كيلو الخام ينتج 60 كوباً والربح 3 أضعاف
«العرقسوس»..
مشروب لا تخلو منه موائد المصريين خلال شهر رمضان، نظراً لفوائده المتعددة كما يراها البعض، ومن أهمها تقليل الشعور بالعطش أثناء الصيام.
وقد عرفت الحضارات القديمة هذا النبات، الذى يمتاز بقيمة علاجية عالية منذ قديم الأزل، وكان يطلق عليه «شفا وخمير يا عرقسوس» لما له من تأثير علاجى للعديد من أمراض الجهاز الهضمى،
«البورصة» التقت محمد الشافعى الشهير بـ «عم محمد» بائع عرقسوس وسط القاهرة، والذى بادر «البورصة» بصوته لجذب زبائنه ولفت انتباههم قائلاً: «فوايدك كتير ياعسل».
وأضاف الشافعى، سارداً ملخص علاقته بالمشروب الشعبى، موضحاً أنه جاء إلى القاهرة منذ 25 عاماً قادماً من سوهاج، وقاطعاً مسافة تزيد على 450 كيلو متراً باحثاً عن مصدر رزق، بعيداً عن عناء العمل فى الفلاحة التى لم تصبح تسمن أو تغنى من جوع.
وأشار الى انه يعمل أكثر من 10 ساعات فى الأيام العادية متجولاً فى شوارع قاهرة المعز حاملاً قدرة «العرقسوس» التى تستوعب نحو 60 كوباً من العصير يتم إنتاجها من كيلو «عرقسوس» خام، والذى ارتفع سعره من 20 جنيهاً العام الماضى إلى 26 جنيهاً بزيادة نسبتها 30%.
وعن شهر رمضان، قال: “ياريت السنة كلها رمضان.. ده الشهر الكريم بجد.. الرزق فيه كتير والناس كلها بتبقى مبسوطة”، مشيراً إلى انه يعمل خلال شهر رمضان حوالى 3 ساعات يومياً فقط من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب.
ورغم قلة ساعات العمل فى رمضان، إلا أن المكسب فيه يكون 3 أضعاف أو أكثر من الأيام العادية، كما يركز عمله فى منطقة واحدة ولا يتجول فى الشوارع، وبالتالى لا يحمل القدرة على ظهره لفترات طويلة.
وأضاف أن مشروبات العرقسوس والتمر الهندى والسوبيا، هى الأساسية فى شهر رمضان، ولا غنى عنها للصائمين نظراً لفوائدها الكبيرة ومذاقها الجيد، الذى لا يجده الزبون فى العصائر المعبأة التى ترتفع أسعارها ايضاً بصورة كبيرة مقارنة بتلك الأنواع الطبيعية.
وعدد الشافعى، فوائد العرقسوس قائلاً: إنه يعمل على تسكين السعال المصحوب بفقدان الصوت، ويساعد على تقوية جهاز المناعة فى الجسم. كما أنه مفيد للكبد ويسهل عملية الهضم، ولذلك ينتشر على موائد الرحمن، ويفيد فى علاج أمراض الكلى، والروماتيزم، وقرحة المعدة ويعد أفضل شراب مرطب للمصابين بمرض السكر لخلوه تماماً من السكر العادى.
واكد بائع العرقسوس، أنه رغم ارتفاع أسعار الخامات، إلا أنه فضل تثبيت سعر كوب العصير ليباع بجنيه واحد فقط، مضيفاً أنه يتضامن مع المستهلك الذى يعانى من ارتفاع أسعار جميع احتياجاته اليومية.
كما أنه لا يطلب ثمناً محدداً.. لكنه يجد من يدفع أكثر من ثمن كوب العصير بكثير «وكله بيعدى، ودى بتشيل دى» وفقاً لتعبيره.
ويشترى محمد، العرقسوس من أى عطار، ولا يقتصر على أحد بعينه، فجميع العطارين لديهم منتج جيد من المشروب الشعبى الأشهر للمصريين.
ويوضح عم محمد أن طريقة صنع عصير العرق سوس سهلة حيث يقوم بهرسه مع كمية صغيرة من الكربونات داخل قماش ويقوم بتخميره ثم يضيف الماء عليه ويقوم بتصفيته.