
يكشف المشروعان اللذان بلغت تكلفتهما 45 مليار دولار وأعلنت عنهما أكبر شركات البترول فى العالم الشهر الحالي، مدى استعادة الثقة فى القيام باستثمارات كبيرة بتشجيع من ارتفاع أسعار البترول الخام وانخفاض التكاليف التى تعد شرارة إطلاق مزيد من التوسع فى المستقبل.
وذكرت وكالة انباء «بلومبرج»، أن شركة «شيفرون كورب» أعطت الضوء الأخضر لتوسيع استثماراتها بقيمة 37 مليار دولار فى كازاخستان، وجاء ذلك فى الوقت الذى وقعت فيه شركة «بى بى» البريطانية على توسعات بلغت قيمتها 8 مليارات دولار فى مصنع للغاز الطبيعى المسال فى إندونيسيا.
وأشارت «وود ماكينزى» شركة الاستشارات العالمية و«وجيفريز إنترناشيونال» المحدودة إلى وجود اثنين من المشاريع الكبيرة المرجح أن يحصلا على الضوء الأخضر كإشارة للبدء العام الحالى، وهما «ماد دوج» التابع لشركة «بى بى» فى خليج المكسيك، وتطوير حقل غاز «كورال» من قبل «اينى» الإيطالية فى موزمبيق.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن انتعاش أسعار البترول الخام من أدنى مستوياتها فى 12 عاماً وانخفاض نفقات المشروعات شجع المدراء التنفيذيين للبدء فى الإنفاق مرة أخرى بعد خفض أكثر من تريليون دولار فى الاستثمارات المخطط لها وسط غرق الأرباح.
وأضافت أن المشروعات الجديدة ستحمى ميزانيات الشركات الرائدة، فى وقت يحتاج فيه المستكشفون للبدء فى مرحلة جديدة من الاستثمار فى مجال الاستكشاف والإنتاج لضمان النمو فى المستقبل.
وقال انجوس رودجر، المحلل لدى «وود ماكنزى» فى سنغافورة: «شاهدنا مؤخراً تعافيا فى الأسعار، وهو ما يدل على أن المشاريع التى تعتبر ذات أهمية استراتيجية للنمو ستواصل السير إلى الأمام».
وتوقع رودجر، اتخاذ شركات البترول نحو 10 قرارات بشأن المشروعات متوسطة الحجم والكبيرة العام الحالى مقارنة بأقل من 10 فى العام الماضى، وإن كان هذا الرقم لايزال أقل بكثير من المتوسط السنوى الذى كان يبلغ 40 مشروعاً قبل انهيار الأسعار.
وأوضح جيسون جاميل، المحلل لدى «جيفريز» فى لندن أن القرارات الاستثمارية لشركتى «بريتيش بتروليوم» و«شيفرون» تشير إلى أنهما أصبحتا أكثر ثقة فى قدرتهما على توزيع الأرباح، وتظهران المزيد من الثقة فى التدفقات النقدية.
وفى ظل انخفاض الأرباح واجهت الشركات الاختيار بين حماية الأرباح وخفض الاستثمار، واختارت أكبر الشركات حماية توزيع الربح على المساهمين وإلغاء المشاريع وتسريح الآلاف من العمال.
وارتفع سعر خام برنت بنسبة 0.8% الى 46.76 دولار للبرميل فى العقود الآجلة الأوروبية الجمعة الماضية، وهذا أقل من نصف ما كان عليه قبل عامين، مما يعنى أن الأرباح مازالت تحت الضغط، وأن الشركات مازالت تخطط لإبقاء النفقات العامة منخفضة للحفاظ على ميزانياتها العمومية.
وتوقع ايان تايلور، الرئيس التنفيذى لمجموعة «فيتول»، أكبر شركة مستقلة لتداول البترول فى العالم، أن ارتفاع سعر برميل البترول فى الآونة الأخيرة ليس من المرجح أن يستمر فى ظل تباطؤ نمو الطلب.