المعارك الطاحنة تعيق بناء دولة جنوب السودان الوليدة


أعلنت أكبر البنوك وشركات التأمين العاملة فى أفريقيا بما فى ذلك شركة «أولد موتشوال» ومجموعة «ستاندرد بنك» المصرفية، إغلاق العمليات مؤقتا واجلاء الموظفين بعد أعمال العنف التى اندلعت بين الفصائل السياسية المتناحرة فى جوبا، عاصمة جنوب السودان والتى أسفرت عن مقتل 272 شخصا على الاقل.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن «ستانبيك بنك» الأكبر فى افريقيا من حيث الأصول والذى يتخذ من جوهانسبرج، مقرا له، أفاد بأن القتال عطل عملياته فى جوبا، ويجب اتخاذ بعض الإجراءات لحماية الموظفين، مشيرا إلى أنه بمجرد تحسن الوضع سيفتح الفرع من جديد.
واندلعت اشتباكات فى جنوب السودان يوم 7 يوليو الحالى بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير، وأنصار نائب الرئيس رياك مشار. واستمرت بشكل متقطع حتى الاثنين الماضى بعد أن أمرت الحكومة الأمريكية بإجلاء جميع العاملين غير الأساسيين.
وقال المتحدث باسم أكبر شركة تأمين فى أفريقيا عن طريق البريد الإلكترونى، إن «أولد موتشوال» التى لها وجود فى جنوب السودان من خلال حصتها فى شركة «يو إيه بي» القابضة المحدودة، أغلقت عملياتها هناك فى الفترة الراهنة.
وأضاف أن الشركة، التى تتخذ من لندن مقرا، تخطط لاجلاء الموظفين الأجانب والموظفين المحليين وعائلاتهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يجرى فيه قادة جنوب السودان محادثات طارئة لمحاولة تهدئة الوضع وفقا لسفير الدولة الأفريقية المنتجة للبترول.
ونشرت الامم المتحدة قواتها للحفاظ على وقف إطلاق النار وحماية المطار الدولى الرئيسى الذى أغلق أثناء القتال.
وأشارت وكالة انباء «بلومبرج» إلى أن مجموعة «كيه سى بى» المحدودة، والتى تتخذ من نيروبى مقرا لها، صاحبة أكبر بنك فى كينيا من حيث الأصول أجبرت على خفض عملياتها فى فرع جنوب السودان.
وأعلن البنك الذى يعمل فى 10 ولايات جنوب السودان وكان أول مصرف اقليمى يتم فتحه فى عام 2005 أنه نقل جميع الموظفين إلى بر الأمان.
وأفاد كريس مارولينج، المتحدث باسم شركة «ام تى ان» أكبر شركة للهواتف المحمولة فى القارة، أن الشركة ستستمر فى مراقبة الوضع فى البلاد.
وكانت الشركة قد نفذت خططا استمرارية كبيرة وتسعى لضمان سلامة موظفيها وتوفير الخدمات الأساسية.
وتسبب العنف الذى اندلع فى ديسمبر 2013 فى مقتل عشرات الآلاف من الناس. كما أجبر أكثر من 2 مليون شخص على الفرار من منازلهم بالاضافة إلى خفض الانتاج النفطى فى البلاد التى لديها ثالث أكبر احتياطيات نفطية من الخام فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأوضحت الوكالة أنه قبل الحرب كانت شركات الخدمات المالية مثل «ستاندرد بنك» تبحث التوسع فى القارة لتعزيز الأرباح التى تراجعت فى البلدان الأكثر تقدما.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الجهات المانحة الغربية والمتعددة الأطراف التى أعطت البلاد فرصة بناء أحدث دولة فى العالم أصيبت بخيبة أمل كبيرة. وكان برنامج الغذاء العالمى قد أعرب عن إدانته الشديدة لعملية النهب واسعة النطاق التى تعرض لها مستودعه الرئيسى للمواد الغذائية والأدوات اللوجستية الأخرى بعاصمة جنوب السودان جوبا، بعد المعارك الطاحنة الأخيرة.

 

وقالت المتحدثة باسم البرنامج بتينا لوتشر، إن المنظمة الدولية رغم ذلك مستمرة فى مساعدة آلاف المتضررين من القتال، موضحة أنه تم توزيع مواد غذائية بالفعل على النازحين جراء أعمال العنف فى جنوب السودان.

وأضافت الصحيفة أن وراء نظام الرعاية الذى يديره الجنرالات وأمراء الحرب المحليين جهات مانحة كانت تقدم مليارات الدولارات لدعم الدولة الوليدة.

 

لكنها أصبحت الان مترددة فى تقديم المال من جديد رغم أنه دون مزيد من الدعم الخارجى لن تتواجد فرصة تذكر لنزع فتيل الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تقاسم إنتاج البترول نتيجة القتال بين مجموعة الدينكا والنوير العرقية، وتم بيع جزء كبير من الإنتاج وما تبقى من عائدات الجنوب يجب أن يتم تقاسمه مع الخرطوم، التى تمتلك خطوط أنابيب التصدير.
وأكدت «بلومبرج» أن انهيار الأوضاع يطيح بفرص ازدهار عملة جنوب السودان وسط ارتفاع معدلات التضخم وخصوصا بعد أن توقع صندوق النقد الدولى انكماش الاقتصاد بنسبة 7.8% العام الحالي.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2016/07/21/869216