبحر أكبر السفن مباشرة إلى الموانئ فى خليج المكسيك أو الساحل الشرقى رغم أن أوقات الشحن ستكون أطول.
وللمرة الأولى ستصبح السفن التى تحمل الغاز الطبيعى المسال من البترول الصخرى فى أمريكا، قادرة على المرور إلى آسيا، لتمثل 20% من البضائع من حيث الحجم بحلول 2020.
وقال ميكا فيفليان، الذى يعمل لدى شركة «كارجوتيك» صانع معدات البضائع، إن موانئ الساحل الشرقى تستعد لجنى الأرباح المفاجئة، فالموانئ فى بالتيمور وتشارلستون وميامى ونيويورك وسافانا، تقوم بتحديث المرافق لاستيعاب الشحنات القادمة من القناة.
وتعتزم هيئة ميناء نيويورك، ونيو جيرسى، انفاق 2.7 مليار دولار على توسيع محطاتهما والممرات الملاحية بالإضافة إلى انفاق 1.3 مليار دولار لرفع الجسر 20 متراً لمرور سفن الشحن العملاقة.
وأوضح كيم فيجفير، مدير شركة «ايه بى ام» أن تكاليف الشحن ستتراجع أيضا فى بعض الموانئ لأنها بدأت فى تشغيل المرافق أوتوماتيكيا.
ومع ذلك قد لا يستفيد العملاء كثيرا من انخفاض تكاليف الشحن، إذ انخفضت المعدلات بالفعل خلال السنوات الماضية مرتين بما يصل الى 40% للحاويات على بعض الطرق وأقل قليلا عن السلع السائبة مثل الفحم.
وأكدت «ذى ايكونوميست» أن توسيع قناة بنما قد لا يجلب الهواء البارد إلى بائعى السمك الذين تفوح منهم رائحة العرق، ولكنه يجب أن يعطى بالتأكيد الدفعة لبعض أجزاء أخرى من صناعة النقل البحرى.