قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن محاولة الانقلاب الفاشلة داخل الجيش التركى خلال عطلة نهاية الأسبوع بددت آمال إحياء حجوزات السفر إلى المقصد السياحي التركي لما تبقى من موسم السفر فى منتصف ذروة العام، بعد انخفاض 10% فى عدد سياح البلاد فى الربع الأول من العام الجاري.
وتوقعت شركة «يرومونيتور»، الرائدة عالمياً فى مجال السياحة استمرار تراجع عدد الزوار الدوليين إلى تركيا بنسبة 5.2% العام الجارى بنحو 32.9 مليون زائر.
وأوضحت الوكالة، أن السياحة تعد مصدراً أساسياً للعملة الأجنبية فى تركيا، وتعمل على تمويل العجز فى الحساب الجارى في الوقت الذي توظف فيه 8 % من القوى العاملة في البلاد.
وكانت صناعة السياحة تتطلع إلى تحسين الحجوزات في ظل الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات مع روسيا وإسرائيل، ولكن ضاعت تلك الجهود وسط التخريب الناجم عن سلسلة من التفجيرات الإرهابية من أنقرة إلى إسطنبول، ومن ثم محاولة الانقلاب مطلع الأسبوع الجارى والذى خلف أكثر من 200 قتيل.
وقال علي سوكمن، محلل لدى مؤسسة «كنترول ريسك» الاستشارية فى لندن، عبر الهاتف، إن الأثر الرئيسى لمحاولة الانقلاب مجتمعاً مع الهجمات الأخيرة يعني أن جهود تركيا لتنشيط السياحة أصبحت غير فعالة إلى حد كبير.
وأضاف: «نحن في منتصف الموسم السياحى وتوقع انتعاش داخل القطاع من حجوزات اللحظة الأخيرة مسألة حساسة للغاية فى مثل هذه الأحداث وانتهت إلى حد كبير».
وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد منعت شركات الطيران الأمريكية من التحليق فوق إسطنبول أو أنقرة، منذ بدء محاولة الانقلاب، ومنعت جميع الشركات، بما فى ذلك الأجنبية منها من السفر إلى الولايات المتحدة من تركيا مباشرة أو عن طريق دولة أخرى.
وتوقعت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الأحد، أن هذا الموقف سوف يعاد تقييمه فى الأيام القليلة المقبلة.
وحثت الولايات المتحدة فى وقت سابق المواطنين على تجنب السفر إلى جنوب شرق تركيا، كما حثتهم على إعادة النظر فى السفر إلى هناك بعد أحداث 15 يوليو.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية المواطنين بعدم السفر إلى بعض المناطق فى تركيا، حيث أعلنت أن تهديدات الإرهاب لا تزال مرتفعة فى البلاد.
وشهدت شركات السفر الكبرى مثل «توماس كوك» انخفاضات كبيرة فى الطلب بعد الهجمات الإرهابية المميتة فى تركيا مؤخراً.
وقالت ديانا جارماليت، محللة أبحاث فى «يورومونيتور» الدولية، إن التساؤلات حول سلامة السفر إلى تركيا يمكن أن تستمر على المدى الطويل، إذا لم يتم اتخاذ تدابير أمنية كافية من قبل الحكومة التركية.
وقال بيتر جودارد، العضو المنتدب لشركة «تى آر آى» للاستشارات في دبى، إنه من المتوقع انخفاض معدلات السفر مع الأسر؛ حيث إن عامل الأمان هو الأولوية الكبرى لسفرهم.
ومن المتوقع أن يتخذ المسافرون وجهات سفر بديلة لأماكن مماثلة على البحر المتوسط مثل إسبانيا والبرتغال واليونان.
واستأنفت شركات الطيران العالمية بما فى ذلك «الاتحاد للطيران» و«الخطوط الجوية القطرية» و«يورو وينجز» الرحلات الجوية إلى تركيا، أمس الأحد، بعد أن تم إلغاء معظم الخدمات في مطاري أتاتورك، وصبيحة كوكجن، أثناء محاولة الانقلاب.