قلق داخلى من تنامى دعم دول القارة السمراء للقضية الفلسطينية
عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو شرق أفريقيا، الأسبوع الماضى، حرص على التودد لمضيفيه بشدة، ووضع أول رئيس وزراء إسرائيلى يزور أفريقيا منذ ثلاثة عقود إكليلاً من الزهور على متحف الإبادة الجماعية فى رواندا، وشاهد الأسود مع الرئيس الإثيوبى مولاتو تشوم.
وفى أوغندا، تجاهل بلباقة الكلمة المحرجة التى ألقاها الرئيس يورى موسيفينى، حيث أشار مراراً إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ووصف مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط بأنها «إضاعة للوقت».
وفى كينيا، تعهد بتقديم الدعم لبناء جدار بطول 440 ميل بين كينيا والصومال، داعياً الشركات التابعة لدولته للاستثمار هناك، فيما اتفقا على بدء الرحلات الجوية المباشرة اعتباراً من الشهر المقبل.
وأنفق نتنياهو السنوات القليلة الماضية وقتاً ثميناً فى حملة لكسب التحالفات المفقودة فى أفريقيا، لكن فقط هذا العام استضافت إسرائيل رؤساء كينيا وليبيريا وغانا، وأشارت إلى عزمها تأسيس صندوق تنمية برأسمال 13 مليون دولار لشركائها الأفارقة.
وقال نتنياهو، إن «إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل» فى إشارة إلى فترات زمنية شهدت انقطاعاً شبه كامل فى العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً فى فترات الستينيات والسبعينيات، وإبان الحكم العنصرى فى جنوب أفريقيا.
وتشعر إسرائيل بأهمية كسب حلفاء أفارقة؛ بسبب تصويت معظم أبناء القارة السمراء ضد إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. وفى عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين كدولة مراقب، لم تصوت أى دولة أفريقية ضد القرار، وامتنعت فقط خمس دول هى الكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وملاوى ورواندا، وتوجو عن التصويت.
فى الوقت نفسه، تعانى إسرائيل تقلص عدد حلفائها فى إطار الأمم المتحدة، ما دفع دولة الاحتلال إلى السعى لبناء جدار قوى من الأصدقاء من ساحل العاج فى الغرب الأفريقى إلى كينيا فى شرق القارة.
وبحسب تصريح راى يورام إلرون، رئيس العلاقات الأفريقية فى وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلى لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فإن بلاده لديها، حالياً، مجموعة من البلدان التى هى على استعداد للتصويت لصالحها، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه آخذ فى التزايد.
وأضاف أن هذا هو أحد الأسباب التى تدفع بأفريقيا إلى المقدمة من حيث الأهمية بالنسبة لهم.
ومن نتائج الجولة الأخيرة المبشرة أعلنت إثيوبيا وكينيا، أنهما سوف تساندان طلب إسرائيل فى الحصول على وضع مراقب فى الاتحاد الأفريقى على غرار فلسطين التى حصلت على هذه الصفة منذ عام 2013.
وفى العام الماضي، ساهم الامتناع عن التصويت فقط، وليس التصويت لصالحها من قبل الدول الأفريقية فى حماية إسرائيل من صدور قرار يلزمها بفتح منشآتها النووية لمفتشى الأمم المتحدة. وامتنعت كل من نيجيريا ورواندا، على حد سواء، عن التصويت فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية فى ديسمبر الماضي.
وساعد امتناع رواندا ونيجيريا، أيضاً، على وأد قرار مجلس الأمن فى عام 2014 الذى دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضى المحتلة فى فلسطين.
وتولى إسرائيل أهمية قصوى للصداقة مع إثيوبيا التى تعد موطن أكبر جالية يهودية فى أفريقيا، وربما كان ذلك هو الأهم على الرغم من أن المهاجرين اليهود الإثيوبيين لإسرائيل غير مرحب بهم هناك.
ومن المنتظر أن تجلس إثيوبيا فى مجلس الأمن لمدة عامين، اعتباراً من العام المقبل عندما يحين دورها فى المقعد غير الدائم، لكن على الرغم من الجهود التى تبذلها إسرائيل، قال رئيس الوزراء الإثيوبى هايله مريم ديساليجنه، إن بلاده ستواصل دعمها لفلسطين.