المشغل الرابع فى جنوب أفريقيا يستحوذ على 3% من السوق بعد 5 سنوات من التشغيل
توسيع قاعدة الخدمات وعقد اتفاقيات متبادلة بين المشغلين حلول لتخطى نفس المصير
التعاون مع الشركات المنافسة ضرورى لتطوير الشبكات التى ستؤجرها فى خدمات الصوت
التفريط فى حصة «المصرية» بفودافون مصر خيار صعب
تتأهب الشركة المصرية للاتصالات لدخول سوق المحمول بعد سنوات طالبت خلالها بالحصول على رخصة للمحمول على الرغم من حصتها البالغة 45% فى شركة فودافون مصر اكبر شركة للمحمول فى مصر من حيث المشتركين والايرادات.
ولكن يجب على المصرية دراسة التجارب السابقة فى دخول مشغل رابع اسواق المحمول خاصة المتشابهة مع مصر، وبحث استغلال الرخصة فى تحقيق قيمة مضافة للسوق بصفة عامة وتعظيم ايراداتها وخدماتها بصفة خاصة.
طالبت مصادر من قطاع الاتصالات بضرورة تجنب المصرية للاتصالات النموذج الجنوب الافريقى فى دخول المشغل الرابع لسوق المحمول باعتباره من اكبر الاسواق تشابها بالسوق المحلى.
وذكرت ان المشغل الحكومى «telkom» فى جنوب افريقيا حظى بنفس فرصة المصرية للاتصالات فى سوق المحمول، وطلب التخارج من شركة «فوداكوم» صاحبة اكبر عدد من المشتركين بواقع 34.1 مليون جنيه وباعت حصتها البالغة 50%، مقابل الحصول على رخصة محمول لتصبح المشغل الرابع فى جنوب افريقيا.
ودخلت شركة «telkom» المشغل الجنوب افريقى سوق المحمول عام 2011 فى مواجهة 3 مشغلين وبعد مرور 5 سنوات يتوزع عدد العملاء حاليا بين «فوداكوم» بواقع 34.1 مليون مشترك، و«ام تى ان» بواقع 30.5 مليون مشترك، و«cellc» بواقع 23.5 مليون مشترك، واخيرا «telkom» بواقع 2.7 مليون مشترك فقط.
وكان المشغل الرابع فى جنوب افريقيا يستهدف الاستحواذ على 15% من سوق المحمول خلال 5 سنوات، ولكن بعد مرور هذه الفترة لم يستحوذ سوى على 3% فقط من السوق.
تتوافر امام المصرية للاتصالات فرص جيدة للنمو فى سوق المحمول، ولكنها تتطلب فتح مجالات جديدة، وتوسيع قاعدة الخدمات لجذب مشتركين جدد وتنظيم التعاون بين المنافسين لوقف اى حرق فى الاسعار او نشوب خلافات يسمح بتدهور مستوى الخدمات المقدمة.
ووفقا للمصادر: «الخطأ الذى وقع فيه المشغل الرابع فى جنوب افريقيا كان تحجيم السوق والعمل على خطف العملاء وعدم فتح خدمات جديدة، مما ادى الى تشابك الخدمات التى يتم تقديمها، والذى ساهم فى اكتفاء كل عميل بالشركة المنتمى لها».
وحذرت المصادر من تخلى المصرية للاتصالات عن حصتها فى فودافون مصر، واتخاذ تجربة المشغل الجنوب افريقى مثالا بعد تخليه عن 50% من «فوداكوم» مقابل دخول سوق المحمول والاستحواذ على حصة لا تجاوز 3% من السوق بعد 5 سنوات.
تستهدف المصرية للاتصالات الاستحواذ على 10% من سوق المحمول خلال 3 سنوات ولن يتحقق لها ذلك باتباع نفس سياستها فى سوق الانترنت الثابت «Adsl» التى تنافس فيه شركات المحمول، خاصة ان الاوضاع مختلفة فى نشاط المحمول الذى بلغت نسبة انتشار المحمول اكثر من 100% وهو ما يستدعى طرح افكار مبتكرة وغير تقليدية فى تشغيل الخدمات.
ووفقا لترخيص المحمول الذى ستحصل عليه المصرية للاتصالات ستقوم الشركة بتأجير شبكات الجيلين الثانى والثالث من شركات المحمول لتقديم الخدمات لعملائها، وبالتالى يهمها تحديث وتطوير الشبكات لضمان تحسين مستوى الخدمة، وهو ما يتطلب التعاون فيما بين شركات الاتصالات الاربع وعقد اتفاقيات تحمى حقوق الشركات والمساهمين والعملاء.
وقالت المصادر إن حصول المصرية للاتصالات على نفس حصة المشغل الرابع فى جنوب افريقيا البالغة 3% من سوق المحمول بعد 5 سنوات سيكون فشلا، ولم تسلم إدارة الشركة ووزارة الاتصالات من المسئولية عن اى اضرار قد تقع فى سوق المحمول المصرى.