«المتحدون فارما» تتهم «الصحة» بالتسبب فى الأزمة بعد وقف إنتاجها
«النصر» و«النيل» توقفان التصدير.. و«الصيادلة» تخطط لإنشاء مصنع بـ40 مليون جنيه
دفع النقص الحاد فى المحاليل الطبية، الى ارتفاع أسعارها فى السوق السوداء إلى 200 جنيه للكرتونة بدلاً من 80 جنيهاً.
ونشبت أزمة نقص المحاليل الطبية يوليو من العام الماضى، بعد قرار وزارة الصحة وقف إنتاج شركة المتحدون فارما للمحاليل الطبية، إثر تسمم ووفاة 6 أطفال بمحافظة بنى سويف.
ويصل حجم استهلاك السوق المحلى من المحاليل الطبية 120 مليون زجاجة، توفر منها المتحدون 50 مليون زجاجة، مقابل 40 مليوناً لشركتى النصر والنيل التابعتين للشركة القابضة للصناعات الدوائية، فيما يتم تدبير النسبة المتبقية (30 مليون زجاجة) من شركات خاصة.
وقال عبدالله محفوظ، رئيس مجلس إدارة شركة المتحدون فارما، إن تأخر وزارة الصحة فى منح تراخيص إعادة تشغيل مصنع الشركة تسبب فى الأزمة.
وأضاف محفوظ لـ«البورصة»، أن الشركة لم تعاود الإنتاج مرة أخرى على الرغم من استجابتها لجميع مطالب واشتراطات وزارة الصحة، والتى تضمنت تعديلات على خطوط الإنتاج.
وكان طارق سلمان، مساعد وزير الصحة لشئون الصيادلة، قال فى تصريحات سابقة لـ«البورصة»، أن الوزارة وافقت فبراير الماضى على عودة تشغيل المصنع بعد اتخاذ حزمة إجراءات احترازية ضد شركة «المتحدون» تضمن عدم تكرار أزمة تسمم أطفال بنى سويف.
وقال «محفوظ»، إن وزارة الصحة بطيئة جداً فى اتخاذ قرار عودة الإنتاج، وتماطل فى الحضور الى الشركة للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية بحجة حلول شهر رمضان الكريم.
وأشار الى تكبدّ الشركة خسائر25 مليون جنيه منذ قرار وقف الإنتاج وحتى نهاية الشهر الماضى.
وقال مصدر بالشركة القابضة للأدوية، لـ«البورصة»، إن الشركة كلفت شركتى النصر والنيل، بوقف تصدير المحاليل الطبية بعد طلب وزارة الصحة.
وأضاف المصدر، أن الشركة كانت تخصص جزءاً كبيراً من انتاجها للتصدير وقامت بضخ الكميات المنتجة لسد عجز السوق المحلى، وقال إن هناك «مافيا» بسوق الدواء تجمع الكميات المتوفرة من المحاليل الطبية لبيعها بأسعار مضاعفة فى السوق السوداء، وتابع: شركتا النصر والنيل لم تقللا من إنتاجهما بل تعمل 24 ساعة يومياً و7 أيام أسبوعياً لسد العجز.
وذكر أن الشركة لا تواجه أزمة فى انتاج المحاليل الطبية، خاصة بعد قرار مجلس الوزراء برفع أسعارها، لكن الأزمة ظهرت بعد توقف شركة المتحدون فارما عن الإنتاج، يأتى ذلك فيما تدرس نقابة الصيادلة جدوى لإنشاء مصنع لإنتاج المحاليل باستثمارات 40 مليون جنيه الفترة المقبلة.
وقال أحمد فاروق شعبان، الأمين العام للنقابة، إن وزارة الصحة فشلت فى سد عجز نقص المحاليل الطبية بعد أزمة مصنع المتحدون.
وأضاف شعبان لـ«البورصة»، أن النقابة تواصلت مع جميع الأطراف المعنية بسوق المحاليل الطبية، وأنها نجحت الفترة الماضية فى وقف شحنة محاليل بقيمة 230 مليون جنيه كانت مصدرة لدول الخليج، وتوجيهها للسوق المحلى.