قالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، إن الهجمات الإرهابية التى طالت أكبر مطار فى تركيا، والتى أسفرت عن مقتل 41 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين، الأسبوع الماضى، وجهت ضربة قوية إلى واحدة من أفضل الأسواق الناشئة أداءً فى العالم.
وكشفت الصحيفة، أن الهجوم المميت على مطار «أتاتورك» الدولى بإسطنبول، أحد أكثر المراكز الجوية ازدحاماً فى أوروبا كان رابع أكبر هجوم فى العاصمة التجارية العام الجارى.
وأضافت أن سلسلة التفجيرات على مدى الأشهر الـ12 الماضية أججت بالفعل المخاوف بشأن الأمن فى البلاد، وضربت قطاع السياحة أحد الأعمدة الاقتصادية.
وقال اتيلا ياسيلادا، مستشار فى «جلوبال سورس»، إن أعداد السياح أصبحت فى تناقص، وبوضوح لن نحصل على أعداد أفضل سريعاً.
وتوقع حدوث خسائر بنسبة 50% فى قطاع السياحة العام الجارى، وهذا لن يكون من قبيل المبالغة.
وأسفرت الهجمات الدامية الثلاثاء الماضى عن وقوع ضحايا من المملكة العربية السعودية والصين وتونس.
جاء ذلك فى الوقت الذى لقى فيه سياح ألمان وإسرائيليون وإيرانيون حتفهم فى هجومين آخرين فى المناطق السياحية فى يناير ومارس الماضيين.
وكانت تركيا التى جذبت 36.2 مليون سائح العام الماضى رابع أسرع الاقتصادات نمواً فى مجموعة العشرين فى الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجارى، وبلغت توقعات النمو الاقتصادى حوالى 4.8% الربع الحالى.
لكن بات الاقتصاديون والمستثمرون يشعرون بالقلق من مخاطر الهجوم الذى جعل الاقتصاد أكثر عُرضة للصدمات فى الأسواق المالية العالمية فى وقت ابتليت فيه أوروبا بحالة من عدم اليقين بعد تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة، أن السياحة عامل ضرورى لصحة الاقتصاد الأوسع وأن تراجعاً فى أعداد السياح قد يوسع دائرة العجز فى الحساب الجاري.
وكشفت وزارة السياحة، أن القطاع مصدر حيوى للعملة الأجنبية، حيث بلغت إيرادات القطاع 31.4 مليار دولار فى العام الماضي.
وأضافت أن القطاع يسهم بأكثر من 4% من الناتج المحلى الإجمالى فى الوقت الذى يوفر فيه مئات الآلاف من فرص العمل للأتراك.
وقال جيريت كواس، المدير العام لفندق «ذا جيورج» الذى يرتاده السياح الفرنسيون والألمان والبريطانيون الذين يزورون المعالم التاريخية، إن الضيوف قاموا بإلغاء الحجوزات، ولم يعد أحد منهم على استعداد للعودة فى ظل الظروف الراهنة.
وكشفت أرقام رسمية عن تراجع أعداد السياح بنسبة 35% الشهر الماضى، ويعتقد البعض أن الصناعة فى طريقها إلى الانهيار.
وتلقت الصناعة بصيصاً من الأمل بعد إعلان روسيا أنها ستعيد النظر فى العقوبات التى تشمل الحظر على الرحلات الجوية السياحية إلى تركيا.
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد أعرب عن أسفه عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية فى رسالة إلى نظيره الروسى فلاديمير بوتين، الاثنين الماضى، ما أثار الآمال فى التقارب بين البلدين.
وأعرب جيتين جوركون، الأمين العام لرابطة وكالات السفر التركية «تورساب» عن سعادته بعودة العلاقات مع روسيا متنبئاً بانفراجة قريبة.