سوق سوداء جديدة.. والمتسولون ومحطات البنزين أبرز المتعاملين وعمولة تدبير فكة تصل إلى 8%
«السبكى»: «المركزى» سحب عملات معدنية بعد إعادة الجنيه الورقى ورفعنا قيمة إصداراتنا 15% العام الحالى
يعانى السوق المحلى أزمة فى توافر العملات الصغيرة «الفكة»، الأمر الذى عرّض محلات التجزئة والمواطنين لمشكلات فى استرداد باقى قيمة مشترياتهم أو فى سداد أجرة المواصلات.
وكشفت «البورصة»، خلال جولتها على الأسواق بالعديد من المناطق عن «أباطرة الفكة»، والممول الرئيسى لمحلات التجزئة، وفى مقدمتهم المتسولون، كما تعد محطات تعبئة البنزين مصدر العملة لسائقى الميكروباص والمواصلات العامة.
وقال صاحب محل عصير قصب فى منطقة الدقى، إن نقص الفكة أزمة كبيرة تضع المحل فى مشاكل مستمرة مع الزبون، مرة نقول للزبون فك الفلوس وادفع لاحقاً، وطبعاً لا يعود ثانية فى بعض الأحيان، ومرة نطالبه بتوفير الفكة أولاً، ما يؤدى إلى فقدان المشترين.
وأكد أن المحل يلجأ إلى بعض الطرق للحصول على الفكة لتجنب الأزمات مع المستهلك، ويعد المتسولون أو الشحاذون أهم الجهات التى تتوافر لديها الفكة بكميات كبيرة وبصورة دائمة ويحتاجون إلى تجميدها.
وأوضح انه كان يحصل على الفكة من مترو الأنفاق والذى توقف حاليا عن بيعها للمحلات، تحسبا لتعرضه هو نفسه لأزمة فى أى وقت ويكون الرد من الموظف عند طلب أى كمية «اللى يحتاجه البيت».
واشار احمد محمد صاحب محل فطاطرى «طائر الزعيم» إلى أن نقص العملات المساعدة أفقدنا حوالى 10% من الزبائن، لعدم توافر الفكة مع الزبون ولا المحل، الامر الذى يدفع المستهلك الى الانصراف وعدم العودة مرة اخرى للشراء.
وأضاف فى بعض الوقت نتنازل عن جزء من قيمة المنتج أو الربح حتى لا نخسر الزبون آملين ان يرد باقى قيمة المنتج بعد حصوله على الفكة، مشيرا الى انه لا يعرف طريقة لتوفير «الفكة» ويعتمد على الإيراد اليومى للمحل ويحاول الحفاظ على الفكة على قدر الإمكان.
وقال محمود حلمى سائق ميكروباص، إن نقص الفكة يتسبب فى مشاجرات مستمرة مع الركاب، موضحا أنه مجبر على الحصول على الفكة من محطات التعبئة مقابل 8% عمولة لأصحاب المحطات «100 جنيه صحيحة = 92 جنيها فكة» وبعض المناطق تحسب 7 جنيهات فقط فرق.
واشار الى الطريق الثانى للحصول على الفكة يكون عن طريق الكارتة، ولكنها غير كافية، ولا توجد بها الفكة بصورة مستمرة.
ولجأت فروع سلاسل تجارية الى تعليق لافتات مكتوب عليها «نعتذر لعدم وجود فكة لدينا ونعمل على سرعة حلها»، وقال كاشير فى إحدى السلاسل التجارية بمنطقة فيصل، طلب عدم ذكر اسمه، إنه لجأ إلى تعليق اللافتة لتجنب المشاكل مع الزبائن.
وقال محمد السبكى، رئيس مصلحة صك العملة، إن معدلات سك العملة ارتفعت خلال عام 2016 ما بين 10% و15%.
واضاف ان المصلحة تقوم بتلبية احتياجات البنك المركزى من العملات المعدنية فى اطار خطته الموضوعة لتداول العملة، بينما البنك المركزى هو من يحدد طرق التوزيع والإدارة.
واشار الى انه تم سحب كميات من العملات المعدنية من السوق فى الفترة الماضية بعد إصدار البنك المركزى لعملات ورقية بقيمة 500 مليون جنيه.
قال مسئول بالبنك المركزى بقطاع الاصدار ان الفكة متوفرة بالسوق ولا توجد بها ازمة، وان ما حدث قبل عيد الفطر ازمة فى العملات الجديدة، لافتا الى ان العملات المساعدة متاحة أيضا بخزينة البنك المركزى، وجارٍ طباعة مبالغ اخرى، فضل عدم ذكر قيمتها فى الوقت الراهن.
قى المقابل قال مسئول بقطاع الخزانة بأحد البنوك غير الحكومية ان هناك نقصا فى فئات خمسة وعشرة جنيهات، وأكثر الفئات التى تعانى البنوك نقصا فيها هى فئة العشرين جنيها.
اضاف المسئول ان البنك المركزى لم يقم بضخ اى سيولة من فئة العشرين منذ شهرين تقريبا، لافتا الى أن فئة الجنيه حدث بها نقص منذ فترة، ولكنها متوافرة فى الوقت الحالى بعد ضخ المركزى سيولة ورقية منها الشهر الماضى.